أصيب ضابط في جيش الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنَين، فجر الخميس، بجروح متفاوتة، جراء اشتباك مسلح في مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، وذلك خلال تصدي مئات الفلسطينيين لاقتحامات مجموعات من المستوطنين لقبر يوسف. وأعلن الناطق باسم جيش الاحتلال، إصابة قائد الجيش الإسرائيلي شمالي الضفة الغربية روعي تسفيغ، ومستوطنَين، برصاص المقاومين في محيط قبر يوسف في مدينة نابلس. وزعم الناطق بلسان جيش الاحتلال أن حالة المصابين طفيفة، فيما شوهدت سيارات إسعاف تابعة لنجمة داوود الحمراء وهي تنقل المصابين على حاجز بيت فوريك شرق نابلس. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن مسلحين فتحوا النار تجاه المستوطنين المتواجدين في منطقة قبر يوسف ما تسبب بإصابة جندي ومستوطنَين بجراح وصفت بالطفيفة. وأضافت بأن قائد قوات الجيش في شمال الضفة روعي تسفيغ، قرر إخلاء كافة المستوطنين من منطقة القبر خشية تطور الأوضاع الأمنية. وأظهرت مقاطع فيديو المستوطنين وهم في حالة هلع ورعب شديدين داخل القبر. وكانت مواجهات عنيفة اندلعت مع بدء قوات الاحتلال اقتحامها المنطقة الشرقية من مدينة نابلس. واقتحمت قوات الاحتلال اقتحمت المنطقة الشرقية بمدينة نابلس بأكثر من 30 آلية بينها جرافة عسكرية، لتأمين اقتحام المستوطنين لقبر يوسف بحجة أداء طقوسهم التلمودية. وانتشرت دوريات الاحتلال في محيط قبر يوسف، واعتلى قناصة الاحتلال عددا من البنايات في شارع عمان. وأغلق عشرات الشبان في وقت سابق الشوارع المؤدية إلى قبر يوسف بالإطارات المطاطية المشتعلة، ودارت مواجهات عنيفة بينهم وبين قوات الاحتلال التي أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة. وأصيب أفراد عائلة بحالات اختناق بالغاز، بينهم أربعة أطفال، جرى نقلهم لمستشفى رفيديا للعلاج. واستهدف مسلحون قوات الاحتلال بالعبوات المتفجرة محلية الصنع و بوابل من الرصاص الحي. وتشهد المنطقة الشرقية بنابلس مواجهات عنيفة خلال اقتحام الاحتلال والمستوطنين لقبر يوسف شهريا، واستشهد في الاقتحام الأخير الشهر الماضي الفتى غيث رفيق يامين (16 عاما) برصاص الاحتلال. من جهة أخرى اعتقلت قوات الاحتلال، فجر الخميس، عددًا من المواطنين خلال مداهمات بلداتٍ ومدن بالضفة الغربية. فقد اقتحمت قوات الاحتلال البلدة من الناحية الشرقية لبلدة نعلين برام الله وشرعت بمداهمة منازل وسط انتشار للجنود المشاة في حارات البلدة. واعتقلت قوات الاحتلال الشاب معاذ محمد عميرة والشاب محمود عبد الجبار، خلال مداهمة منزليهما وجرى نقلهما إلى جهة مجهولة. كما اقتحمت قوات الاحتلال قرية أبو شخيدم شمال المدينة واعتقلت ياسر الصوص ومحمد شادي الصوص وطارق الصوص، بعد مداهمة منازلهم. وشهدت القرية مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال وعشرات الشبان الذين تصدوا للدوريات العسكرية ورشقوها بالحجارة. وفي ذات السياق، داهمت قوة خاصة إسرائيلية مخيم الأمعري جنوبي رام الله واعتقلت المواطن أيمن أبو عرب بعد مداهمة منزله. كما اعتقلت قوات الاحتلال طالبًا جامعيًا من مخيم العروب شمال الخليل. وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اعتقلت الطالب في جامعة الاستقلال أمير اسماعيل الزهور، من مخيم العروب شمال الخليل، بعد تفتيش منزله والعبث بمحتوياته. وفي طولكرم، اعقل الجيش أسيد أيمن شفيق قبج (22 عامًا) بعد اقتحام منزله في البلدة. وفي مخيم عايدة ببيت لحم، اعتقلت قوات الاحتلال أحمد مأمون بدير، ومحمد أسعد المساعيد، بعد دهم منزلي ذويهما وتفتيشهما . كما اقتحمت قوات الاحتلال مدينتي بيت لحم وبيت ساحور، وبلدة العبيدية شرقًا. أما في بلدة عرابة، فقد اعتقلت قوات الاحتلال الأسير المحرر طارق حسين عوض قعدان، بعد دهم منزله وتفتيشه. يُذكر أن الأسير قعدان أمضى سنوات طويلة في سجون الاحتلال وشقيقته الأسيرة منى. في سياق متصل كشف نادي الأسير الفلسطيني عن تسجيل ست حالات بالإصابة بالأورام والسرطان بدرجات متفاوتة في صفوف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي بأقل من عام. وقال في بيان تلقته "الرياض": "نشهد تزايدًا في حالات الإصابة بالأورام مقارنة مع السنوات القليلة الماضية، حيث سُجلت ست حالات في الفترة الواقعة ما بين شهر أغسطس 2021، ويونيو 2022، وهم: ناصر أبو حميد، وإياد نظير عمر، وجمال عمرو، والمعتقل الإداري محمود أبو وردة، وموسى صوفان، وشادي غوادرة. وأضاف نادي الأسير أن هؤلاء الستة "من بين 23 أسيرًا مصابين بالأورام والسّرطان بدرجات مختلفة، وأصعب هذه الحالات الأسير ناصر أبو حميد". وأوضح أن نحو 600 أسير مريض في سجون الاحتلال ممن تم تشخيصهم على مدار السنوات الماضية يواجهون أوضاعًا صحية صعبة، بينهم نحو 200 يعانون من أمراض مزمنة، وقد يكون هناك العشرات من الأسرى يُعانون من أمراض ولم يتم تشخيصهم. ولفت إلى أن سياسة الإهمال الطبي (القتل البطيء) تشكل أخطر السياسات التي تنتهجها إدارة سجون الاحتلال بحقّ الأسرى، لما تحتويه على أدوات تستهدف الأسرى جسديًا ونفسيًا. وأكّد نادي الأسير أن غالبية من أُصيبوا بالسرطان والأورام، واجهوا ظروفًا اعتقالية مشابهة، فغالبيتهم تعرضوا لعمليات تحقيق قاسية، ومنهم من تعرض لإصابات برصاص الاحتلال قبل الاعتقال، أو أثناء اعتقاله، واحتُجز في العزل الإنفرادي لسنوات، أو في سجون تعتبر الأسوأ من حيث الظروف البيئية. وبلغ عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال حتى نهاية مايو الفائت، نحو أربعة آلاف و600 أسير، من بينهم 31 امرأة، و172 طفلاً، و682 معتقلاً إدارياً، و500 أسير مريض، و551 أسيراً يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد، إضافة إلى 214 أسيراً مضى على اعتقالهم 20 عاماً أو أكثر، وفقاً لهيئة شؤون الأسرى.