لطالما حظيت الاكتشافات الجُغرافية والظواهر الطبيعية بالكثيرِ مِنَ الاهتمام مِن قِبل العُلماء والجُغرافيين والمُؤرخين، وحتى القُراء المُهتمين بهذا الصدد، قريةِ (وكان) القابِعة في سلطنةِ عُمان، والتي لمْ تكُن تُعرف أبداً بِجانبِ أنها لمْ تحظَ بِهذا الاهتمام الفسيح الذي تمتاز بهِ بعضُ المدن، لكن القِصة هُنا تختلف حيثُ إنَ قرية (وكان) كسرت القاعدة وشذت عن غيرها، بالإضافةِ إلى أنها كسبت الرِهان، حيثُ شكلت ضجةً واسِعة، حتى أصبحت مثالاً للنُدرةِ والفرادة كونها واحدة من أبرزِ المُدن التي صنعت لِنفسِها تاريخاً جديداً لِيُروى، كما تحمِلُ في جُعبتها سراً رحيباً جعلَ منها أسطورةً في غرائبِ المناطق والمُدن مؤخراً، وذَلِكَ يعود بِدورِه لِكونِها القرية التي لا تصوم في شِهرِ رمضان الكريم سِوى ثلاث ساعات فقط، بينماَ يِصِلُ المُعدل الطبيعي لِعدد ساعاتِ الصيام في أغلبِ الدول والمناطق العربية إلى 15 ساعة يومياً. بالتالي حصدت قرية وكان على فيضٍ من اِنتباه الرأي العام العربي، وفي قريةِ (وكان) خصيصاً، والمُلقبةِ بالجبليةِ الصغيرة الماثِلة في دولةِ سلطنةِ عُمان، والتي تقع في وادي مستل بِولايةِ نخل المُتمثِلة بِمحافظةِ جنوبِ الباطِنة، والتي عُرفت الآن بِفترةِ نهارِها القصيرة الذي تصِل إلى حوالي ثلاث ساعات فقط في اليوم. لاسيماَ أنَ للموقعِ الجُغرافي حيزاً كبيراً حولَ هذهِ الظاهِرة، حيثُ ترتفع قرية وكان نحوَ ما يُقارب ألفي متر مربع عن سطحِ البحر، والتي تبعُد عن مسقط حوالي 150 كم، بالإضافة إلى أن شروق الشمس فيها يُعدُ مِن الملحوظات البارزةِ، حيثُ تُشرق الشمس حوالي الساعة 11 صباحاً وتُغرب الساعةِ 2:30 ظُهراً، وهذا سببٌ جلي لِدفعِ الكثيرين إلى التصورِ والاعتقاد أن ساعات الصيام في قرية (وكان) لا تتعدى الثلاث 3 ساعات. وعلى وضوحِ تقسيمِ الوقت في قريةِ وكان، إلا أنه في المُقابِل هُناك عدد لا يُستهان به، بينَ مؤيدين ومُقتنعين بأن قرية (وكان) تصوم فقط 3 ساعات تقريباً، وبينَ الجانبِ الآخر الذي يُمثل المُشككين والمعارضين في هذا الموضوع، ومِن الطبيعي الاختلاف في غِرار هذهِ الأمور، فعندماَ يظهر خبر يستحوذ على أضواءِ الإعلام، فإن من المألوف مُلاقاة الآراء المُتنوعة ما بينَ التأييد والمُعارضة، فَلِكُلِ موضوع جانبان؛ الإيجاب والسلب، لا سيما أن هذا نقلنا إلى مسارٍ آخر تشكل في العديد مِن أساتِذةِ الجُغرافيا الذين جذبتهُم قريةُ (وكان) الحاصِلة على لقبِ أقلِ مُعدل بِساعات الصيام في شهرِ رمضان الكريم، ومن هُنا تبدأُ رحلةُ الاكتشاف والتي آلت للردِ على كُلِ الأقاويل، بررّ أساتِذةُ الجغرافيا الأمر بِقولِهم إنَ موقع قرية (وكان) لها نصيبٌ من ما يُقال فهي تتوسط قاعَ الوادي المُحاط بالجبالِ العالية، وهذا يُسفر عن عدمِ مُشاهدةِ الشمس إلا في ساعاتٍ مُحددةٍ مِنَ النهار، وتأكيداً عندما تكون قريبة مِن كبدِ السماء، كما هذا يوضح لنا أنَ وقت الصيام عندهُم مُنوط برؤيتهم للشمس. كما أضافوا إلى أن وقتُ الصيام يبدأُ مِن طلوع الفجر الفعلي لا مِن طلوع الشمس مِن فوقِ قِمم الجِبال، والذي ينتهي بِغُروبِ الشمس تحتَ الأُفق لا مِن خلفِ الجبل. وبِجانِبِ كُل ما تمَ ذِكرُه تحدثَ واحدٌ مِن سُكان القرية قائلاً إنَ عدد ساعات الصيام في قرية (وكان) كان يصل إلى 15 ساعة تقريباً، كماَ يبدأُ الإمساك عن الصيام عِندَ الساعةِ 3:53 صباحاً، ويكون عِندها الإفطار في الساعة 6:57 مساءً، لاسيماَ أنَ بعضاً مِن المناطق في القرية لا يتعرض لأِشعة الشمس، سِوى ثلاث ساعات فقط وذَلِكَ يأتي بِاعتبار أن الجِبال تحجُب الشمس عن القرية. مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية