تؤرخ الذاكرة السحابية لمدينة أبها لقصة واقعية حدثت قبل عام تقريباً؛ حينما حاولت النيران عبثاً اجتياح المتنزهات الوطنية الخضراء في جبال مدينة الغيم والمطر، لذلك جاء معرض "ابحث عني بين الضباب"، الذي تنظمه هيئة الفنون البصرية هذه الأيام في قرية المفتاحة، لمقاومة النسيان والقبض على اللحظة وصياغة المشهد من خلال زاوية عكسية ومناقضة، تجسد الأمل والتفاؤل لتحل بدلاً من الخيبة والألم. وتتضمن مساحات "ابحث عني بين الضباب" ثمانية أعمال يقدمها فنانون سعوديون، وهم: أيمن زيداني، محمد الفراج، علاء طرابزوني، وفهد آل سعود، وريم الناصر، وحاتم الأحمد، وسعيد جبعان، وعزيز جمال، وظفوا الشاعرية والبيئة في رحلة تأملية في احتمالات المستقبل، تروي الترابط بين الإنسان والمكان وتفتعل حراكاً مجتمعياً بين مختلف شرائحه، فيما تحفز أيضاً قدرات ومتانة الإمكانات الفنية عند المبدعين. وكذلك تروي الأعمال تفاصيل الحدث الدراماتيكي بطريقة إبداعية، وتصنع فضاءً للارتجال حتى تمهد مسارات جديدة للاكتشاف ومطالعة البيئة، والنظر بالعلاقة الوطيدة بين الإنسان والأرض، إضافة لجذب الانتباه إلى أضرار الإهمال والتجاهل، ضمن تجربة تتبنى قدرة الفن وأهميته في نقل رسالة ملهمة وايجابية للمجتمع، مستندة على نهج قائم على الاستقصاء والمشاركة من مختلف الجهات وأفراد المجتمع. وتستمر فصول الحكاية بطريقة مبتكرة ومنحازة للفرح والمستقبل، وبلسماً على الجرح ونسمة تطفئ الوجع وتنعش العزيمة والطموح، فكل عمل فني يتناول موضوعاً يخص البيئة والظروف المناخية وحماية المكان والعناية بالأرض، بأسلوب يصف ماذا يبقى وما يجب أن يستمر ولا يلتفت لما يتلاشى ويفوت. الجدير بالذكر أن "ابحث عني بين الضباب" الذي يستمر حتى 9 أبريل، يهدف إلى التوعية بأهمية استدامة البيئة والغابات والمحافظة عليهما، وتمكين الفنانين للتعبير عن القضايا المجتمعية بأساليب فنية مُلهِمة، بجانب دور المعرض في التذكير بالمخاطر التي تحيط الغابات والأنظمة البيئية.