لوّحت روسيا أمس (السبت)، باستخدام السلاح النووي للدفاع عن جنودها، بينما قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جو بايدن يدعو "العالم الحر"، إلى مواجهة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، ويؤكد على وحدة الاقتصادات الكبيرة فيما يتعلق بضرورة التصدي لفلاديمير بوتين. وقال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديميتري مدفيديف، أمس، إنه توجد عدة حالات تملك خلالها روسيا حق استخدام الأسلحة النووية، وفقا لوكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء، مضيفا: "سنستخدم أسلحة نووية إذا تعرضنا لهجوم نووي أو عمل يهدد وجودنا حتى بدون استخدام أسلحة نووية ضدنا". وذكر مدفيديف أنه "تم سرد كل هذه الحالات في وثيقة خاصة بذلك، وهذا يدل على عزم الدولة على الدفاع عن سيادتها، ولكن مع ذلك، في المواقف الصعبة، تكون المفاوضات هي الطريقة الأفضل والأصح"، واصفا العلاقات بين روسيا والدول الغربية، بالأسوأ مما كانت عليه خلال الحرب الباردة، لافتا إلى أن الغرب يسعى لشن حرب اقتصادية ضد روسيا بدون قواعد. واجتمع بايدن مع نظيره البولندي أندريه دودا، بعد اجتماعات طارئة على مدى ثلاثة أيام مع الحلفاء في مجموعة السبع والمجلس الأوروبي وحلف شمال الأطلسي وزيارة القوات الأمريكية في بولندا، متعهدا باستعادة الديمقراطية في الداخل، وتوحيد الديمقراطيات في الخارج لمواجهة حكام مثل بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ. كما نقش معه كيفية تسليح أوكرانيا بطائرات حربية وغيرها من الضمانات الأمنية. وأعلن البيت الأبيض أن بايدن بحث مع وزيري خارجية ودفاع أوكرانيا بذل مزيد من الجهود لمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن أراضيها. وأضاف أن بايدن أطلع الوزيرين الأوكرانيين على جهود الولاياتالمتحدة الرامية لحشد دعم عالمي لحرب أوكرانيا ضد روسيا، كما ناقش الجانبان بذل مزيد من الجهود "لمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن أراضيها". ولفت البيت الأبيض إلى أن الجانبين بحثا أيضا الإجراءات التي تتخذها الولاياتالمتحدة من أجل محاسبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على العملية العسكرية بالتنسيق مع حلفائها وشركائها، بما في ذلك العقوبات الجديدة التي أعلنها بايدن في بروكسل يوم 24 الحالي. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أمس، إن بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن تعهدا بمواصلة الدعم لتلبية الاحتياجات الإنسانية والأمنية والاقتصادية لأوكرانيا، مع دخول العملية العسكرية الروسية في شهرها الثاني.، مضيفا أن تعهد بلينكن وأوستن جاء خلال اجتماعهما مع نظيريهما الأوكرانيين في العاصمة البولندية وارسو، على هامش جولة الرئيس الأمريكي بايدن في أوروبان مشيرا إلى أن الوزراء الأربعة ناقشوا نتيجة القمة الاستثنائية التي عقدها حلف شمال الأطلسي (الناتو) يوم 24 مارس الجاري في بروكسل، والتزام واشنطن "الراسخ" تجاه سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها في مواجهة العملية الروسية. وفيما بدا شهر ثان من العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا أمس، تستمر موسكو في استهداف البنية العسكرية لكييف وسط مقاومة أوكرانية، في حين يزيد الغرب من الضغوط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإجباره على التراجع. وقالت السلطات في كييف، إن القوات الروسية دخلت مدينة سلافيوتيتش القريبة من تشيرنوبل، فيما جددت السلطات حظر التجول في كييف من مساء السبت حتى صباح الاثنين. أما سكان مدينة أوديسا، فقد عززوا إجراءاتهم الدفاعية في ظل توقعات بقصف روسي وشيك. وتزامنا، قال حاكم ماريوبول، إن قتال شوارع يدور حالياً في وسط المدينة. ومن جهته، قال قائد القوات الأوكرانية في ماريوبول إن المدينة تحولت لأنقاض، وعدد القتلى وصل إلى 4000. من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية تدمير مستودع للذخيرة والأسلحة في منطقة جيتومير بصواريخ "كاليبر"، كما أعلنت إسقاط 3 مقاتلات أوكرانية، و6 مسيرات، وتدمير 117 منشأة عسكرية أوكرانية خلال يوم واحد. وشبه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الدمار في ماريوبول بما حدث في سوريا، مشيرا إلى أن روسيا لم تعاقب بعدما استولت على القرم. وقال الرئيس الأوكراني، أمس، إن القوات الروسية لا تسمح بدخول المساعدات لمدينة ماريوبول، مشيرا إلى أن موسكو لم تلتزم بالضمانات الأمنية التي تعهدت بها لنا. وأضاف زيلينسكي أنه يجب إصلاح المؤسسات الدولية بما فيها الأممالمتحدة، مشيرا إلى أن روسيا تتفاخر بأنها قادرة على تدميرنا بأسلحة دمار شامل. وطلب رئيس وزراء أوكرانيا دينيس شميهال، المساعدة الإنسانية من رؤساء بلديات المدن في مختلف أنحاء العالم، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وفي الوقت نفسه، ناشد الشركاء الدوليين بدعم إعادة إعمار أوكرانيا في المستقبل. وقال: "أتوجه بهذا الطلب ليس فقط إلى الحكومات الصديقة لنا ولكن أيضاً إلى رؤساء بلديات المدن الأوروبية وغيرها من المدن في مختلف أنحاء العالم". وتابع: "في الوقت الحالي، روسيا تدمر مدننا وبلداتنا كما فعل النازيون قبل 80 عاما". إلى ذلك، قال رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، أمس، إن احتمال استخدام روسيا للأسلحة النووية "حقيقي بشكل متزايد". وعبرت اليابان، الدولة الوحيدة التي تعرضت لهجوم بالأسلحة النووية، مراراً عن معارضتها للتسلح النووي. ولم يهدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مباشرة بشن هجوم نووي. لكنه حذر، عندما بدأ العملية العسكرية في أوكرانيا في 24 فبراير، من أن أي شخص يعرقل روسيا سيواجه "عواقب لم يواجهها في تاريخه"، وهو تصريح اعتبره بعض الزعماء تهديداً باستخدام أسلحة نووية.