قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس الخميس: إن كييف عرضت على موسكو مسودة اتفاق سلام تحتوي على عناصر "غير مقبولة"، مضيفا أن روسيا ستواصل المحادثات رغم ذلك وستضغط لتحقيق مطالبها. وكان الكرملين قال: إن محادثات السلام بين موسكو وكييف لا تتقدم بالسرعة المطلوبة، واتهم الغرب بمحاولة عرقلة المفاوضات من خلال التركيز على مزاعم جرائم الحرب، وهي اتهامات تنفيها موسكو. وذكر لافروف "الخميس" أن أوكرانيا قدمت مسودة اتفاق سلام إلى روسيا "الأربعاء" لكنها انحرفت عن المقترحات التي اتفق عليها الجانبان في السابق. وقال لافروف: "من جديد يلقي عدم القدرة على الاتفاق الضوء على نوايا كييف الحقيقية وموقفها المتمثل في تعطيل بل وتقويض المحادثات بالابتعاد عن التفاهمات التي تم التوصل إليها"، مضيفا أن مقترحات كييف "غير مقبولة". ولم يصدر تعليق حتى الآن من أوكرانيا، وقالت كييف إن المحادثات ضرورية لكنها ليست مستعدة للتخلي عن سيادتها ووحدة أراضيها. وقال لافروف: إن روسيا حريصة الآن على مواصلة المحادثات وتأمين مطالبها. وأضاف، "على الرغم من كل الاستفزازات، فإن الوفد الروسي سيواصل عملية التفاوض ويضغط من أجل مسودة اتفاق خاصة بنا تحدد بشكل واضح وكامل مواقفنا ومتطلباتنا المبدئية والرئيسية". وفي سياق آخر، طالبت منظمة الصحة العالمية الخميس بوصول المساعدات الإنسانية إلى مدينة ماريوبول الأوكرانية التي تحاصرها القوات الروسية، ودانت مجدداً الهجمات على النظام الصحي الأوكراني، وقد تم تأكيد استهدافه ب91 هجوماً حتى الآن. وقال المدير الإقليمي لأوروبا في منظمة الصحة العالمية هانز كلوغه في مؤتمر صحافي تم بثه من لفيف في غرب أوكرانيا "تمكنت منظمة الصحة العالمية من تسليم مستلزمات تسمح بإنقاذ حياة أشخاص في العديد من المناطق المتضررة، لكن صحيح أن (الوصول إلى) بعضها لا يزال صعباً للغاية". وأضاف "أعتقد أن الأولوية بوضوح هي ماريوبول". ويحاصر الجيش الروسي المدينة منذ أسابيع ويواجهون مقاومة أوكرانية شرسة. ويؤكد الطرفان أنّ الأوضاع الإنسانية هناك كارثية، والمدينة مدمّرة على نطاق واسع، والقلق كبير بشأن مصير المدنيين فيها، علماً أنها كانت تضم أكثر من 400 ألف نسمة قبل الغزو الروسي. اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "الأربعاء" روسيا بعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى ماريوبول لإخفاء "آلاف" الضحايا. وأكد كلوغه أنّ منظمة الصحة العالمية "تمكنت حتى الآن من تسليم 185 طناً من المستلزمات الطبية إلى المناطق الأكثر تضرراً في البلاد، لتصل إلى نصف مليون شخص". كما رفعت منظمة الصحة العالمية حصيلة الهجمات المؤكدة ضد النظام الصحي الأوكراني (المستشفيات وسيارات الإسعاف ومقدمو الرعاية..) إلى 91. وقال كلوغه "من الواضح أن هذا انتهاك للقانون الإنساني الدولي". ولم تحدد المنظمة المسؤولية عن الهجمات بشكل مباشر، مؤكدة أنها "لا تتمتع بصلاحية" القيام بذلك. وأعرب المسؤول الأممي عن قلقه بشأن المستقبل، في حين تحشد روسيا قواتها في شرق أوكرانيا لشن هجوم جديد محتمل. وقال: إن منظمة الصحة العالمية "تبحث كل السيناريوهات، من الاستمرار في علاج الضحايا بشكل جماعي" إلى "الهجمات الكيماوية"، واعترف كلوغه بأنه "ليس هناك ما يضمن أن الحرب لن تزداد سوءاً".