دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس دول مجموعة بريكس (البرازيلوروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا) الى التعاون في مواجهة "الأفعال الأنانية" للدول الغربية، على خلفية العقوبات غير المسبوقة المفروضة على موسكو بسبب النزاع الاوكراني. وقال بوتين خلال قمة افتراضية للمجموعة "عبر الاستناد فقط الى تعاون صادق وذي فائدة متبادلة، يمكن أن نبحث عن مخارج للوضع المتأزم الذي يضرب الاقتصاد العالمي بسبب الأفعال الأنانية والمتهورة لبعض الدول"، في إشارة الى تأثير العقوبات على الاقتصاد العالمي والذي يتجاوز في رأيه أخطار الحرب على أوكرانيا. وندد خصوصا بمحاولات هذه الدول الغربية "استغلال الآليات المالية لجعل العالم أجمع مسؤولا عن أخطائها في موضوع السياسة الاقتصادية العامة". وأكد الرئيس الروسي أن "دورا قياديا تؤديه دول بريكس هو أمر ضروري راهنا أكثر من أي وقت لبلورة سياسة توحيدية، إيجابية تهدف الى إنشاء نظام (عالمي) يكون فعليا متعدد القطب". وفي رأيه أن بريكس يمكن أن تعول في هذا السياق على دعم "دول عدة في آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية، تتطلع الى ممارسة سياسة مستقلة". من جهة أخرى، كشفت صور نشرتها خدمة طوارئ محلية الخميس أن هجوما صاروخيا روسيا تسبب في إلحاق أضرار بالغة بخزانين اثنين على الأقل لزيت دوار الشمس في محطة بميناء ميكولايف الأوكراني على البحر الأسود. والميناء هو أحد المنافذ الأوكرانية الرئيسية على البحر الأسود التي تم إغلاقها منذ بدء الغزو الروسي في 24 فبراير شباط. وأظهرت الصور دخانا يتصاعد من أحد الخزانات بعدما تطاير الجزء العلوي منه بسبب الانفجار. كما ظهر الخزان المجاور الذي أصيب هو الآخر بأضرار بالغة وقد اسود بسبب النيران. ولم تكشف خدمة الطوارئ المحلية عن اسم المحطة. وقالت شركة تجارة الحبوب الدولية فيتيرا الأربعاء إن النيران اشتعلت في محطتها في ميكولايف بعد أن أصيبت في هجوم. وفي سياق آخر، يناقش قادة الدول ال27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي طلب أوكرانيا الترشح للانضمام إلى التكتل في خطوة ترتدي طابعا رمزيا كبيرا بعد أربعة أشهر على بدء غزو هذا البلد من قبل الجيش الروسي الذي تحكم حصاره على ليسيتشانسك وسيفيرودونيتسك في دونباس. وتشدد القوات الروسية حصارها لجيب المقاومة الأوكرانية حول هاتين المدينتين الصناعيتين الاستراتيجيتين الواقعتين في منطقة لوغانسك التي دمرها تبادل القصف المدفعي. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء الأربعاء "كما نكافح من أجل قرار إيجابي من الاتحاد الأوروبي بشأن ترشيح أوكرانيا، نكافح يوميا للحصول على شحنات من الأسلحة الحديثة". وسيشارك زيلينسكي عبر الفيديو في قمة المجلس الأوروبي في بروكسل. وقال الرجل الذي يردد منذ أسابيع أن جمهوريته السوفياتية السابقة تنتمي إلى "الأسرة الأوروبية"، إنه يتوقع "قرارا أوروبيا مهما في المساء". ويفترض أن يواصل الخميس "ماراتون الاتصالات الهاتفية" مع القادة الأوروبيين لانتزاع إجماع على قبول طلب انضمام أوكرانيا. ويمكنه الاعتماد على دعم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين التي دعت القادة الأوروبيين إلى أن يكونوا "بمستوى المناسبة" عبر الموافقة على طلب كييف. كما أصدرت السلطة التنفيذية الأوروبية رأيا إيجابيا بشأن ترشح أوكرانيا قبل أيام قليلة، بينما تحدثت فرنسا التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي، الثلاثاء عن "إجماع تام" بين الدول السبع والعشرين بشأن هذه القضية. * "تدمير كل دونباس" - صرح حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي مساء الأربعاء أن "ليسيتشانسك تتعرض لقصف مدفعي وهجمات جوية". وأعلن زيلينسكي ليل الأربعاء الخميس "إنهم (الروس) يريدون تدمير كل دونباس، خطوة خطوة. تماما. ليسيتشانسك وسلوفيانسك وكراماتورسك... يريدون تحويل كل المدن إلى ماريوبول" المدينة المنكوبة. وتشكل مدينتا ليسيتشانسك وسيفيرودونيتسك خطوة أساسية للروس في خطتهم للسيطرة على دونباس، وهو حوض ناطق باللغة الروسية ويسيطر عليه جزئيا انفصاليون موالون لموسكو منذ 2014. وفي ليسيتشانسك، رأى فريق تابع لوكالة فرانس برس الأربعاء جنودا أوكرانيين يحفرون خندقا يفترض أن يصبح موقعا لإطلاق النار في شارع مركزي، ويقيمون حواجز بأسلاك شائكة وفروع. وشمالا بدت شوارع خاركيف ثاني مدينة في أوكرانيا ويسيطر عليها الأوكرانيون وتقصف يوميا، خالية من المارة الأربعاء، حسب فريق آخر تابع لوكالة فرانس برس كان في المكان. وقال رومان بوهولياي (19 عاما) في أحد شوارع هذه المدينة الواقعة على مسافة خمسين كيلومترا عن الحدود "غادر عدد كبير من الناس المدينة ولم يبق فيها سوى الجدات". وأصيبت محطتان لتخزين الحبوب لقصف روسي الأربعاء في مدينة ميكولايف الأوكرانية، حسبما ذكر مشغلو المركزين لوكالة فرانس برس. وأكد زيلينسكي في آخر رسالة بالفيديو ليل الأربعاء الخميس أن "المحتلين أصابوا ميكولايف بسبعة صواريخ"، وتحدث عن سقوط خمسة جرحى. وقال المعهد الأميركي لدراسة الحرب أن القوات الروسية استعادت على ما يبدو الضفة الشرقية لنهر إينهوليتس الواقع بين ميكولايف التي ما زالت تحت سيطرة الأوكرانيين، وخيرسون شرقا التي يحتلها الروس. وتوقف العمل في ميناءي ميكولايف وأوديسا منذ بداية النزاع، ما شل حركة النقل البحري للمواد الأولية الزراعية التي كانت طريق التصدير الرئيسي لأوكرانيا.