«أبي متى سيؤذن المغرب؟ كم بقي على الإفطار؟ إني جائع».. أسئلة عديدة يطرحها صغار السن على أسرهم في شهر رمضان، حيث يحاولون جاهدين صيام شهر رمضان قدر استطاعتهم، فبعضهم يكمله، وبعضهم يصوم لساعات، فيما أكد مختصون أن صيام صغار السن فرصة لتعويدهم على الطاعات والصبر وتهذيب النفس. وقال رياض العصيمي «عشرة أعوام» إنه صام اليوم الأول من شهر رمضان حتى الساعة الثانية ظهرا قبل أن يعييه التعب والعطش، الأمر الذي اضطره إلى شرب كأس من الماء ثم أكمل بقية اليوم من دون أن يخبر أهله «حاولت مقاومة العطش مرارا وتكرارا لكني فشلت فأخذت شربة من الماء فقط لأخفف من شدة العطش». مشيرا إلى أنه عازم على مواصلة تدريبه على الصيام في شهر رمضان المبارك «وعدني والدي بمكافأة في نهاية شهر رمضان إذا صمت أياما من الشهر». ويوضح عبدالعزيز العتيبي «تسعة أعوام» أنه كان يصوم سبع ساعات في اليوم من شهر رمضان، ولكنني أرهقت أهلي في السؤال عن موعد أذان المغرب «أحاول أحيانا أن أمسك نفسي عن الأكل والشرب إلا أنني أفشل، فأضطر إلى تناول أي شيء، فالأجواء شديدة الحرارة ونعاني العطش». لكنه أشار إلى عزمه على صيام كل شهر رمضان هذا العام، لما فيه من أجر ومتعة، خاصة بين الأطفال، حيث يتفاخرون فيما بينهم بالصيام في هذا الشهر. وقال الباحث والمحلل الاجتماعي والصحي جمعة الخياط: إن «صيام الأطفال» من الموضوعات الاجتماعية والصحية التي يجب على الوالدين الانتباه لها في وقت مبكر وتدريب أطفالهم على الصيام ولو اسما فقط، ليعرفوا أهمية هذا الشهر ووجوب الصوم فيه «عليهم تدريبهم على الصيام تدريجيا، ليصوموا ولو ساعتين في الصباح، ويجب أن يهنئوهم على ذلك ويبلغوا باقي العائلة بصيامهم حتى يسعدوا بفعلهم، ثم بعد ذلك تدريجا يمكن زيادة ساعات الصوم». وأضاف أنه من المهم إفهامهم فوائد الصيام وأجره الكبير. وأسدى الخياط بعض النصائح لأولياء الأمور، منها: تحفيز الأطفال على الصيام بطريقة عملية بإعطاؤهم مكافأة عن كل يوم يصومونه، وعدم مواجهتهم عند إفطارهم، ولكن عليهم التوضيح لهم بشكل غير مباشر بعواقب هذه السلوكيات الخاطئة، مثل الكذب وعدم الصيام، من خلال حكايات تحمل هذا المعنى، ومراعاة التدرج في فرض الصيام على أطفالهم بشكل يتناسب مع سنهم، ومنح الأطفال حوافز معنوية، كالإكثار من الثناء عليهم عند صومهم حتى ترتفع معنوياتهم ويشعروا بإيجابية فعلهم. كما نصح الخياط بالسماح للصائمين فقط من أفراد الأسرة بالجلوس على مائدة الإفطار، حتى يعي الأطفال أهمية الصيام وتميز الصائمين، كما يجب تجنب وضع المشهيات من الحلويات والأطعمة المفضلة لديهم أمامهم قبل الإفطار حتى لا تضعف عزائمهم، وخلق جو تنافسي في عدد الأيام التي يستطيع كل طفل أن يصومها ومكافأته بهدية أو ما شابه، ليحفز غيره من إخوانه أو أخواته ليتبعوا خطاه. وأكد ضرورة إشغال الأطفال الصائمين في النهار بما يعود عليهم بالنفع من جهة، وحتى ينسوا ألم الجوع والعطش ويمر عليهم الوقت دون إحساس منهم بالجهد والتعب، فتارة يتم إشغالهم بلعب لا يجهدهم، وتارة بتكليفهم ببعض الأعمال البسيطة التي يحبونها، أو بأخذهم إلى السوق مثلا، وهذا الأسلوب له أثر في تحمل الطفل ونسيانه الحالة التي يمر بها، وبالتالي لا يرى مشقة عظيمة تحول بينه وبين الصيام .