أكد إعلامي سعودي على أن هناك ضعفاً في البرامج الاقتصادية كماً ونوعاً، لأسباب منها عدم معرفة المهنيين بالإعلام المتخصص بشكل حقيقي في أغلب المجالات، والتوجه للمجالات التي لديها جماهيرية جاهزة، مثل البرامج الاجتماعية والفنية والرياضية والموضة وما عداها هي تكملة مشهد. وشدد على أن بعض التخصصات لا تجذب المعلنين والإعلانات، مبيناً أن من أهم الأسباب لتلك المشكلة المتعلقة بندرة البرامج الاقتصادية تتمثل في نُدرة التعليم والتدريب بالجامعات والمعاهد في برامجها التعليمية للإعلام المتخصص، وإذا وجد فهو للدراسات العليا فقط. وأشار إلى أن المجال الاقتصادي المتخصص لا يزال في بداياته الحقيقية في بلدنا لذا من يعمل فيه حالياً فهو رائد، لأن التجارب التي كانت قبل 7 سنوات هي مجرد محاولات ومن كان يطرحها ليسوا إعلاميين، وإنما يعملون في التخصصات المالية والاقتصادية البحتة.. منوهاً أن هناك تحديات أمام الإعلاميين الاقتصاديين، تتمثل في تحويل الكم الهائل من الأرقام والبيانات إلى لقمة سائغة لعقل المتلقي عبر الوسيلة الإعلامية التي نستخدمها. وإلى الحوار مع الإعلامي نايف العلياني رئيس تحرير برنامج «ورقة رابحة» على قناة الإخبارية، إضافة لعمله كمذيع أخبار بالقناة، الذي بدأ لقاءه بالإشادة بفريق عمله واصفاً إياهم بالفريق الرائع. * كيف ترى المشهد الإعلامي العربي من وجهة نظر إعلامي متابع ومراقب؟ * لم يعد دور الإعلام العربي مجرد نقل ونشر المعلومات، وإنما منذ أن تراجع دور مؤسستي الأسرة والتعليم في العالم العربي خلال الخمس عشرة سنة الماضية؛ انتقلت هذه الأدوار للإعلام لتثقيفه وتعليمه وأصبح قائد الرأي لهذه المجتمعات... * هل للمذيع دور في التخطيط البرامجي لأي قناة، بمعنى وضع خريطة للبرامج؟ * سأتحدث عن المذيع وليس الإعلامي بشكل مطلق.. فالمذيع في الأغلب لا يشارك في التخطيط البرامجي لأي قناة، ويعتبرونه مجرد منفذ والسبب يكتفي بأننا قدمناه للشاشة والشهرة، عدا النجوم فقط، ولكن للأسف أغلب هؤلاء النجوم يتجهون للمجالات التي لا تصنع العقول والأوطان، وإنما تصنع التهريج والمهاترات. * كيف تقيم تجربتك الإعلامية؟ * أرى أن تجربتي الإعلامية جيدة إلى حد ما، ولكن لا يزال أمامي الكثير لتحقيقه والمساحات كانت محدودة في الإعلام التقليدي، بالإضافة للمحسوبيات والشللية التي تقتل الفكر الإبداعي خلال السنين الماضية. إن الإعلام في وسائل التواصل الاجتماعي حرك المياه الراكدة وجعل النظرة تتغير ولابد من المواكبة لذا وجد الكثيرون من الزملاء مجالاً أوسع ليتحركوا.. * يبدو أنك مهتم بالناحية الأكاديمية في مجال الإعلام؟ * أنا باحث دكتوراه في الصحافة والنشر الإلكتروني، وأهتم كثيراً بالتفكير البصري وتطبيقه في الإعلام وهو من التخصصات النادرة والحديثة في الجامعات السعودية أو في العالم العربي. * ما خططك المستقبلية؟ * لقد انتقلت المملكة إلى مستقبل مختلف عام 2016 ويتمثل ذلك في رؤية 2030، المبنية على تنويع مصادر الاقتصاد، لذا لابد أن يكون لدينا منظومة إعلامية تعي تماماً ما الاقتصاد؟ وكيف يمكن تبسيطه لدى المتلقي؟ لذا من أهدافي الرئيسة حاضراً ومستقبلاً بذل قصارى جهدي لتقديم أعمال إعلامية اقتصادية تحاكي حياة المواطن الاقتصادية، وتسهيل اتخاذ القرار في كل ما يخص شأنه الاقتصادي. * ماذا تقول لزملائك في المجال نفسه، وأيضاً ماذا تقول للمسؤولين في الإعلام؟ * هذا المجال هو حياة المجتمع الحقيقية لأن أي شخص 80 ٪ من حياته اقتصادية، وليست غير ذلك كما يروج لها البعض.. علينا أن نبسط المعلومة قدر المستطاع نتفهم ما يريد المتلقي لكي نقدم معلومة يريدها وتناسب حياته ويتخذ بناءً عليها قراره اليومي والشهري والسنوي، حيث إن الاقتصاد ليس مجرد أسهم وإعلان نتائج سنوية وربع سنوية للميزانيات، وإنما هي مسارات كثيرة ومتنوعة. ووجه رسالة إلى المسؤولين قائلاً: «اعطوا مساحة أكبر للمجال الاقتصادي واقتدوا بولي العهد الذي كل ما ظهر لنا، كان جُل حديثه عن الاقتصاد والاستثمارات وجودة الحياة ومستقبلها، تفهموا جيداً رؤية 2030 وآمنوا بها وليس مجرد تواجد في المشهد، لأنكم إن فعلتم ذلك ستتغير نظرتكم تماماً لهذا المجال». نايف العلياني في برنامج «ورقة رابحة»