لا تعترف المذيعة الإماراتية مهيرة عبدالعزيز بوجود ارتباط وثيق بين الإعلام والدراسة، ومع هذا ترى أن تخصّصها في الهندسة لا يتنافى مع عملها مذيعة متخصصة في الشأن الاقتصادي، هي التي تجد الإعلام يشكّل مجالاً ينتمي إلى توافر الموهبة والقدرات وتراكم المعارف. وتقول مهيرة ل «الحياة»: «في الهندسة تعلّمت تحويل الخيال إلى واقع ملموس، كما تعلّمت فك الأشياء وتركيبها وفق حسابات لا مجال فيها للخطأ، هذه الميزة جعلتني أقوم بإعادة ترتيب شخصيتي العملية، لأجدها تحوّلت إلى الحال التي هي عليها الآن، وهي أن أكون إعلامية. فالإعلام مجال إنساني وممارسة حياتية يمكن تعلّمها، ويكون التميّز فيها من خلال الموهبة، وصقل سمات الشخصية، والاجتهاد في الحصول على أكبر عدد ممكن من المعارف. لذا أتمنى أن نجد تخصصات جديدة للإعلام التخصصي في الدراسات العليا، لكي نرى طلاب الاقتصاد يحترفون العمل في الأخبار الاقتصادية، والأطباء يحترفون الإعلام الطبي، وطلاب الدراسات السياسية في غرف الأخبار السياسية، فهكذا يحضر التوازن في تشكيل شخصية الإعلامي، وليس بالضرورة دراسة التخصّص أكاديمياً حتى نمارسه». وأضافت مهيرة: «نشرات الأخبار الاقتصادية من أصعب النشرات، كونها تتطلّب معرفة بمعادلات ومؤشرات وتحليلات رقمية، وكذلك إدراكاً لقاموس الأعمال والاقتصاد وكيفية صعود أو هبوط الأسهم»، مشيرة إلى أنها تسعى إلى تبسيط المشهد الاقتصادي ليصبح مفهوماً للمشاهد، سواء كان خبيراً ومدركاً لمجال الاقتصاد أو مشاهداً عادياً. وحول المساحة الإخبارية الواسعة التي تحظى بها في قناة «العربية»، تقول: «الامتياز عموماً لا يأتي من دون الخبرة والمعرفة والاحتراف، فأنا من خلال مسيرتي في مجموعة «إم بي سي»، قدمت النشرات السياسية الرئيسة على «العربية» وشقيقتها الجديدة قناة «العربية الحدث»، وبرامج «السلطة الرابعة»، و«صباح العربية» و«صباح الخير يا عرب»، ولم يبق سوى الأخبار الرياضية التي لم أقدّمها حتى الآن رأفة... بالمذيع السعودي بتال القوس»، مستبعدة أن يكون لمغادرة بعض المذيعات قناة «العربية» دور في كثافة ظهورها على الشاشة لتقديم النشرات والبرامج الاقتصادية. ولا تقّلل عبدالعزيز أخيراً من أهمية عنصر الجمال لدى المذيعة، إذ ترى أن «له دوراً قويّاً ومؤثراً، لكن لا بد من أن يصاحبه احتراف وتميّز وقدرة على الإقناع في الصناعة الإخبارية».