جاء تحقيق المنتخب السعودي لبطولة كأس آسيا تحت 23 سنة في أوزبكستان للمرة الأولى في تاريخ مشاركات منتخباتنا الوطنية في هذه البطولة ليبرهن على قيمة الحضور السعودي في مختلف الاستحقاقات القارية ولتثبت كرتنا علو كعبها وعودتها لسابق عهدها في ظل الدعم الحكومي التاريخي الذي أنتج تصحيحاً كبيراً لمسار رياضة الوطن. ونجح المدرب السعودي سعد الشهري بتقديم نفسه بأفضل صورة مستفيداً من تجاربه السابقة وهو يقود مع طاقمه الفني المميز "أخضر المستقبل" للقب حمل معه الكثير من التفاصيل والأرقام إذ حقق الفوز في خمس مباريات من أصل ست وتعادل في واحدة دون خسارة فضلاً عن عدم تلقي الشباك السعودية أي هدف "كلين شيت" طيلة مباريات البطولة مقابل تسجيل 13 هدفا. كل هذه الأرقام تؤكد أننا أمام جيل يمكن الرهان عليه مستقبلاً وهو الذي بدأ سلسلة نجاحاته في كأس آسيا 2018، وصقلت قوة المباريات المحلية مواهب نجومه مثل سعود عبدالحميد وحسان تمبكتي وأيمن يحيى وفراس البريكان والثنائي حامد وأحمد الغامدي ونواف العقيدي وبقية النجوم، ليثبت قرار زيادة عدد الأجانب تأثيره الإيجابي عدا عن تواجد عدد من المدربين الكبار في الدوري وهو ما أضاف للاعبين الشبان قيمة حقيقية على مستوى الشخصية والنضج التكتيكي والقدرة على اللعب تحت الضغوطات. لا أستبعد أن يكون لعدد من العناصر التي جلبت الذهب من طشقند نصيب في المشاركة في المونديال الذي بات على الأبواب، خصوصاً أن بعض الأسماء سبق لها الانضمام والمشاركة بشكل مثالي مع المنتخب الأول مثل فراس البريكان، وكما وعد الفرنسي هيرفي رينارد بأن أبواب المنتخب لا تزال مفتوحة أمام تلك الأسماء الواعدة. أظن أن المسؤولية باتت أكبر على اتحاد الكرة بقيادة ياسر المسحل ومعه المدرب رينارد للعمل باكراً على تجهيز هذه المجموعة من المواهب لتكون المنتخب الذي نراهن عليه للتأهل إلى مونديال 2026 وكأس أمم آسيا 2027 التي ربما تنجح المملكة باستضافتها، وذلك من خلال التعاقد مع جهاز فني متميز يتلاءم مع متطلبات المرحلة المقبلة فنحن أمام جيل وصل لمرحلة متقدمة من اكتساب الثقة والمنافسة والقدرة على اللعب خارج أراضيه والتكيف مع المتغيرات عدا عن الحضور الذهني اللافت الذي كانوا عليه نجومنا في أوزبكستان، وليتفرغ المدرب الوطني سعد الشهري وطاقمه للعمل بالطريقة ذاتها على صناعة منتخب شاب يعزز من حضور الكرة السعودية في المستقبل.