قتل 18 شخصا في ضربات استهدفت مباني في منطقة أوديسا في جنوبأوكرانيا بحسب كييف، في حين استعاد الجيش الأوكراني من الروس جزيرة صغيرة استراتيجية للسيطرة على الطرقات البحرية. وقالت أجهزة الطوارئ الأوكرانية أن صاروخين أُطلقا ليل الخميس الجمعة من "طائرة استراتيجية" فوق البحر الأسود وأصابا مبانيَ. وأعلن المسؤول الثاني في الإدارة الرئاسية كيريلو تيموشينكو على تيليجرام حصيلة جديدة بلغت 18 قتيلًا بينهم طفلان و30 جريحًا، فيما تتواصل عمليات الانقاذ التي يعقدها اندلاع حريق. في وقت سابق، قال المتحدّث باسم الإدارة العسكرية في منطقة أوديسا سيرغي براتشوك إنّ "صاروخًا أصاب مبنى سكنياً من تسع طوابق يقع في منطقة بيلغورود-دنييستر" التي تبعد حوالى 80 كيلومترا نحو مدينة أوديسا. وانتقد الناطق رواد الانترنت الذين يبلغون عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن تحركات القوات الأوكرانية وأجهزة الاغاثة. وأضاف في تصريح للتلفزيون المحلي "ثمة عملية انقاذ جارية لا تكتبوا أين ومَن وكيف!" لعدم تعريض العسكريين للخطر من دون أن يوضح المكان المحدد للضربة. أتى الهجوم الصاروخي في حين وعد حلف شمال الأطلسي (ناتو) أوكرانيا بدعم ثابت في ختام قمته في مدريد الخميس. وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس "سنبقى إلى جانب أوكرانيا وكل الحلف سيبقى الى جانب أوكرانيا طالما لزم الأمر لضمان أنها لن تهزم من قبل روسيا". وقال بايدن "لا أعرف كيف ومتى سينتهي الأمر. لكن الحرب لن تنتهي بهزيمة أوكرانيا". وأعلنت دول عدة في الناتو مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا. فتعهد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون توفير مساعدة إضافية قدرها مليار جنيه استرليني (1,16 مليار دولار) فيما وعد بايدن بمساعدة إضافية تصل إلى قيمتها إلى 800 مليون دولار. وردت موسكو على لسان وزير خارجيتها سيرجي لافرورف بقوله إن "الواقع أن الستار الحديدي يرتسم" مستعيدا العبارة الشهيرة التي ولدت مع الحرب الباردة وتلاشى استخدامها مع سقوط جدار برلين في 1989. أتى كلام لافروف ردا على خارطة الطريق الاستراتيجية التي أقرها الناتو واعتبرت روسيا "التهديد المباشر الأكبر على أمن الحلفاء". * انسحاب روسي من جزيرة الثعبان - على جبهة القتال، رحبت اوكرانيا الخميس بانسحاب القوات الروسية من جزيرة الثعبان التي هيمنت عليها في ساعات الهجوم الأولى. وقالت موسكو إنها سحبت قواتها في "بادرة حسن نية" بعدما حققت أهدافها ولتسهيل صادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود. تقع الجزيرة جنوب غرب أوديسا التي تضم أكبر مرفأ أوكراني تتكدس فيه ملايين الأطنان من الحبوب قبالة مصب نهر الدانوب. وقال الرئيس الأوكراني فولودومير زيليسكي مساء الخميس "جزيرة الثعبان نقطة استراتيجية وما حصل يغير بشكل كبير الوضع في البحر الأسود هذا لا يعني ان العدو لن يعود. لكن ذلك يحد بشكل واسع من تحركات المحتلين". في المقابل أقر زيلينسكي بأن الوضع يبقى "صعبا للغاية" في مدينة ليسيتشانسك الواقعة في حوض دونباس الصناعي في شرق أوكرانيا حيث يتركز الجزء الأكبر من المعارك. وتعتبر ليسيتشانسك آخر مدينة كبيرة خارج سيطرة الروس في منطقة لوغانسك إحدى محافظتي منطقة دونباس التي تريد موسكو السيطرة عليها كليا. وأعلن الجيش الروسي أنه يحرز تقدما في مدينة ليسيتشانسك المحاصرة بشرق أوكرانيا. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيجور كوناشينكوف، الجمعة، إن مصفاة النفط في المدينة، التي تركز حولها القتال خلال الأيام القليلة الماضية، باتت الآن تحت سيطرة القوات الروسية والانفصاليين الموالين لموسكو. وذكر كوناشينكوف أن الجانب الأوكراني يتكبد خسائر فادحة في المدينة وحولها، وقال إن نحو 200 جندي أوكراني يلقون حتفهم يوميا، مضيفا أنه "يمكن للمرء أن يلاحظ تراجعا غير منظم لوحدات منفردة من القوات الأوكرانية من ليسيتشانسك". في خيرسون جنوبا، ضربت مروحيات أوكرانية تجمعا للقوات والعتاد العسكري الروسي قرب بلدة بيلوزيركا على ما أفاد الجيش الأوكراني الجمعة. وأوضح المصدر نفسه أن الهجوم أسفر عن سقوط "35 قتيلا" في صفوف الجنود الروس وأدى إلى تدمير دبابتين وعدة مدرعات أخرى. على صعيد الطاقة، بدأت أوكرانيا تصدير الكهرباء بكمية "كبيرة" إلى الاتحاد الأوروبي عبر رومانيا، وفق ما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمة عبر الفيديو، مشيرًا إلى أن ذلك "ليس سوى مرحلة أولى". وقال زيلينسكي الذي وافق الاتحاد الأوروبي على ترشيح بلاده للانضمام إلى الاتحاد الأسبوع الماضي "قطعنا مرحلة مهمة في تقاربنا مع الاتحاد الأوروبي". وأضاف "نستعد لزيادة الامدادات" مشددا على أن "الكهرباء الأوكرانية يمكنها تعويض جزء كبير من الغاز الروسي الذي يستهلكه الأوروبيون". وأكد "هذه ليست مسألة عائدات من الصادرات بالنسبة لنا بل مسألة أمن أوروبا برمتها". ربطت شبكة الكهرباء الأوكرانية بالشبكة الأوروبية في منتصف مارس ما يساعد البلاد على مواصلة عملها رغم الحرب. كانت الشبكة الأوكرانية موصولة بالشبكة الروسية حتى بدء الغزو الروسي لها في 24 فبراير وعملت بعدها بشكل مستقل.