بدأت اليوم (الأحد) أعمال الورشة التحضيرية لمؤتمر (الابتكار يقود تحلية المياه) الذي تُنظّمه المؤسسة العامة لتحلية المياه في جدة ابتداءً من غدٍ (الاثنين) ويستمر حتى الأربعاء 1 يونيو 2022، بالشراكة مع الجمعية الدولية لتحلية المياه (IDA)، وبرعاية معالي وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن الفضلي. وشارك أكثر من 120 باحث وعالم وخبير من مختلف دول العالم، في الورشة التي جاءت تحت عنوان "تعدين البحار" واستعرضت خلالها "التحلية" خبراتها وتقنياتها الابتكارية وبراءات الاختراع التي تملكها لاسيما في مجال استخلاص المعادن الثمينة من المحلول الملحي الناتج عن منظومات تحلية المياه، وغيرها من الابتكارات التي تُعد ذات أهمية كبرى في صناعات البتروكيماويات والصيدلة والأسمدة والزراعة والغذاء. وكشفت (التحلية) عن بدء استخلاص المغنيسيوم الذي يجري تطبيق تقنياته في منظومات إنتاج الشعيبة التي تُعد أول منظومة تجارية في العالم تعمل باستخدام تقنية النانو، وتوظيفه للاستثمار التجاري عبر عقد شراكات استراتيجية مع المستثمرين والمصنعين، وجعله ركيزة للعديد من الصناعات الأساسية التي تعزز نمو الاقتصاد الوطني، مؤكدةً على أهمية تعدين البحار الذي يُمثل فتحاً استثمارياً لصناعة جديرة بالاهتمام بما يتيحه من تعظيم الاستفادة من مياه الرجيع غير المستغل والغني بالمعادن والأملاح مثل كلورايد الصوديوم والبرومين وغيرها من كنوز البحر التي تعد رافداً لا غنى عنه في العديد من الصناعات، خاصة مع وجود كميات مستدامة من الرجيع الملحي تصل إلى أكثر من 9 ملايين متر مكعب يومياً. وتحدث الخبراء والباحثون عن صناعة "الرجيع الملحي" ودورها في تعزيز صناعة تعدين البحار، مؤكدين على أهمية تبادل الخبرات المعرفية وأحدث التقنيات المبتكرة التي طورتها (التحلية) القائدة عالمياً في هذه الصناعة بما تملكه من اختراعات باسمها، بالإضافة لشراكات عالمية مُهمة مع عدد من الجهات المرموقة من بينها وزارة الطاقة الأمريكية، كما بحثوا سبل الاستفادة من أبحاثها وخبراتها في تطوير صناعة التحلية والتي مكنتها من تحقيق ريادة عالمية في هذا المجال. وناقش المشاركون خلال الورشة عمليات الوفر المحققة في الطاقة باستخدام تقنية "صفر رجيع ملحي" والاستفادة منها باستخراج المعادن والأملاح، والمحافظة على كل قطرة من مياه البحر بدلاً عن هدرها. فضلاً عن ما تتيحه التقنية من تعزيز التوجهات الصناعية الرائدة على مستوى العالم، وما تُسهم به بمشيئة الله في خفض التكلفة الرأسمالية واستهلاك الطاقة والحفاظ على البيئة، علاوةً على توطين التقنيات الحديثة عن طريق توظيف الاستثمار في المعادن المستخدمة في الصناعات المتقدمة. يذكر ان المؤسسة سعت لتعظيم الاستفادة من الموارد والأملاح والمعادن الثمينة في مياه الرجيع الملحي، حيث طرحت منافسة استغلال مياه الرجيع الملحي امام المستثمرين وملاك التقنيات لاستخلاص المعادن منه، وتمكّن هذه المنافسة المستثمرين من استخدام تقنيات "التحلية" في الصفر رجيع ملحي كذلك جذب التقنيات العالمية في هذا المجال، وتتيح انشاء تحالفات استثمارية تسهم في تعظم الاستفادة منها و بتوطين المعرفة ورفع نسب محتوى المحلي بشكل مبتكر.