حصد ريال مدريد لقب دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم اليوم السبت، ليصبح الإيطالي كارلو أنشيلوتي أول مدرب يحصد ألقاب المسابقة في البطولات الخمس الكبرى للدوري في أوروبا وهي في إنجلترا وإسبانيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا. وتوج ريال باللقب للمرة 35 في تاريخه عقب الفوز 4-صفر على إسبانيول اليوم، ليضمن التتويج قبل حوالي شهر واحد من النهاية. ويملك المدرب البالغ عمره 62 عاما سيرة ذاتية من بين الأفضل في عالم كرة القدم، وعندما عاد للعمل في ولايته الثانية في مدريد، عقب رحيل أسطورة النادي زين الدين زيدان، كان يدرك جيدا أن هدفه الوحيد سيتمثل في إضافة حصيلة ريال من الألقاب. وحتى يفعل ذلك، لم يظهر فقط أنشيلوتي ذكاء خططيا على أرض الملعب، بل إنه يعرف جيدا كيفية إخراج أفضل إمكانات من لاعبيه، سواء من الشبان أو من ذوي الخبرة. واعتقد كثيرون أن لاعب خط الوسط الكرواتي لوكا مودريتش البالغ من العمر 36 عاما والمهاجم الفرنسي كريم بنزيمة (34 عاما) قد تجاوزا فترة تألقهما، لكن تحت قيادة أنشيلوتي الهادئة، نجح اللاعبان في الإبداع مرة أخرى. ويتصدر بنزيمة قائمة هدافي الدوري هذا الموسم برصيد 26 هدفا وهذه حصيلة أكبر بالفعل مما سجله خلال موسم 2020-2021. وعلى الجانب الآخر، عزز أنشيلوتي ثقة فينيسيوس جونيور البالغ عمره 21 عاما، والذي أصبح جزءا لا يتجزأ من الفريق ليس فقط كجناح ولكن أيضا بسبب قدرته على تسجيل الأهداف. ولم يسجل سوى بنزيمة عددا أكبر من اللاعب البرازيلي مع ريال في الدوري هذا الموسم. وحصد أنشيلوتي بالفعل ثمار التخطيط الدقيق ورعايته للاعبين عندما أكمل مجموعة ألقابه في مسابقات الدوري الخمس الكبرى. وبدأت مسيرة أنشيلوتي الناجحة بقيادة ميلان للقب الدوري الإيطالي في 2004، قبل أن يفوز بالدوري الإنجليزي مع تشيلسي في 2010، ثم حصد الدوري الفرنسي مع باريس سان جيرمان في 2013، ومن بعده الدوري الألماني مع بايرن ميونيخ في 2017. وفي الوقت الذي يعد فيه الفوز بالدوري الإسباني إنجازا كبيرا للعديد من الأندية والمدربين، فإنه بالنسبة لأنشيلوتي فإنه قد أكمل نصف المهمة فقط خلال الموسم الجاري. وبعد أن قاد ريال بالفعل للقب دوري أبطال أوروبا في 2014، عندما ساعد العملاق الإسباني على حصد لقبه الأوروبي العاشر قبل إقالته بعد 12 شهرا، فإنه يملك فرصة الآن ليصبح أنجح مدرب في تاريخ المسابقة. وإلى جانب بوب بيزلي وزيدان، فاز أنشيلوتي بكأس أوروبا أو دوري أبطال أوروبا في ثلاث مناسبات كمدرب، حيث سبق أن قاد ميلان إلى حصد اللقب القاري في 2003 و2007. ومع خوض ريال مواجهة ضد مانشستر سيتي في إياب قبل نهائي دوري الأبطال هذا الأسبوع، سيكون المدرب الإيطالي مصمما على الانفراد بهذا الرقم القياسي. لكن حتى يفعل ذلك سيكون مطالبا أولا بقلب تأخره 4-3 في مباراة الذهاب في مانشستر عندما يستضيف مباراة الإياب يوم الأربعاء، وسط محاولة من الفريق الإسباني للوصول إلى النهائي للمرة 17. وسيمثل اللقب إنجازا مذهلا للمدرب الذي ذهب إلى مدريد بعدما قضى ثلاثة مواسم غير مميزة مع نابولي الإيطالي وإيفرتون الإنجليزي. وفي الواقع، فإنه إذا كان فلورنتينو بيريز رئيس ريال قد حقق ما أراده، لما ظهر أنشيلوتي في النادي هذه المرة، فبعد إخفاق بيريز في تعيين ماسيميليانو أليجري وماوريسيو بوكيتينو وأنطوني كونتي، جاء الدور على خياره الرابع. وإذا جمع أنشيلوتي بين لقبي الدوري الإسباني ودوري الأبطال هذا الموسم، ستشعر جماهير ريال بالامتنان لعدم التعاقد مع أفضل ثلاثة خيارات من وجهة نظر رئيس النادي.