لا شك أن بيان الميزانية الصادر والمتضمن الأداء الرائع لميزانية الربع الأول للعام الميلادي الحالي يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن برامج وخطط الرؤية الطموحة تسير بشكل سليم ومدروس، وتعكس الأرقام مسيرة الإصلاح الاقتصادي لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ويعزز النجاحات المتتالية لرؤية 2030، من خلال خدمة شرائح أكبر من المجتمع. إن أرقام الميزانية للربع الأول تحمل الكثير من بشائر الخير وتتماشى مع التوقعات الاقتصادية السابقة التي تشير إلى أن المملكة تتجه نحو تحقيق فائض في ميزانيتها بداية من عام 2023، عبر الاستمرار في برامج الإصلاح بنفس الحزم والحماسة، ولا شك أن تقليص العجز السنوي ليصل إلى 1.6 % فقط في العام المقبل، يعد إنجازاً كبيراً جداً، في ظل الاستمرار في خفض إنتاج النفط، التزاماً بقرارات منظمة أوبك، ومع استمرار الإجراءات الاحترازية والتدابير الاستثنائية التي ساهمت في إنفاق الكثير من الأموال لتخفيف آثار الجائحة. إن القراءة الأولية لتقرير الميزانية، تكشف أن إيرادات العام الجاري ستفوق 1.1 تريليون ريال، ويتجاوز الفائض 250 مليار ريال، الأمر الذي سيساهم في تحقيق إنجاز اقتصادي لم يتحقق على السنوات الأخيرة، في ظل الارتفاع المتزايد لأسعار الطاقة، ونمو الإيرادات والعائدات غير النفطية بشكل لافت، الأمر الذي يبرهن على أننا نسير في الاتجاه الصحيح، ونحقق كل المرتكزات التي وضعتها رؤية المملكة 2030. إن ما تحقق من إنجاز اقتصادي خلال الربع الأول فاق كل توقعات الاقتصاديين، ولفت إلى أن ارتفاع الإيرادات الفعلية الذي أظهره تقرير الربع الأول لأداء الميزانية العامة للدولة المعلن من قبل وزارة المالية يجعلنا متفائلين تجاه بقية العام فهذا التحسن الكبير في الأداء الذي يؤكد بلوغ إجمالي الإيرادات للربع الأول 277.96 مليار ريال، سيحفز عملية الإنفاق على مختلف المشروعات التنموية التي تهم المواطن.