ما الأبوة المفرطة؟ ومن أين أتى هذا المصطلح؟ أو من هم آباء الهليكوبتر؟ يشيع استخدام (آباء الهليكوبتر) في وسائل التواصل الاجتماعي بقصد التحكم، وظهر هذا المصطلح في بداية عام 1969 في كتاب بعنوان: الحال بين الآباء والمراهقين (Between Parent & Teenager)، للدكتور هايم جينوت، ويذكر الكتاب المراهقين الذين يعانون من "تحليق الأم الدائم فوقهم مثل الهليكوبتر" فعندما يتشاجر طفلان في الملعب، فإن أول شيء يفعله الأبوان المبالغان في رعاية ابنهما هو الاتصال بأم الطفل الآخر لتقديم الشكوى، فهما يركزان بشكل كبير على إنجازات أطفالهما، لدرجة مساعدتهم على كتابة مقالاتهم وتنفيذ مشاريعهم الدراسية، هذا النوع من الآباء شديدي المراقبة، يبدون وكأنهم يحلقون فوق رؤوس أطفالهم بطائرات هليكوبتر ويتحكمون في كل تحركاتهم، ولا توجد أي طريقة للاختباء من أعينهم الساهرة. وضحت د. ديمة العتيق أستاذ واستشاري الطب النفسي المساعد في كلية الطب بجامعة الأميرة نورة، مصطلح الأبوة المفرطة وأبرز أسبابها وانعكاساتها على الأبناء، بأن الأبوة المفرطة مشاركة مبالغ فيها في حياة الطفل، وقد تم تشبيه الأبوة المفرطة بطائرات الهليكوبتر التي تظل تحلّق فوق الأبناء باستمرار للإفراط في السيطرة أو المراقبة أو الحماية أو تحمّل المسؤولية بالنيابة عنهم في كل تفاصيل حياتهم بطريقةٍ لا تسمح لهم بالاعتماد على أنفسهم ولا تعطيهم مساحة حُرة من الوقت. ومن أبرز أسباب الأبوة المفرطة: الخوف من العواقب الوخيمة هو السبب الأول والمتصدر دائماً، فقد يخشى الآباء من حصول أبنائهم على درجة منخفضة في المدرسة، أو من رفضهم في مجموعة نشاط، أو من فشلهم في مقابلة وظيفية، ولكن ما قد لا يعيه الآباء هو أن مرور أبنائهم بتلك التجارب أو المشاعر السلبية هو أمر طبيعي ويصقل مهاراتهم ومرونتهم النفسية، فهي لا تهدد حياتهم، بل قد تكون من التجارب المفيدة لهم على المدى البعيد، لذا سيكون من الأفضل عدم منع حدوثها، الشعور بالقلق: قلق الوالدين ومخاوفهم حول مستقبل أولادهم قد يدفعهم إلى السيطرة عليهم بشكل أكبر لاعتقادهم بأن ذلك يؤدي لحمايتهم من الأذى والإحباط، التعويض المفرط: فاقد الشيء قد يعطيه بشدة، فالآباء الذين عانوا في طفولتهم قد يبالغون في تعويض ذلك لأبنائهم بالاهتمام الزائد وضغط الأقران من الآباء: عندما يرى الآباء أقرانهم من الآباء الآخرين يبالغون في الاهتمام المفرط بأبنائهم قد يشعرهم ذلك بتأنيب الضمير ويجعلهم يقومون بالمثل.