في أزمة غير مسبوقة تعرض له العالم أجمع في مواجهة وباء قاتل قد يفتك بالبشرية جمعاء ووقوف المجتمع الدولي حائرًا أمام هذا الوباء وهو في حالة صدمة وتوجس خيفة منه لسرعة انتشاره بين أفراد المجتمعات الدولية فجند كل جهوده للوقوف أمامه بكل ما امتلكوا من علم ومعرفة وجهود، فأصبح هناك دروع بشرية أوقفت نفسها للتصدي له ولخدمة اوطانهم من جميع القطاعات المعنية. وفي وطننا الحبيب تفاعلت بسرعة وتكاتفت كل الجهات الحكومية المعنية في مواجهة تحد لم يسبق له مثيل وحالة عامة لا يمكن الاستناد لتجارب سابقة لإيجاد حلول لها بناء على دراسات سابقة فكان من الواجب عليها سرعة الانجاز وايجاد الحلول المناسبة والسريعة للحد من تفشي وانتشار هذا المرض بين المواطنين والمقيمين على حد سواء فقامت بنشر وتطبيق كل وسائل الحماية اللازمة ونشر الوعي الصحي وتوسيع مدارك افراد المجتمع واعلانها في كل وسائل الاعلام المرئية والمسموعة وقنوات التواصل الاجتماعي.. وقامت الدولة بتطبيق كافة الاجراءات الصحية وتوفير اللقاحات لكل فرد يعيش على أرض هذا الوطن المعطاء ووضع جواز صحي للجميع حتى يتقيد الجميع بهذا الاجراء الملزم وتوجيه التعليمات اللازمة حوله ومعرفة اهميته لحفظ الصحة العامة والتوعية عن هذا الفيروس. وعلى الصعيد التعليمي والذي واجه هذه الأزمة الصحية العالمية بمهنية غير مسبوقة وتجربة اشادت بها المنظمات العالمية لسرعة استجابة وزارة التعليم بالتعاون مع وزارة الصحة لتطبيق أنظمة جديدة بقرارات عالية المستوى في مجال التعليم للحرص على استمرار العملية التعليمية في بيئة صحية آمنة على الجميع بجهود جبارة غير ظاهرة للعلن وبعمل دؤوب واخلاص فخلال وقت قياسي في أقل من عشر ساعات صدر تعميم بانتقال العملية التعليمية من الحضورية إلى التعليم عن بعد في تجربة غير مسبوقة للوزارة ولكن باحترافية عالية فأوجدت منصة مدرستي وأوجدت مايقارب 2 مليون فصل دراسي افتراضي تخدم مايقارب 250 ألف طفل للمحافظة على استمرار العملية التعليمية وأيضا اهتمامها وتخصيصها للفصول الدراسية للتربية الخاصة في نقلة نوعية غير مسبوقة ونجاحها الباهر في هذه التجربة حيث اظهرت دراسة اجرتها جامعة هارفارد الأمريكية تقدم المملكة في 13 مؤشرا من أصل 16 مؤشرا في قياس الجاهزية التعليمية وأشادت بالدعم المقدم للمعلمين للتغلب على كل الصعوبات. وبعد العودة للتعليم الحضوري حرصت الوزارة على نشر الوعي الصحي والقيام بالإجراءات الاحترازية خلال اليوم الدراسي بالمشاركة مع وزارة الصحة والاهتمام بكافة التفاصيل المتعلقة بالمنظومة التعليمية ونشرها لأهمية استكمال جرعات اللقاحات الطبية وتوعية أولياء الأمور بذلك ووضعها بصورة إلزامية لأحقية الجميع عمومًا والأطفال على وجه الخصوص بالحصول على اللقاح حيث حرصت على أهمية تلقي الطفل اللقاح وتوعية الأهل بذلك ودحض الشائعات وكل ما يتم تداوله بشكل خاطئ ونشر الثقافة الصحيحة والتوعية الإرشادية. ووضعت ايضاً آليه للتعامل مع الحالات المشتبه بها والقيام بما يلزم وكذالك اعطاء مديري المدارس الأحقية بالاطلاع على الحالة الصحية للطلبة حتى يتم تطبيق جميع وسائل الحماية اللازمة في المؤسسات التعليمية. وهنا أقول أن هذا جزء من الجهود المذكوره والتي لا يمكن حصرها في مقال واحد حيث اننا نفخر بهذا الفوز أمام التحدي الصعب والتجربة التعليمية والصحية الناجحة في التصدي لهذه الأزمة العالمية.. ولقد سعدت بحضور ندوة تعريفية بهذة الجهود الجبارة لوزارة التعليم بالتعاون مع وزارة الصحة وبمشاركة هيئة حقوق الانسان والتي اقامتها جامعة الملك بتنظيم كرسي ابحاث لقاحات الأمراض المعدية تحت عنوان لقاحات كورونا والأطفال للتصدي لهذا الوباء بإنجازات مشرفة لحماية هذا البلد المعطاء.