في مقابلة سمو سيدي ولي العهد الأخيرة مع اتلانتك، تطرق في نقاشه عن تركيبة الحكم التراتبية في السعودية حيث أشار -حفظه الله- إلى الإمارات والمراكز بحكم أنها عملية توافقية لأبناء دول الجزيرة العربية، وكيف أنها كانت وما زالت نموذجاً فريداً من نوعه. ولذا فإننا نعلم أنه منذ استتب الحكم لجلالة الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وولاة الأمر في هذه الدولة المباركة يسعون ويحثون المسؤولين في الإمارات والمراكز على السعي فيما يخدم المواطن والمقيم في هذا الوطن المعطاء. وبحكم معرفتي الشخصية بالدور الكبير الذي يقوم به رؤساء المراكز، فقد أحببت أن أسلط الضوء على بعض الجهود التي يبذلها هؤلاء الرؤساء والتي قد لا يعرفها البعض عن من سخّروا وقتهم وجهدهم في ما يخدم دينهم وولاة أمرهم ومجتمعاتهم أسوة بزملائهم في كافة قطاعات الدولة. حيث إن لهؤلاء الرؤساء إسهامات كبيرة في حفظ الأمن واستتبابه عبر تدخلاتهم السريعة قبل حدوث أي مشكلة في أي قرية أو هجرة بحكم تواجدهم الدائم والمستمر فيها، وكذلك لهم أدوار تطويرية ومجتمعية وإنسانية وثقافية. مما صنع فيهم خبرات متعددة جعلتهم كحلقة وصل قوية بين مجتمعهم وبين المسؤولين في الدولة وقطاعاتها المتنوعة. لرؤساء المراكز دوام مفتوح، حيث يعملون أربعاً وعشرين ساعة على مدار الأسبوع وطوال العام، لا لشيء؛ إلا أن تواجدهم وطبيعة أعمالهم المستمرة والمتوقعة في كل وقت تجعلهم دائماً على أهبة الاستعداد للانطلاق لأي مكان تكلفهم بها المحافظة أو الإمارة التابعين لها، وهذا بطبيعة الحال مما يسعدهم ويجعلهم يشدون العزم لتحقيق أوامر أمراء المناطق وولاة الأمر حفظهم الله. وأجد أنه من الجيد القول بأن عمل المراكز ورؤسائها يتمحور غالباً في ثلاثة محاور: الأول؛ حل المشكلات في مهدها مما يضمن عدم إشغال الجهات العليا في الإمارات والوزارة. ثانياً؛ الاهتمام بضيوف المراكز من مسؤولين وسياح ونحوه. ثالثاً؛ تسهيل التواصل بين المسؤولين وبين سكان المركز وذلك لأن رؤساء المراكز في الغالب يكون لديهم معرفة بسكان المركز وما حوله. ولذا يجدر بي القول بأن رؤساء المراكز عليهم مسؤليات ضخمة، ولديهم واجبات يقومون بها بكل فخر واعتزاز، وقد كتبت هذه المقالة احتفاءً بهم وبدورهم الحيوي الذي يقومون به في عمليات الإدارة المحلية السعودية.