مع الآخرين فنُّ وذوق يجب علينا جميعاً حسن أدائه وتعلمه وتطبيقه في مسيرة حياتنا كلها، وديننا الحنيف دين أخلاق ومكارم، حث وأوصى بها. ومن صور وأشكال فنون التعامل مع بعضنا البعض الصدق والأمانة فلا أكذب ولا أغش ولا أخون غيري أبداً. ومن فنون التعامل أيضاً إتقان عملي وأن أكون منتجاً مخلصاً أياً كان سواءً وظيفة أو تجارةً أو تعلُّم علمٍ مفيد في أي مجال أخرجه لغيري يُنتفع به حتى أكون لبِنة بناء وخير ونفع ونهضةً لوطني وللمجتمع. ومن الفنون أيضاً حسن الانصات والاستماع إذا تكلم شخص معي وعدم مقاطعته حتى ينهي حديثه. ومن الفنون أدب الحوار وعدم الإكثار من الجدال فيما لا يفيد، واحترام رأي الأخرين إذا لم يكن فيه محاذير شرعية مع بيان ذلك للغير بحسن أدبٍ كي يتقبل الآخر ذلك. ومن ضمن فنون تعاملاتنا مع الآخرين الحذر من نقل الشائعات وبث الأكاذيب والسخرية وافتعال المشاكل بالغيبة والنميمة للإيقاع والاضرار بالغير. ومن الفنون الجميلة البر وحسن الخلق والتراحم والرفق وبذل المعروف وكف الأذى داخل بيوتنا وخارجها. ومن الفنون فن إصلاح الذات أولاً ومحاسبة النفس، وترك الفضولية والطمع بما في أيدي الناس. ومن الفنون أن ألا أكون متلّون الوجوه، فالمؤمن الصادق له وجه واحد، فهو لا يكون مخادع ماكر خبيث منافق بحسب المصالح. نحن اليوم بحاجة ماسة جداً إلى مراجعة شاملة ودقيقة وصادقة لأخلاقنا وتعاملاتنا فيما بين أنفسنا وبين الناس من حولنا، وفقنا الله جميعاً إلى مكارم الأخلاق والثبات عليها.