قبل أن يدخل الأطفال في صفوف الكبار، ويصوموا شهر رمضان للمرة الأولى، ينبغي على أولياء الأمور تهيئتهم بالمعرفة الكاملة عن شهر رمضان وفضل صيامه. تحكي الصغيرة مزن العقيل (8 سنوات) لأول يوم صيام لها في رمضان الماضي وتقول «اهتم والداي بإتمام صيامي لشهر رمضان كله فأعدت والدتي جميع الأطباق الرمضانية التي احبها مثل الكنافة والقطايف، وكانت فرحتها كبيرة بأن رأتني أصوم اليوم الأول دون تذمر أو تعب وبعدها صرت أنا أتحمس لصيام الثاني والثالث وهكذا، كما أن والدي وعدني بهدية قيمة لو أكملت صيام الشهر وفعلا في نهاية الشهر أعطاني حصالة على شكل منزل وبداخلها 50 ريالاً». أما الصغير فهد الغامدي (10 سنوات) فوصف تجربة صيام أول يوم بأنها متعبة ولكنها ممتعة في وقت الإفطار ففيها فرحة عظيمة لا يحس بها الا الصائم، ويواصل فهد «لن أنسى تجربة أول يوم صيام من حياتي فقد استثمرت نهار رمضان بالصلاة مع والدي بالمسجد وقراءة آيات من القرآن الكريم ورؤية ابناء الجيران والتكلم عن الصيام وتحدثنا ونحن فخورون بأننا صائمون مثل الكبار». الصيام بالترغيب توضح الأخصائية النفسية هدى العمران بقولها: إن على الوالدين إدراك أن صيام الطفل مرتبط بقدرته على التحمّل وحالته الصحية، ويفضّل البدء في تدريب الطفل على الصيام من السنة السابعة، حيث إن عمر العشر سنوات هو السن النموذجى لصيام الطفل. وتشير العمران إلى ضرورة الاهتمام بالفروق الفردية بين طفل وآخر، حيث لا يجوز إجبار الطفل على الصيام قبل ذلك، وإن حدث وتعرّض الطفل للإجبار على الصوم أو عوقب بالضرب على تكاسله فى أداء هذه الفريضة فقد يلجأ الطفل إلى الإفطار سراً، وقد تكبر هذه العادة السيئة معه، حيث إن الحث على أداء الفرائض الدينية يجب أن يتم بالترغيب لا بالترهيب، وخصوصاً الصيام، الذى يجب التعود عليه تدريجيا، ولذلك فإن الطريقة المثالية التي تجعل الطفل يقبل على الصيام بسهولة هي التدرّج والتشجيع والمكافأة، إذ يمكن للطفل الذي بلغ العاشرة من عمره أن يصوم معظم أيام شهر رمضان، وقد يطلب هو بنفسه صيام الشهر كله، وذلك إذا تم تدريبه بشكل جيد عبر التدرّج معه في الصيام على مدى الأربع سنوات الماضية من عمره. ويمكن تشجيع الطفل الذي يبلغ السابعة من عمره على الصيام ولو لبضع ساعات، والإشادة بعزيمته أمام الآخرين، وتشجيعه على إكمال يوم أو يومين من شهر الصيام، مع تقديم مكافأة له إن استطاع تحقيق ذلك، وهكذا حتى يصبح صيام شهر رمضان فريضة اعتادها الطفل حتى دون أن ينتظر مكافأة.