عند قدوم شهر رمضان يشعر الأطفال بالحماسة، وخاصة أولئك الذين يصومون للمرة الأولى، وبالرغم من عدم بلوغهم سن التكليف إلا أنهم يتسابقون للصيام، وذلك قدوة بمن هم أكبر منهم سناً، لما يرونه من احتفاء بهذا الشهر في المجتمع كافة. إن التعود على الصيام منذ الصغر عادة محببة، يجب على الأهل تشجيع أبنائهم عليها ومتابعتهم ليقوموا بذلك على الوجه الصحيح، وقد يتساءل الآباء عن العمر المناسب للبدء بتعويد أبنائهم على الصيام على حسب إرشادات الأطباء وعلماء الدين والتي في أغلبها تقول إن الوقت المفضل هو من سن السابعة إلى سن العشر سنوات، مع الأخذ بعين الاعتبار حالة الطفل الصحية والنفسية والتي قد تكون سبباً في تأجيل الصيام إلى حين شفائه. هناك بعض الإرشادات التي يمكن اتباعها لمساعدة طفلك في صيامه الأول، فالمختصون ينصحون عادة وقبل الصيام، في بادئ الأمر قم بتهيئة طفلك نفسياً قبل دخول الشهر واشرح له أهمية هذا الشهر لجميع المسلمين واطلب مساعدته في التجهيز من شراء الحاجيات وتزيين المنزل، وهنا تجد أن النصح يوجه للأب كن قدوة لطفلك فالطفل يميل إلى تقليد الأهل أكثر من الاستماع إلى نصائحهم، فمرحلة الطفولة هي مرحلة تدريب وتعويد وقد لا يفهم طفلك كثيراً السياق الديني والتاريخي لهذه العبادة، لذا حاول أن تشرح له مفهوم الصيام في السياق العام وأنه يتعدى الجوع والعطش بل هو تدريب للإنسان المسلم على الرقي الإنساني. ولابد من تهيئة المناخ المناسب لطفلك وأن تخبره بشكل واضح ومباشر أنه قادر على الصيام ويستطيع تحمل مشاق الصيام بكل سهولة، واستعن بأسلوب قصصي واقرأ له عن صيام أطفال الصحابة، وكيف نجحوا في صيامهم الأول، فهذا يجعلهم راغبين في أن يكونوا مثل أبطال القصص، مما سيمحو أي نظرة سلبية كالحرمان من الطعام والشراب ويحولها إلى نظرة إيجابية يملؤها الحب والرغبة. يجب أن تتفهم أن الصيام عبادة، ويجب أن تكون بدافع الرغبة وليس الإجبار فقد يبدو لك ظاهرياً أن إجبار الطفل على أي فعل يكون ناجحاً، لكنه لا ينطبق على الصيام فهو نشاط شخصي بحت فمن لا يرغب بالصيام قد يأكل بالخفاء خوفاً من العقاب، في بادئ الأمر حدد ساعات معينة للصوم ثم قم تدريجياً بإضافة ساعة أخرى حتى يتعود الطفل على الصيام، ومن الطرق التي ينصح بها الأطباء هي صيام العشر الأيام الأولى إلى الساعة الثانية عشر ظهراً ثم الصيام إلى العصر في العشر التالية، والانتهاء بصيام النهار كاملاً في العشر الأواخر. اطلب من طفلك المساعدة في إعداد وجبتي الإفطار والسحور والمساعدة في ترتيب المائدة ووضع الأطباق واحرص على وجود جميع أفراد الأسرة على المائدة حتى يرتبط شعور الصيام بالمشاركة، وكافئ طفلك، ولا تقارن بين الأخوة فكل شخص لديه قدرة مختلفة للتحمل، ولتشجيعهم خصص مكافأة أو هدية في آخر اليوم لمن استطاع أن يصوم الساعات المحددة له، ويجب الحذر من معاقبة من لم يستطع إكمال الصيام بل تحفيزه ليستطيع القيام بذلك في اليوم القادم، والتشديد على أن المكافأة تحفيزية فقط، وأن ما ينتظره الصائم من ثواب أعظم من أي مكافأة، ويجب الاهتمام بوجبتي الإفطار والسحور والحرص على أن تحتويان على جميع ما يحتاجه الطفل لبناء جسمه، ومساعدته على تحمل مشقة الصوم، وذلك مثل: البروتينات كالدجاج والسمك واللحوم والنشويات كالخبز والأرز بالإضافة إلى الخضروات والفاكهة الطازجة والمطبوخة كما يجب تأخير وجبة السحور؛ لتكون عوناً لطفلك في صيام اليوم التالي، وعند الإفطار يفضل البدء بعدد من التمرات مع الحليب أو اللبن الرائب ثم تناول الحساء لتهيئة المعدة لاستقبال الأكل وتجنب شرب الماء المثلج تجنباً لحدوث عسر في الهضم وتلبكات معوية، وخلال فترة الإفطار عود طفلك على تناول كأس من الماء كل ساعة، بالإضافة إلى السوائل الأخرى كالعصائر للحد من الجفاف ونقص السوائل خلال فترة الصيام، ويجب تقليل المجهود البدني للطفل خلال فترة الصيام خاصة في أيام الصيف وحاول أن تسمح له بقيلولة وذلك لكي يرتاح في منتصف النهار، وحاول أن تبعد طفلك خلال فترة الصيام عن المطاعم عند النزول إلى الشارع فروائح الوجبات قد تشعره بالجوع وتفقدة القدرة على التحمل لإكمال الصيام، ويجب أن يكون نوم الطفل منظماً والابتعاد عن السهر طوال الليل والنوم خلال النهار بل يجب أن ينام الطفل بشكل كاف قبل السحور ثم الاستيقاظ لمساعدة الأهل في تحضير وجبة السحور والصلاة ثم العودة للنوم مجدداً. كوننا آباء فإنه يقع على عاتقنا تعليم أطفالنا استشعار العبادات وتطبيقها متى ما أصبحوا جاهزين، لذا يتوجب علينا توجيههم بالشكل الصحيح والاستمتاع بتطبيقها معهم، متمنين للجميع صياماً مقبولاً وإفطاراً شهياً. * قسم التمريض / عيادة الجراحة Your browser does not support the video tag.