تطالعك مواقع التواصل الاجتماعي بين الحين والآخر ببعض الإشكالات، السكوت عنها يضر المجتمع، أو ما يذهب لرأي كنت تعتقد أن من أطلقه حصيفاً عاقلاً.. مثل تلك تستفزك ليس لأن ما في داخلها يمسّك شخصياً، بل لأن أساسها تافه، ومحاورها تنطلق من أفكار متقلبة ضارة، هدفها التكسب من الفعل أو القول لشهرة أكبر حتى لو كان مخالفاً.. وبكل أسف إن من أطلقها أو فعلها هم من يلقون المتابعة الأكبر؟! هنا قد يجد الناقد العاقل نفسه في موقع المحرَج -بفتح الراء- حينما يكون مطالباً للمشاركة في مثل هذه الموضوعات لأجل الرد عليها وتبيان حقيقة معناها وأهداف صاحبها، ولن ننسى أن هناك آخرين يؤيدون الانغماس في تفاهتها، من جهتي أؤيد أن أخوض في إشكالية مجتمعية، القارئ العادي يدركها ويستطيع الرد عليها، لأن في ذلك دعم لنبل ورقي المجتمع، حتى لو أنني لن آتي بجديد فمعانيها واضحة ورفضها قائم، ولذلك بات الوقوف ضد التفاهة القائمة مسؤولية الجميع وليس الكتّاب المتخصصين، وهو ما يحدث ولله الحمد من على منصات التواصل الاجتماعي. نقول وبكل أسف إن التفاهة قد سيطرت على جوانب كثيرة، فليس مشاهير "السوشيال ميديا" من نلاحظ عليهم ذلك، بل من متخصصين في الطب وعلم النفس والرياضة وجوانب كثيرة، فتجد أحدهم يخرج برأي شاذ، لعل وعسى أن يكون صداه كبيراً كي يكون في إطار الحاضر في فكر المجتمع وكتابات أفراده، وأشبههم هنا في البحث المقيت عن الشهرة كتلك التي تستعرض جسدها على المواقع رغبة في مكاسب جديدة! ورغم الرفض إلا أن الحديث عن التافهين بات يتصدر المجالس والكتابات بكل أنواعها ليكون ما يحدث وبكل صراحة ضرباً من العبث العقلي لأن الأغلبية تريد الشهرة، مقابل أنها لا ترغب أبداً أن تكون معينة للمجتمع، نافعة له، سواء برأي أو عمل، وهو ما أثر كثيراً على الأجيال الجديدة بعد أن حاصرهم التافهون من كل حدب وصوب، ليوجد لدى بعض هذه الأجيال عدم رغبة في التبصر والتفكير ولا وقت له لذلك لأنه محاصر بالتافهين من كل حدب وصوب، يصبّحونه بالمشاهد التي تؤثر عليه، ويمسّونه بالصور التي تستفز غريزته. المهم في القول إن التفاهة القائمة ضد رقي المجتمع وتهدف إلى إحباطه، لأنها تأخذ من جهد العقل ساعات غير قليلة تُسرق من يومهم لمتابعة ما بلغ من التفاهة شأناً مخلاً.. وبكل أسف إن التافهين أصبحوا مهددين للأجيال المقبلة. لنؤكد أن التخلص من سيطرة التفاهة مسؤولية الجميع إذا ما أرادوا إنقاذ مجتمعهم، من خلال كشف أولئك وتعريتهم ومقابلة سوئهم بالحجج ومن ثم حملات المقاطعة لهم. وأجزم هنا أننا لو فعلنا ذلك سنقضي على ذلك الهزال الاجتماعي الذي خلقه تافهون بيننا أرادوا منه أرباحاً مادية أو لكي يكونوا نجوماً على فوهة المستنقعات الضارة.