تمر المملكة بمرحلة من التغيير والتطوير والتحديث، تعد من أهم مراحلها في تاريخها المعاصر، تشهد معها البلاد طفرة في جميع الاتجاهات والقطاعات التنموية والصناعية والتجارية والتعليمية والثقافية الحضارية، وتطوير منظومة السياحة الداخلية، يتقاطع معها الحفاظ على التراث ومقوماته، ورفع شأن الهوية السعودية، التي أضحت مصدر فخر وعزة للمواطن، ومن يعيش على أرض المملكة متنعماً في خيرها وسلامها الاجتماعي الفريد. وكانت البيعة لسمو ولي العهد منذ خمس سنوات إيذاناً بمرحلة جديدة، تغيرت معها الخريطة الاقتصادية والاجتماعية على الصعيد العالمي، فكانت بيعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان –أيده الله– تدشيناً لدولة متجددة عصرية منفتحة على العالم، صارت معها المملكة قلب استقراره، ومركز إشعاع في جميع المجالات. وبلا أدنى مبالغة لقد غيّر الأمير محمد بن سلمان –حفظه الله– مفردات الصحافة والإعلام، حيث أفرزت تلك المرحلة المهمة لغة جديدة في عالم الصحافة، وظهرت مفردات الأمان والتنمية، والطفرة الاقتصادية، والبنية الرقمية، والانفتاح على العالم، فتح آفاق الاستثمار العالمي في العاصمة الرياض، وجعلها قِبلة لكبرى الشركات العالمية، تلك اللغة التي أصبحت قاسماً مشتركاً في الصحافة العالمية وقبلها الصحافة المحلية، هذا التغير كان نتاج استراتيجيات عمل رائدة شهد لها العالم. وانطلاقاً من هذا التوجه الفريد كان إعلان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، إطلاق أكبر توسعة في تاريخ مسجد قباء، وتطوير المنطقة المُحيطة به، وتوجيه سموه بإطلاق اسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز –حفظه الله– على هذا المشروع الضخم. ويهدف مشروع الملك سلمان لتوسعة مسجد قباء وتطوير المنطقة المُحيطة به، إلى رفع المساحة الإجمالية للمسجد ل50 ألف متر مُربع بواقع 10 أضعاف مساحته الحالية، وبطاقة استيعابية تصل إلى 66 ألف مُصلٍ، حيث يُعد المشروع أكبر توسعة في تاريخ مسجد قباء مُنذ إنشائه في السنة الأولى من الهجرة، لتكون تلك التوسعة الأكبر في تاريخ مسجد قباء الذي يُعد أول مسجد بُني في الإسلام، ويهدف المشروع إلى استيعاب أكبر عدد من المصلين في أوقات المواسم والذروات، وإبراز الأهمية الدينية وتوثيق الخصائص التاريخية لمركز قباء، والحفاظ على طرازه العمراني والمعماري، وحماية المعالم التاريخية الموجودة بالقرب من المسجد والمحافظة عليها، وتتزامن تلك التوسعة مع الرقم الكبير الذي شهده موسم العمرة هذا العام، وبالتحديد عمرة شهر رمضان المبارك هذا العام، ليصل تعداد المعتمرين إلى 3,5 ملايين معتمر.