صرح السفير الأوكراني بألمانيا أندريه ميلنيك بأنه يرى أن الرئيس الألماني فرانك - فالتر شتاينماير لديه تقارب سياسي مثير للشكوك بدرجة كبيرة مع روسيا. وقال ميلنيك لصحيفة "تاجس شبيجل" الألمانية الأحد: "بالنسبة لشتاينماير كانت وتظل العلاقة مع روسيا شيئا أساسيا، نعم شيئا مقدسا، بصرف النظر عمّا يحدث، فحتى الحرب لا تؤدي دورا كبيرا هنا". وأضاف السفير الأوكراني ببرلين أنه من منظور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ليس هناك شعب أوكراني ولا لغة ولا ثقافة، ومن ثم ليس هناك دولة، وقال: "يبدو أن شتاينماير يشاركه فكرة أن الأوكرانيين في الواقع ليسوا موضوعا". وأشار ميلنيك إلى أن ألمانيا لديها كثير من المصالح الخاصة فيما يتعلق بروسيا، مثل الاعتماد على الغاز والنفط والفحم، وقال إن السبب في ذلك هو نهج شتاينماير عندما كان رئيسا لديوان المستشارية ثم وزيرا للخارجية. وقال السفير الأوكراني للصحيفة الألمانية أيضا: "أنشأ شتاينماير منذ عقود شبكة عنكبوتية من الاتصالات مع روسيا"، لافتا إلى أن هذه الشبكة تضم كثيرا من الأشخاص المتشابكين بها، وأنهم الآن أصحاب قرارات في الائتلاف الحاكم بألمانيا، وذكر ميلنيك في هذا السياق ينس بلوتنر، مستشار الشؤون الخارجية للمستشار الألماني أولاف شولتس، وأندرياس ميشائليس وكيل وزارة الخارجية. من ناحية أخرى، صرح نائب رئيس الوزراء البولندي ياروسلاف كاتشينسكي بأن بلاده منفتحة أمام تمركز أسلحة نووية بها. وقال كاتشينسكي لصحيفة "فيلت أم زونتاج" الألمانية الأحد: "إذا طلب منا الأميركيون تخزين أسلحة نووية أميركية في بولندا، فإننا سنكون منفتحين لذلك. فقد يعزز ذلك الردع في مواجهة موسكو بشكل واضح". وأشار إلى أن السؤال غير مطروح الآن، واستدرك قائلا: "ولكن من الممكن أن يتغير ذلك قريبا"، وقال إنه لا بد أن تأتي المبادرة من الأميركيين، ولكنه أكد أنه من المجدي بشكل أساسي توسيع نطاق المشاركة النووية في الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي "ناتو". وبحسب تصريحات كاتشينسكي، فإن بولندا سترحب أيضا بالأمر إذا زاد الأميركيون من وجودهم مستقبلا في أوروبا من 100 ألف جندي حاليا إلى 150 ألف جندي، في ظل تزايد عدوانية روسيا، موضحا أنه يرى أنه يجب أن يتمركز 75 ألف جندي منهم في الجناح الشرقي (من حلف الأطلسي)، أي على الحدود مع روسيا، وأن يتمركز 50 ألف جندي في دول البلطيق وبولندا. وتابع نائب رئيس الحكومة البولندية قائلا: "جنود القوة النووية الأميركية هم أقوى رادع لروسيا من مهاجمة دول الناتو، وسيمنحونا أكبر قدر من الأمن". وبشكل عام أكد كاتشينسكي أنه يجب أن يفعل حلف الأطلسي المزيد في الحرب التي تواجهها أوكرانيا، وقال: "أولا، القيام بمهمة سلام، ولا يسير ذلك بالطبع إلا بموافقة أوكرانيا. وثانيا يجب أن تورد دول حلف الناتو الأسلحة التي يطلبها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي". ميدانياً، استهدفت سلسلة ضربات صباح الأحد مدينة أوديسا الواقعة على البحر الأسود في جنوب غرب أوكرانيا، بينما ذكرت روسيا أنها دمرت مصفاة ومستودعات وقود. وقالت وزارة الدفاع الروسية في موسكو في تقريرها اليومي "هذا الصباح، دمرت صواريخ بحرية وبرية عالية الدقة مصفاة وثلاثة مواقع لتخزين الوقود ومواد التشحيم بالقرب من مدينة أوديسا". وأوضحت أنّ هذه المواقع كانت تزود القوات الأوكرانية بالوقود في اتجاه مدينة ميكولايف، في شرق البلاد. وشوهدت أعمدة ضخمة من الدخان الأسود وألسنة من اللهب تصاعدت فوق منطقة صناعية عقب الانفجارات. وأكد الضابط في القيادة الإقليمية الجنوبية فلاديسلاف نزاروف في بيان أنّه هجوم صاروخي، ولم يسفر عن وقوع إصابات. وقال: "منطقة أوديسا من بين أهداف العدو الرئيسية. يواصل العدو ممارسته الخبيثة عبر ضرب البنى التحتية الحساسة"، مذكّراً بالحظر المفروض على نشر أي مواقع أو أضرار جراء الضربات. وكانت مدينة أوديسا قالت في بيان إن "النازيين الروس نفذوا ضربة بصواريخ أسقطت الدفاعات الجوية الأوكرانية بعضها". وكتب مستشار وزير الداخلية الأوكراني أنطون جيراتشينكو، على حسابه في "تلغرام"، "تعرضت أوديسا لهجوم من الجو. وتم الإبلاغ عن حرائق في بعض المناطق. وأسقطت الدفاعات الجوية قسماً من الصواريخ. ويوصى بإغلاق النوافذ". وبقيت المدينة التاريخية بعيدة نسبياً من القتال حتى الآن. وهذه الضربة الأولى التي تستهدف داخلها منذ 21 مارس. وأتى الهجوم بينما تنتظر أوديسا في وقت "قريب جداً" زيارة وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس، حسبما أعلن مكتبه صباح الأحد. وقالت الخارجية اليونانية "يصل الوزير قريباً جداً إلى أوديسا. ويجلب معه مساعدات إنسانية ستسلم إلى سلطات المدينة"، ويريد عقد محادثات معها بشأن "إنشاء آلية توزيع دائمة للمساعدات الإنسانية"، وفق الوزارة. ويلتقي دندياس في أوديسا أيضاً بأعضاء الجالية اليونانية في المدينة ويخطط لإعادة فتح القنصلية اليونانية. وتسيطر القوات الروسية على كل الساحل الشرقي للبلاد من شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في العام 2014 إلى جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين المواليتين لروسيا في منطقة دونباس (شرق) باستثناء جزء من مدينة ماريوبول حيث ما زالت تصطدم بمقاومة الجيش الأوكراني.