مُنذ فجر الحضارة، لم تتوقف جهود بلادنا عند الاكتفاء بالطرق الاعتيادية في تيسير أمور الحج بل اتسعت حتى ضمت إليها أكثر التقنيات تطوراً. في ظل أحداث جائحة كوفيد- 19 برز دور المملكة بشكلٍ كبير في التعامل معها وفق إجراءات أبهرت العالم، ففي ضوء ما شهده العالم من ظهور متحورات جديدة جعل من الضروري الاستعانة بالخدمات والإجراءات الإلكترونية، وتسخيرها بما يتناسب لخدمة حجاج بيت الله الحرام عند قيامهم بمناسكهم بكل يُسر وارتياح، وقد اتضحت الاستخدامات العديدة لأنواع التقنية الحديثة والذكاء الاصطناعي، وكافة التطبيقات الذكية والخدمات الإلكترونية المختلفة في شعائر الحج، ما أسهم في تسهيل الخدمات وتيسيرها على حجاج البيت الحرام لأداء مناسكهم بكل يسر وبجودة عالية جداً. ومن أهم التقنيات التي تم استخدامها (الأساور المقاومة للمياه) التي تقوم على أساس إرشادي، فيتم إنتاجها خارجياً وذلك بعدما تمت ملاحظة خلع بعض الحجاج سابقاً لتلك الأساور بسبب خوف تعطلها عند الوضوء او غسل اليدين، ويتيح هذا السوار أيضاً معرفة الحالة الصحية ومعرفة ما إذا كان يُعاني من الأمراض المُزمنة، كما يوفر خدمة التواصل مع الجهات الأمنية او الطبية الطارئة، ويتم أيضاً استقبال العديد من الرسائل التوعوية للحجاج عبرها، ومن التقنيات التي تم استخدامها أيضاً في تيسير شعائر الحج (الربوت الذكي) والذي يُعتبر وسيلة متقدمة التقنية للتعقيم والوقاية البيئية في الأماكن المغلقة، حيث إنه يعمل بنظام تحكم آلي مُبرمج على خارطة مسبقة عالية الدقة، كما أن تم تزويده بكاميرا تحتوي على رادار عالي الجودة لرسم الخرائط أيضاً، ويساعد كثيراً في توزيع عبوات مياه زمزم دون تلامس أو إعاقة للحركة في ظل تفشي جائحة كورونا، إذ تعمل هذه التقنية الحديثة على سلامة زوار الحرمين الشريفين وتقوم بتوزيع 450 عبوة يومياً، كما أن كل تلك التقنيات تُضاف إليها تقنية (طائرة الدرون) فهي تعتبر الناقل الأساسي للصورة الكاملة وإيصالها للمسؤولين الأمنيين في مركز القيادة والتحكم لأمن الحج، كما أنها مزودة بتقنية حساسات خاصة لحماية الطائرة من الاصطدام.