ليس مستغرباً أن يفوز تطبيق «توكلنا» التابع للهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، بجائزة الأممالمتحدة للخدمة العامة للعام 2022م. لأن هذا التطبيق أثبت جدارته بكل كفاءة واقتدار خلال جائحة كورونا، واستمر في تقديم العديد من الخدمات للمستخدمين حتى ما بعد الجائحة، وما زالت الحاجة قائمة ومستمرة لهذا التطبيق الخدمي النوعي. برزت الحاجة لتطبيق «توكلنا» خلال أزمة كوفيد -19، نظراً للحاجة الماسة والشديدة لتطبيق إجراءات عدم المخالطة بين المصابين وغيرهم من الأصحاء، حيث كان التطبيق يقدم معلومات لحظية ومباشرة عن عدد حالات إصابة كورونا في المملكة العربية السعودية، ويقوم بإنذار المستخدمين في حال اقترابهم من مناطق موبوءة أو معزولة بسبب تفشي الوباء فيها، للحفاظ على صحة وسلامة المواطنين والمقيمين. كما أن هذا التطبيق قدم خدمة نوعية في غاية الأهمية، وهي إصدار تصاريح الخروج أو منع التجول في الأوقات المحظورة في المدن والمحافظات وداخل الأحياء، وكان فعالاً ودقيقاً في منظومة الخدمات الإلكترونية التي يقدمها للمستخدمين، إضافة إلى الحلول الأمنية المتقدمة المتوفرة بهذا التطبيق، ما يضفي ثقة كبيرة لدى المستخدمين، بحيث لم نسمع عن أي حالة اختراق للتطبيق حدثت للمستخدمين. ساهم هذا التطبيق أيضاً بشكل مباشر في ضبط وفرض النظام، ووفر الوقت والجهد على الجميع، ما سهل على الجهات الأمنية والصحية والعاملون في الميدان، الكثير من العناء في عمليات المراقبة والمتابعة التي تحتاج إلى جهود كبيرة من قبل الجهات المعنية الأخرى، التي ساهمت بدورها أيضاً بجهود كبيرة تشكر عليها. لم تكن هذه الخدمات الوحيدة التي يقدمها تطبيق توكلنا فقط، فقد قدم أكثر من ذلك بكثير، وزاد عدد خدماته ليشمل احتياجات ضرورية، ومعلومات في غاية الأهمية للمواطنين والمقيمين على حد سواء، ومن الخدمات التي أطلقها تطبيق توكلنا مؤخراً المحفظة الرقمية، والهوية الرقمية والجواز الصحي وخدمات المواعيد، والقائمة تطول أكثر بكثير مما ذكر في تنوع وتعدد الخدمات الضرورية التي يقدمها هذا التطبيق النوعي، الذي تجاوز عدد مستخدميه أكثر من 27 مليون مستفيد. لم تكتف (سدايا) بهذا التطبيق فقط، فقد أطلقت تطبيق توكلنا خدمات، الذي يقدم أكثر من مئة وأربعين خدمة إلكترونية. وبهذا الكم الكبير من الخدمات، فقد أصبح لدينا منظومة تقنية خدمية، اسمها منظومة توكلنا، التي تغطي كافة الخدمات والاحتياجات الأساسية في مختلف جوانب الحياة اليومية في المجالات الصحية والتعليمية والاجتماعية وغيرها. وبهذه المناسبة فإنني أهنئ معالي الدكتور عبدالله الغامدي رئيس (سدايا) وزملائه على تحقيق هذا المنجز العالمي المتميز تقنياً وخدمياً.