في كل عام من شهر رمضان المبارك نجد أن في كل أسرة طفل صغير يتعرف على الصيام ويخوض تجربته لأول مرة، وعلى الرغم من عدم تكلفة الأطفال الصغار بالصيام إلا أنه من المعروف أن تدريب الأطفال يبدأ من سن السادسة أو السابعة تقريبًا على الصيام، وذلك بجعله يصوم فترات متقاطعة من اليوم، وتزداد الفترات تلك مع مرور الأيام حتى يصبح قادرًا على الصيام أكبر فترة ممكنه له. ويعتبر شهر رمضان في العديد من الدول العربية والاسلامية مميزًا، حيث يتم تعليق الزينة على المنازل والطرقات، إلا أن مشاركة الأطفال تفاصيل هذا الشهر الفضيل والتحدث معهم عن أهمية الصيام وأسبابه، يسهم في حصول الألفة والسعادة في نفس الطفل ويبدأ باستعداداته بتجربة الصيام لأول مرة، وهذا يعتبر من الأمور التي تسهل على الطفل خوض هذه التجربة بلا خوف أو توتر بل يتشوق ليقوم بها، خصوصاً عندما يتم الشرح للطفل فوائد وأهمية الصيام وتبسيطها له ببعض القصص عن ذلك، فإنك سوف تسهل عليه موضوع الصيام والتحمل والصبر أثناء صيامه، ويشجعه. ولكن في جانب تعليم الطفل يجب أن لا تجعل الطفل ينفر من الصيام بإجباره، بل حببه بالصيام ليكون نابعًا منه، فمن الأفضل تحديد عدد ساعات معينة للصيام، لاسيما إذا كانت هذه المرة الأولى التي سيصوم فيها، فعلى سبيل المثال: في الأيام الأولى يكون الصيام من 4 - 5 ساعات، بعد ذلك يبدأ الرقم بالتصاعد ساعة كل بضعة أيام، ويستمر هذا المنوال حتى يتمكن من الصوم إلى نهاية اليوم، إذا كان الطفل عاجزًا عن تكملة صيامه، فلا بأس بذلك قلل عدد ساعات الصيام لأيام حتى يعتاد الطفل، ثم عاود بالزيادة بعد ذلك، النوم نهارًا سيساعد الطفل على منحه الراحة، والتقليل من الأنشطة المتعبة في نهار رمضان ستجعله يتجاوز عدد ساعات أكبر. دائماً ما يحتاج الطفل لبعض الهدايا التشجيعية، لكن يجب تذكيره أن المكافأة الحقيقية هي من الله الذي يهدينا من النعم ما نبتغي في الدنيا وإن شاء في الآخرة. كما يجب على البالغين أن لا يغفلوا أن الطفل غير مكلف بالصيام أو الالتزام به بعد، إذا لم يستطع الطفل الاستمرار في الصيام عالج مسألة تناوله للطعام أثناء صيامه بالتوضيح والشرح بقصص تبسط له ذلك، وتفهم الأسباب التي دفعته لتناول الطعام.