حلَّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بالجزائر في زيارة عمل، غير معلنة، تتزامن مع الذكرى ال60 لتأسيس العلاقات بين البلدين. وعقد الوزير الروسي مباحثات سياسية مع نظيره الجزائري رمطان لعمامرة حول عدد من المسائل والملفات السياسية، كما التقى بالرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون في مقر الرئاسة وسلمه دعوة نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، لزيارة روسيا. وقال لافروف: «أولا، أود أن أنقل لكم تحيات من الرئيس بوتين، أجريتم محادثة جيدة عبر الهاتف مؤخرا، وهو يتذكر هذا التواصل بدفء ويأمل في لقاء شخصي، طلب مني أن أؤكد لكم دعوته لزيارة روسيا»، كما شدد على أن الجانب الروسي لا يتخلى أبدا عن المبادئ التي تشكل قاعدة للعلاقات الودية بين الشركاء. وأفاد مصدر إعلامي مُطلِّع بأن ملفا الأزمة الليبية والوضع في مالي، كانا من أبرز الملفات السياسية التي تم مناقشتها مع لافروف، بالإضافة إلى ملفات ذات بعد عسكري، تطرّق المسؤولون الجزائريون إلى بحثها، حيث تُمثِّل روسيا الشريك الأبرز للجزائر في مجال التسليح. ورفض وزير الخارجي الروسي، في مؤتمر صحافي في ختام زيارته إلى الجزائر، الكشف عما إذا كانت الجزائر قد عرضت مشروع وساطة سياسية بين موسكو وكييف، لاسيما وأن عددا من المراقبين يرجحون أن تكون الجزائر بصدد نقل رسالة من كييف إلى موسكو. كان وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، قد استبق زيارة لافروف إلى الجزائر، بإجراء مكالمة يوم السبت الماضي مع وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة للتباحث حول تطورات الأزمة في أوكرانيا، والجهود الرامية إلى تحقيق حل سياسي، حسب ما أعلنته الخارجية الجزائرية. أما بخصوص مالي، بعد التواجد اللافت لمجموعة فاغنر الروسية، قال لافروف «نحن مقتنعون أن الوضع في مالي يتطلب الحوار بين الماليين للمرور إلى تنفيذ اتفاق السلام الموقع في الجزائر 2015». ورداً على سؤال حول الضغوط الغربية على الجزائر لزيادة إمدادات الغاز، قال لافروف «فيما يخص زيادة إمدادات الغاز، نحن مع الجزائر في نفس الموقف بشأن البقاء ضمن الاتفاقات التي قررها منتدى الغاز». وأشاد وزير الخارجية الروسي بالموقف الجزائري من الوضع في أوكرانيا، ووصفه بأنه «متزن وموضوعي»، مؤكدا أن روسيا تثمن مثل هذه المقاربة، وقال: «أطلعنا أصدقاءنا الجزائريون بشكل مفصَّل على تطورات العملية العسكرية الروسية الخاصة مع مقاتلي دونباس في أوكرانيا، نثمن الموقف المتزن والموضوعي الذي تتبناه الجزائر من القضية الأوكرانية في إطار المنظمات الدولية وفي إطار سياسته الخارجية بشكل عام». هذا وتعود آخر زيارة لوزير الخارجية الروسي للجزائر إلى يناير 2019 أي قبل أكثر من شهرين من استقالة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة تحت ضغط الجيش والحراك الشعبي. مباحثاتٌ سابقة مع الرئيس الروسي وفي 18 أبريل الماضي أجرى الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون مباحثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، عبر الهاتف، وفق ما أفاد به بيان للرئاسة الجزائرية. وذكر البيان آنذاك أن تبون «تلقى مكالمة هاتفية من رئيس فيدرالية روسيا السيد فلاديمير بوتين، تبادلا فيها التهاني بمناسبة الذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، حيث عبرا عن ارتياحهما للتطور المسجل في التعاون الثنائي في كل المجالات». وأوضح ذات المصدر أنهما «اتفقا على أهمية تبادل الزيارات الرفيعة المستوى بين مسؤولي البلدين، والاجتماع القادم للجنة المشتركة، للتعاون الاقتصادي التي تأجلت بسبب جائحة كورونا». وأشار البيان أن تبون وبوتين «تبادلا الرؤى حول الوضع الدولي، في ظل تطورات الأوضاع المزرية في فلسطينالمحتلة، ولا سيما انتهاك حرمة الأماكن الاسلامية المقدسة في القدس الشريف وكذلك الأزمة الأوكرانية».