أكد الجيش الأوكراني «الجمعة» أنه قصف مواقع روسية في منطقة خيرسون جنوبي أوكرانيا، وهي منطقة تخضع بشكل شبه كامل لسيطرة القوات الروسية وكييف، على أن تنظم موسكو قريبا استفتاء على ضمها إلى روسيا. وقالت هيئة الأركان العامة في الجيش الأوكراني على فيسبوك الجمعة «قصفت قواتنا الجوية مواقع روسية ومواقع تتركز فيها معدات وأفراد ومستودعات حول خمس مناطق في خيرسون». واحتلت القوات الروسية منطقة خيرسون بشكل شبه كامل، بما في ذلك العاصمة الإقليمية، منذ الأيام الأولى للغزو الروسي الذي بدأ في 24 فبراير. وكانت هذه المنطقة التي تبلغ مساحتها نحو 28 ألف كيلومتر مربع، تضم أكثر من مليون نسمة قبل الحرب. وتحدث أحد المفاوضين الروس حول النزاع في أوكرانيا في 1 يونيو عن تنظيم مرتقب في يوليو لاستفتاء في الأراضي التي يحتلها الروس بهدف ضمها، وهو مشروع نددت به كييف. وفي ذات السياق، استنفدت أوكرانيا ترسانتها من الأسلحة روسية الصنع وباتت حاليا تعتمد بشكل كامل على حلفائها للحصول على الأسلحة لتتمكن من التصدي للغزو الروسي، بحسب مصادر عسكرية أميركية. ولطالما اعتمدت الدولة السوفياتية سابقا على المعدات السوفياتية والروسية في بناء جيشها وقطاع الدفاع التابع لها، من أسلحة صغيرة ودبابات ومدفعيات هاوتزر وغيرها من الأسلحة ذات المعايير الروسية التي لا يمكن الاستعاضة عنها بتلك التابعة لجيرانها غربا. وأفادت المصادر الأميركية أن هذه المعدات استُنفدت أو دُمّرت في المعارك على مدى أكثر من ثلاثة أشهر منذ اندلع النزاع عندما غزت روسياأوكرانيا في 24 فبراير. واليوم، تستخدم قوات كييف، أو تتعلم كيفية استخدام، أسلحة صنعت في الولاياتالمتحدة وحلفائها الأوروبيين المنضوين في حلف شمال الأطلسي (ناتو). تدفق «ثابت» وبدا الغرب حذرا في بداية الحرب حيال تزويد كييف بالكثير من الأسلحة، خشية إمكانية تسبب ذلك باندلاع نزاع بين الناتو وروسيا. كما شعر الغرب بالقلق من إمكانية سقوط تكنولوجيا الأسلحة المتقدمة في أيدي روسيا. بدلا من ذلك، قدّم حلفاء أوكرانيا لها مخزوناتهم من المعدات ذات المعايير الروسية، بما في ذلك الدبابات والمروحيات لدعم قوات كييف. وقادت الولاياتالمتحدة جهود تمشيط دول سوفياتية سابقة أخرى للحصول على ذخيرة وقطع ومعدات إضافية تلبي احتياجات أوكرانيا. لكن استُنفدت كل هذه المعدات أو دُمّرت. وقال مسؤول أميركي في حديثه عن الأسلحة السوفياتية أو ذات المعايير الروسية «لم تعد موجودة في العالم». يعني ذلك أنه بات على القوات الأوكرانية الانتقال إلى أسلحة غير مألوفة بالنسبة لها صُنعت بناء على مواصفات غربية. وتخلّت الولاياتالمتحدة وشركاؤها في الناتو عن مخاوفها السابقة من إمكانية اتساع رقعة النزاع أو وصول تكنولوجيا حساسة إلى روسيا وقررت إرسال أسلحة ثقيلة إلى أوكرانيا، مثل مدفعيات هاوتزر ونظام هيمارس الصاروخي المدفعي عالي الحركة، علما أن الأخير قادر على إطلاق صواريخ على مدى أبعد وبدقة تفوق تلك المتوفرة في الأسلحة الروسية. وتحت مظلة «مجموعة الاتصال» المخصصة لأوكرانيا التي تضم 40 عضوا، ينسّق قادة جيوش الدول الحليفة مساعداتهم لتمكين قوات كييف من الحصول على الذخيرة وقطع الغيار والأسلحة بلا انقطاع، بحسب مسؤول عسكري أميركي آخر. لكن مسؤولين شددوا على أنه إذا بدا أن الأسلحة تصل ببطء، فيعود السبب الرئيس في ذلك إلى أن الحلفاء يرغبون بالتأكد من أن القوات الأوكرانية ستتمكن من استيعابها بشكل ثابت وآمن. وتهدف هذه الوتيرة البطيئة لتدفق الأسلحة أيضا إلى الحد من مخاطر تسبب القصف في أوكرانيا بتدمير أي أسلحة مخزّنة. وبالتالي، ترسل الولاياتالمتحدة مساعداتها العسكرية إلى أوكرانيا على مراحل. وتشمل آخر حزمة بقيمة 700 مليون دولار أُعلن عنها في الأول من حزيران / يونيو أربعة راجمات صواريخ من طراز «هايمارس» وألف صاروخ مضاد للدبابات من طراز «جافلين» وأربعة مروحيات بمعايير سوفياتية من طراز «مي-17». كما تشمل 15 ألف قذيفة «هاوتزر» و15 مدرّعة خفيفة وغير ذلك من الذخيرة. وقال المسؤول الأميركي الثاني «نحاول المحافظة على تدفق (الأسلحة) بشكل ثابت». أسلحة بمدى أبعد طلبت كييف مرارا أنظمة «هايمارس» ذات المدى الأبعد، لكن واشنطن لم توافق على تزويدها بها إلا عندما شعرت بأن أوكرانيا باتت جاهزة لاستخدامها. وأفاد رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال مارك ميلي الأربعاء أنه بينما يتم إعداد أربعة من أنظمة هيمارس المخصصة لأوكرانيا، فإن برنامج التدريب يتركز على تأسيس فصيل واحد في كل مرة لتشغيلها، وهي عملية يمكن أن تبطئ عملية تسليمها. وأضاف ميلي للصحافيين أن هايمارس «نظام بعيد المدى ومعقد للغاية»، مشيرا إلى أنه «يتعين علينا المصادقة على تدريب هؤلاء الأشخاص للتأكد من معرفتهم كيفية استخدام النظام بشكل صحيح». وقال ميلي في إشارة إلى هايمارس «إذا استخدموها بشكل صحيح وفعال، سيكون لها تأثير جيد للغاية في ساحة المعركة». لكن بحسب مسؤول أميركي، فإن الولاياتالمتحدة غير مستعدة لإرسال مسيّراتها التكتيكية من طراز «غراي إيغل» إلى أوكرانيا، خشية استخدامها في ضرب عمق الأراضي الروسية، وهي خطوة تحمل خطر جر واشنطن إلى نزاع مباشر مع موسكو. CRISISSIEVIERODONETSK