تعتبر سلطنة بروناي هي الدولة الوحيدة في جنوب شرق آسيا التي تتبع الدين الإسلامي، وعلى ذلك فإنها لا تزال متمسكة بالقيم الدينية العظيمة، فمن أهم العادات التي تميز بها أهالي بروناي في شهر رمضان المبارك هي الإفطار الخفيف ثم الذهاب إلى صلاة المغرب ثم التراويح، ومن بعد ذلك العودة لإكمال وجبة الإفطار ومن أهم تلك الأصناف في هذه الوجبة هي «روني براتا» والتي تعتبر واحدة من أهم الأصناف التقليدية التي يحرص كافة نساء بروناي على تحضيرها، وتتكون هذه الوجبة من الخبز المقلي الذي يتم تقديمه غالباً مع السمك أو الدجاج بالكاري، و»ليماك ناسي» الذي يتم إعداده من جوز الهند والفول السوداني والبيض والخيار. ومن التقاليد المتعارف عليها هناك هي أن يأتي سلطان بروناي الى مسجد السلطان عمر علي سيف الدين والذي يعد أحد أكبر المساجد العاصمة بروناي دار السلام، لحضور الاحتفالات الدينية في هذا المسجد ، منها حلقات الذكر والاستماع إلى الأناشيد التي تشدو بأصوات الجميع، فقراءة القرآن تعد أمرا أساسيا في رمضان ولكن في بروناي يقرأه الأهالي لختم جزء كامل من القرآن يومياً، وعلى ذلك فعند الانتهاء من هذه الاحتفالات يقوم السلطان بجمع كافة الوزراء الحاضرين والذهاب لطهو وجبة السحور، ويقوم السلطان بتحضير هذه الوجبة وإطعامها لجميع الحضور وتناولها معهم في أجواء تتسم بالروح الرمضانية. ومن العادات القيمة التي يقوم بها شعب بروناي أيضا إغلاق كافة الأسواق في فترة النهار وفتح أبوابها بعد الإفطار، وذلك لاستغلال هذه الفترة لأداء العبادات وعدم الانشغال في امر البيع والشراء، وفي بروناي تتواجد أقليات غير مسلمة ولكنها تشارك وجدانياً الصائمين فيصومون أيضا حتى وإن لم يكونوا مسلمين، ومن الجدير بالذكر بأن هذا البلد يفرض عقوبات على من لا يصوم واشهار ذلك في الاماكن العامة، وذلك لما فيه من تجريح لشعور الصائم . وكما لكافة البلدان العربية مدفع رمضان إلا أن بروناي تميزت بوجود طبل كبير يطرق معلناً غروب الشمس ويتبعه إطلاق شعلة ذات صوتٍ مدو، وبعدها يتم النداء للأذان في المساجد، كما يقوم بعض الشباب بتقمص شخصية المسحراتي وذلك لغياب هذه الشخصية لديهم فيمارسها العديد منهم لإضفاء القليل من الجمالية لروح رمضان، فأجواء رمضان في بروناي تنفرد بجمال روحانيتها وسواد الحياة الاجتماعية في سباقٍ للخير بين الجميع للوصول إلى غاية واحدة وهي نيل رضا الله عز وجل.