يكون للألعاب القديمة في شهر رمضان الكريم متعة خاصة واستشعار للمتعة إذ تساعد على قضاء الوقت بين الأقارب والأصدقاء، ويتسابق العراقيون لإحياء بعض العادات والتقاليد الرمضانية التي ورثتها الأجيال خلال أيام الشهر الفضيل، إذ تتشابه بعضها مع الموجود في بعض الدول العربية والإسلامية من صلة رحم، وزيارة الأهل والأقارب والأصدقاء، وتبادل الأطباق إذ يتبادل الجيران والأقارب أشهى المأكولات الرمضانية فيما بينهم، ويبادر بعض الأشخاص بإرسال طبق من أطباقهم الشهية من فطورهم إلى جيرانهم أو أقاربهم والعكس، ومن الأمور الجميلة التي تميز رمضان العراق عن باقي الدول العربية والإسلامية، وجود لعبة "المحيبس" (الخاتم) التي تتوارث من جيل إلى آخر ومستمرة ليومنا هذا، وبالرغم من وجود جائحة كورونا، وإلغاء أبرز البطولات التي تنظم في شهر رمضان المبارك، والتي كانت تتنافس فيها فُرق من مختلف مناطق بغداد ومحافظات العراق، فإن ذلك لم يمنع أن تمارس بين الأهل والأصدقاء على شكل مجموعات صغيرة في المنازل أو الحدائق العامة، والمحيبس هي لعبة شعبية تراثية تلعب في شهر رمضان خصوصاً، وهي لعبة عراقية مشهورة جداً في العراق تعتمد على الفراسة، أما معنى كلمة "محيبس" فهي تصغير لكلمة محبس التي تعني الخاتم وهو الخاتم الذي يتم البحث عنه من خلال اللعبة ولهذه اللعبة اسم آخر وهو "بات"، يذكر أن لعبة "المحيبس" بدأت في زمن العباسيين وكانت تلعب في دواوين الملوك ثم انتقلت إلى دواوين العشائر ثم إلى مناطق العراق خاصة بغداد والمحافظات، ويتم لعبها في شهر رمضان فقط، ويستمتعون أهل العراق بها فقد يستمرون باللعب من المساء حتى الصباح، يتم لعب اللعبة بفريقين وبأي عدد من المشتركين، وغالباً يكون 13 لاعباً، حيث يقوم أحد الفريقين الذي يشتري المحبس "عادة يكون من الفضة أو الذهب" بتخبئة المحبس بيد أحد أفراد فريقه بدون علم الفريق الثاني، عندها يقوم أحد أفراد الفريق الثاني بالبحث عن المحبس بإسقاط الأشخاص الذين يعتقد بعدم وجود المحبس بيدهم، فإن أخرج أحد اللاعبين وكان المحبس بيده يخسر الفريق نقطة (في هذه الحالة يصرخ اللاعب الذي بيده الخاتم بكلمة بات ومن هنا جاء الاسم الثاني للعبة) ويعاد تخبئة المحبس من جديد، وهكذا يستمر اللعب لحين وصول أحد الفريقين لمجموع النقاط التي يتفق عليها مسبقاً، وبذلك يكون هو الفريق الفائز ويحصل على الجائزة، ويحصل الفريق الفائز دائماً على أطباق كبيرة من الحلويات الشعبية مثل "الزلابية" و"البقلاوة" وسط هتافات وتشجيع الحاضرين، عادةً ما ترافق اللعبة مجموعة من الأهازيج والأغاني التراثية لبث الحماسة والتسلية.