طالب كنعان مذيع لبناني صنع اسمه محلياً مع محطة NBN اللبنانية، "المدرسة الإعدادية"، التي دخلها في عصرها الذهبي عند تأسيسها، وكان ممن حزنوا عليها في الضائقة الاقتصادية التي أصابتها أخيراً. إنتقل إلى "العربية" في دبي مع تأسيسها ويفرض نفسه كمذيع من الدرجة الرفيعة. يقول: "لم اهبط بالمظلة إلى "العربية" ولم اصل إليها من فراغ... لقد عملت جاهداً واختبرت تجارب مهمة منها القاسي ومنها المفرح". ويلفت إلى أن "ثمة سيرورة من دونها لا يمكن أي مذيع مهما علا شأنه ادعاء شرف الموهبة وحدها. فقد كانت خطواتي الأولى مع تلفزيون NBN، مدرسة إعدادية لما هو أكبر وأكثر طموحاً، وتنقلت من موقع المحرر إلى المندوب ثم المندوب الثابت ثم المذيع وصولاً إلى إعداد برنامج المسائية وتقديمه". انتقال هادئ وأمام الصعوبات المادية والإنتاجية التي تعانيها المحطات المحلية برمّتها، يقول كنعان: "انتقالي إلى "العربية" كان هادئاً. تلقيت عرضاً ووافقت عليه. لكن عملياً، كان الأمر أشبه بالانتقال من كوكب إلى آخر. فالعمل في قناة "العربية" ذات الإطار العالمي مختلف إلى حد كبير عن الNBN التي يطغى عليها الطابع المحلي، ما يزيد من المسؤوليات الملقاة على كاهل فريق العمل، إضافة إلى الحاجة إلى التفوق في المنافسة عربياً وعالمياً". ويمضي قائلاً: "في المؤسسات الكبيرة تكتسب الكثير. فأسلوب العمل مختلف، كذلك الخبرات مجموعة من بلدان عربية متعددة، لقاءات وحوارات مع كبار المسؤولين وصناع القرار في العالم". ويبدو كنعان سعيداً بما حقق، إذ يقول: "استطعت إثبات نفسي كمذيع ومقدم برامج أساسي في "العربية" ويبقى المشاهد هو الحكم". وعن الفارق بين تقديم النشرة الإخبارية والبرنامج الحواري يقول: "صحيح أنني أجد نفسي اكثر خلال تقديمي البرامج لما فيها من متسع للحوار لا يتوافر في نشرات الأخبار العادية، لكن حتى في نشرات الأخبار تستطيع إثبات قدراتك سواء من حيث الأداء أو الأسئلة أو غيرها". ويرفض اعتبار مقدم البرامج اكثر أهمية من مقدم نشرة الأخبار، معتبراً الأفضل "هو من يقوم بعمله على اكمل وجه". وفي ما يتعلق باعتباره عدائياً وهجومياً عند الحوار، يقول: "ربما كان الأمر إلى حد ما صحيحاً، وليس مرد ذلك هواية أو ترفاً، وإنما أجد نفسي في كثير من المواقع مضطراً للقيام بهذا الدور لضبط إيقاع البرنامج. فالمسؤولون العرب بمعظمهم كثيرو الكلام، قليلو الدقة، يجيدون الاستطراد والاسترسال في الكلام في شكل مخيف، لذا اضطر إلى المقاطعة والعودة بالحوار إلى وجهته الحقيقية متخذاً لذلك طابع الهجوم". صاحب طبع فريد يرفض تقليد أحد، يشارك في إعداد ما يقدم ويذيع، يقول: "أتمتع بهامش حرية كبير عند محاورتي الضيوف، أشارك في الإعداد ولا اسمح لأحد بأن يملي علي سؤالاً، مع ذلك أعتبر نفسي منفتحاً للإضاءة على أي نقطة يريد القيمون على نشرة الأخبار أو البرنامج الإضاءة عليها، وذلك من خلال النقاش البناء". ينتظرون وقوعي! طالب الرافض للتطبيع مع إسرائيل، يعارض مبدأ محاورة ضيف صهيوني، يقول: "لا أحبذ أن أقيم أي نوع من الحوار مع الإسرائيليين، حتى انني من اشد المعارضين لذلك، خصوصاً في هذه المرحلة، لأن مجرد إطلالة إسرائيلي عبر أي قناة عربية سيستغل إسرائيلياً للقول للعالم إن الدولة العبرية مقبولة تنشد الحوار مع جيرانها، ولا هم لها سوى أن تكون مقبولة من جانبهم فيما الواقع معاكس تماماً. ومع ذلك عندما أكون مضطراً لإجراء حوار مماثل، أحاور الضيف في شكل موضوعي ومهني مبيناً حجم الكذب الإسرائيلي من خلال رد الذريعة بالحجة".. وعما حقق حتى اليوم يقول: "لا أستطيع القول انني حققت كل طموحاتي، فقول ذلك يقضي على الحافز للتقدم، لذا من الأنسب القول إن العربية نقلة نوعية لي في الاتجاه الصحيح". ويختتم كنعان بالقول: "في بعض الأحيان قد يكون مذيع ما مشروعاً رابحاً لمحطة تلفزيونية وفي أحيان أخرى قد تكون المحطة هي المشروع الرابح له. بعض الفضائيات تصنع نجوماً، وبعض المذيعين ومقدمي البرامج في أحيان أخرى يصنع محطة. بين النجاح والفشل خيط رفيع مشدود إلى أقصى حد، ودائماً أجد نفسي أتراقص عليه، ثمة من يصفق... وثمة من ينتظر أن أقع".