أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين أن انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) لن يشكل "تهديدا" في ذاته، لكن موسكو سترد على عمليات الانتشار العسكري. وأفاد بوتين خلال قمة نقلها التلفزيون ل"منظمة معاهدة الأمن الجماعي" أن توسيع الناتو ليشمل فنلندا والسويد "لا يشكّل تهديدا مباشرا لنا.. لكن توسيع البنى التحتية العسكرية في أراضي هذه الدول سيدفعنا بالتأكيد إلى الرد". و"منظمة معاهدة الأمن الجماعي" التي تقودها موسكو هي تحالف عسكري يضم ست دول كانت في الاتحاد السوفياتي هي روسيا وبيلاروس وأرمينيا وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان. وقال بوتين "هذه مشكلة تم اختلاقها بشكل زائف تماما، لأنها تصب في مصلحة السياسة الخارجية للولايات المتحدة"، مضيفا أن الناتو بات "أداة للسياسة الخارجية لبلد واحد". وأضاف "كل ذلك يفاقم البيئة الأمنية الدولية الصعبة أساسا". ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله "لا يجب أن يكون لديهم أي أوهام عن أننا سنغض الطرف عن ذلك ببساطة ولا يجب أن تفعل ذلك لا بروكسل ولا واشنطن ولا باقي عواصم دول حلف شمال الأطلسي". وقال ريابكوف، الذي قاد محادثات مع الولاياتالمتحدة بشأن مقترح روسي لوقف توسع حلف شمال الأطلسي صوب الشرق، إن قرار هلسنكي وستوكهولم الانضمام للحلف قرار خاطئ. وتابع قائلاً "المستوى العام للتوتر العسكري سيرتفع، القدرة على التوقع في مثل تلك الأجواء ستقل. من المؤسف أن المنطق السليم يتم التضحية به مقابل افتراضات وهمية عما يجب فعله في هذا الموقف الآخذ في التكشف". في السياق قالت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها أسقطت طائرتين مقاتلتين من طراز سو-25 قرب تجمعين سكنيين هما يفينيفكا في منطقة ميكولايف وفيليكا كوميشوفاخا في خاركيف، وأخرى من طراز سو-24 قرب جزيرة سنيك. وبعد قرابة ثلاثة أشهر على إرسال روسيا عشرات آلاف من قواتها إلى أوكرانيا في 24 فبراير، لا تزال قوات روسية وأخرى مدعومة من موسكو تسيطر على منطقة من أوكرانيا بحجم اليونان تقريبا على بحر آزوف والبحر الأسود، وفي شرق أوكرانيا على الحدود مع روسيا. وقالت الوزارة إن صواريخ روسية عالية الدقة أصابت موقعين قياديين في منطقة خاركيف الأوكرانية، كما أصابت أهدافا أخرى بينها مستودعات أسلحة وأماكن تتركز فيها القوات والمعدات الأوكرانية. وقالت الوزارة إنها شنت ضربات مماثلة في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك المعلنتين من جانب واحد والمواليتين لروسيا، كما دمرت طائرات مسيرة. وتقول روسيا إن قواتها دمرت منذ بدء العملية العسكرية 168 طائرة و125 طائرة هليكوبتر و889 طائرة مسيرة و307 منظومات صواريخ مضادة للطائرات و3108 دبابات وعربات قتالية مدرعة أخرى. وأثناء تركيز روسيا على منطقة دونباس أعلنت السلطات الأوكرانية الاثنين أن قواتها صدت القوات الروسية واستعادت السيطرة على جزء من الحدود مع روسيا في منطقة خاركيف الشمالية الشرقية. وقالت السلطات إن أربعة أشخاص قتلوا في قصف صاروخي في الساعات الأربع والعشرين الماضية، اثنان في قصف مستشفى في سيفيرودونيتسك بمنطقة لوغانسك في الشرق، واثنان في ميكولايف في الجنوب. وفي بيان نشرته على فيسبوك مرفق بشريط فيديو يظهر فيه جنود أمام شارة حدودية ملونة بالأصفر والأزرق وهما لونا علم أوكرانيا، قالت وزارة الدفاع "الكتيبة 227 من لواء الدفاع الإقليمي 127 التابع لقوات خاركيف المسلحة طردت الروس وتمركزت على الحدود". وعلى تليجرام كتب حاكم منطقة خاركيف أوليغ سينيغوبوف "نحن فخورون بجنودنا الذين أعادوا الشارة الحدودية. نشكر كل من يناضلون لتحرير أوكرانيا من الغزاة الروس، مخاطرين بحياتهم". من جانبه أكد مستشار الرئاسة الأوكرانية أوليكسي أريستوفيتش مساء الأحد أن الروس ينقلون القوات من منطقة خاركيف إلى منطقة لوغانسك في دونباس بهدف السيطرة على مدينة سيفيرودونيتسك. وعلى تليجرام قال حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي "للادعاء بتحقيق ما يشبه النصر، يركز العدو على هدفين: إما التقدم نحو حدود منطقة لوغانسك (التي يسيطر الانفصاليون الموالون لروسيا على جزء منها منذ عام 2014) أو الاستيلاء على سيفيرودونيتسك" العاصمة الإقليمية الخاضعة لسيطرة كييف. وأفاد الحاكم الاحد عن قصف مستشفى في سيفيرودونيتسك خلف قتيلين وتسعة جرحى. كما تعرضت مدينة ميكولايف لسلسلة من الضربات الصاروخية أسفرت عن مقتل شخصين، وفق ما أفادت الرئاسة الأوكرانية صباح الاثنين. في لفيف، في غرب أوكرانيا، أبلغ نائب رئيس البلدية أندريي موسكالينكو عن عواقب هجوم إلكتروني روسي في 13 مايو سمح بالوصول إلى "ملفات معينة للمدينة سُرقت ونشرت على قنوات على تليجرام.