يسرني خلال هذه الأسطر أن أتحدث عن جزء مهم من بلادنا الغالية، لأوضح للقارئ الكريم أبرز معالم جذبه ومميزاته وأتطرق إلى أهم ما يتصف به السكان من خصال حميدة، مروراً ببعض عادات وتقاليد مجتمعه الإيجابية. وحديثي اليوم معكم، سيكون عن محافظة سراة عبيدة، وهي إحدى المحافظات التابعة لإقليم عسير، حيث تقع شرق منطقة عسير ويتبع لها عشرات القرى والهجر المتألقة والزاخرة بالسكان. وتتفرد هذه المنطقة بطبيعتها الخلابة، حيث تمتزج سهولها ومزارعها الخضراء المنتشرة بالجبال الشامخة والأودية الممتدة عبر قراها وهجرها. كما أنها تتميز باندماج ماضيها العمراني العريق من بيوت الطين والحجر والقصاب الحربية القديمة المنتشرة خلال قراها منذ القدم، بعمرانها العصري المتطور. كما أن هذا القطب اللامع من بلادنا يزخر بالثروات الحيوانية والزراعية النادرة والمميزة. وقد شهدت محافظة سراة عبيدة وقراها، في الآونة الأخيرة نهضة عمرانية وتجارية كبيرة. كما أنها حظيت كذلك باهتمام الدولة كغيرها من مناطق المملكة الأخرى، حيث نُفذ فيها عدد من المشاريع التنموية والخدمية المميزة، مما جعلها محط أنظار الجميع. كما أن سراة عبيدة تتميز بتاريخ عميق وإرث اجتماعي لا يستهان به. حيث يتألف سكان المحافظة وما يتبعها من القرى والهجر من عدد من القبائل والبطون العريقة، التي لها تجاربها وخصائصها النادرة. وقد تميز أبناء تلك القبائل بطيب المعشر والكرم والشجاعة، وكذلك حبهم وولاؤهم وسمعهم وطاعتهم لحكامهم وقادتهم كغيرهم من مواطني هذا البلد الشامخ العظيم، لما وجدوه وينعمون به من أمن وأمان وعدل ومساواة، بفضل الله ثم بفضل حكومتنا الرشيدة وحكامها الأفذاذ، عبر التاريخ. فمن مميزات سكان سراة عبيدة البارزة محافظتهم على العادات والتقاليد والأعراف الإيجابية النادرة التي تتماشى مع أوامر الدين والقانون والسلوك الاجتماعي المقبول، والتي يتم مراجعتها من زمن إلى آخر، وإلغاء أو تغير ما تبين عدم صلاحيته أو تعارضه مع سلوك المجتمع العام مع الأخذ في الاعتبار أنها ليست حصرية على أبناء سراة عبيدة، وما هي إلا جزء من قواعد سلوك المجتمع السعودي الطبيعي والمقبول إضافة إلى التعايش والاندماج ومحبة الاجتماع من الخصال البارزة التي توجد في رجال ونساء هذه المنطقة، وهو ما شجع القادم من خارجها ومن بعض البلدان العربية زيارتها حيث لا يشعر القادم لها بالغربة مما يجده هو وعائلته من حفاوة وتواصل وتقدير. وهكذا هو وطننا المملكة العربية السعودية في كل جزء منه نوادر وأفذاذ، ويزخر بقامات عالية، تمتلك المبادئ العقلانية والإنسانية والإنجاز والتطوير، وما سكان سراة عبيدة وأبناؤها إلا أحد تلك النماذج المشرفة.