تواجه إسرائيل عدوا بعد الهجمات الدامية الأخيرة التي أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنها، ما عزز المخاوف من تهديد أمني جديد للدولة العبرية. الأسبوع الماضي، شهدت إسرائيل ثلاث هجمات أسفرت عن مقتل 11 شخصا، تبنى التنظيم اثنتين منها. وتلقى التنظيم الذي تم إضعافه، آخر الضربات في فبراير المنصرم بعدما أعلنت واشنطن مقتل زعيمه أبو إبراهيم القرشي خلال عملية إنزال جوي نفذّتها وحدة كوماندوس أميركية في شمالي غرب سورية. وقتل الأسبوع الماضي عنصرا شرطة هما شرطية تحمل الجنسيتين الفرنسية والإسرائيلية وشرطي درزي وكلاهما في عمر 19 عاما، في هجوم وقع في مدينة الخضيرة (شمال) يتحدر منفذاه من مدينة أم الفحم العربية داخل إسرائيل. وانتابت الصدمة رئيس بلدية المدينة سمير محاميد الذي يقول إنه "تفاجأ بوجود داعش" رغم أن سكان المدينة معروفون بتدينهم. ويعترف محاميد بانتشار الأسلحة في المدينة لكنه يوضح أن ذلك ليس حكرا عليها بل هي مثل باقي معظم المدن سواء في إسرائيل أو في الضفة الغربيةالمحتلة، ويعتبر أن ذلك مرده إلى الجريمة المنظمة محذرا من أن "هذه الأسلحة ستوجه في المستقبل نحو مكان آخر". في أعقاب هجوم الخضيرة، دهمت الشرطة الإسرائيلية منزل أحد المنفذين حيث عثرت على مواد تتعلق بتنظيم داعش. وقال مصدر أمني لوكالة فرانس برس: إن أحد المهاجمين الاثنين سبق أن اعتقل في العام 2015 قبل سفره إلى سورية. ووصل عدد قليل من المعزين إلى خيمة العزاء التي نصبت خارج منزل أحدهم، مكثوا لفترة وجيزة فقط وبدا عليهم الانزعاج من ارتباط المهاجمين بتنظيم الدولة الإسلامية. "عامل التقليد" سبق إطلاق النار في الخضيرة، هجوم منفصل في مدينة بئر السبع قتل خلاله أربعة أشخاص على يد مواطن عربي بدوي إسرائيلي من بلدة حورة في صحراء النقب الذي هاجمهم دهسا وطعنا. وكان منفذ الهجوم ويدعى محمد أبو القيعان وهو معلم مدرسة قد اعتقل سابقا على إثر محاولته الانضمام إلى داعش في سورية. أما ثالث تلك الهجمات فوقع الثلاثاء في ضاحية بني براك قرب تل أبيب حيث قتل خمسة أشخاص بينهم ضابط شرطة عربي ومواطنان أوكرانيان برصاص مسلح فلسطيني من الضفة الغربية. وأعاد الهجوم الذي لم تتبنه أي جهة إلى الأذهان هجمات التنظيم المتطرف لتطابقه معها من حيث الاختيار العشوائي للقتلى. وتأتي الهجمات مع اقتراب حلول شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي الذي سيتزامن معه. وأعلنت الدولة العبرية رفع حالة التأهب وخصوصا أنه في مايو 2021 الذي صادف شهر رمضان أيضا، اندلعت مواجهات بين محتجين فلسطينيين وإسرائيل على خلفية محاولة إخلاء عائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح في القدسالشرقيةالمحتلة. وأفضت تلك المواجهات إلى تصعيد دام مع حركة حماس في قطاع غزة استمر 11 يوما وأدى إلى مقتل 260 فلسطينيا بينهم 66 طفلا في قطاع غزة، و13 شخصا بينهم طفل وفتاة وجندي في الجانب الإسرائيلي. ويرى محللون أنه رغم تنفيذ تلك الهجمات إلا أنها ليست دليلا على تصاعد تهديد تنظيم داعش، لكنها قد تكون مشجعة الآخرين ودفعهم إلى الإقدام على تنفيذ هجمات مماثلة. ويقول هيو لوفات من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية "هناك عامل التقليد". ويضيف، "مع تزايد عدد الهجمات سيكون هناك زيادة في عدد الفلسطينيين المستعدين للتصعيد كنوع من تفريغ غضبهم". "قدرة على التخطيط" يحذر مؤسس شركة "جهاد أنالتكس" داميان فيري من أن تنظيم داعش "لا تزال لديه القدرة على ضرب إسرائيل". وتتخصص "جهاد أنالتكس" في الجهاد العالمي والإلكتروني والاستخبارات والبيانات مفتوحة المصدر بحسب ما تقول عبر موقعها الإلكتروني. ويرى مؤسسها أنه رغم كون الجماعة تعمل الآن عبر خلايا موجودة في سورية والعراق فقط إلا أنها "تحتفظ بالقدرة على التخطيط أو التشجيع على الهجمات". ويتوقع فيري أن يبقي التنظيم "إسرائيل تحت الرصد وإن لم تكن هدفا ذا أولوية وهذه قصة نجاح للزعيم الجديد" أبو حسن القرشي. أما يورام شفايتسر من المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب فلا يرى أن "هذه الخلية تعني أن هناك تنظيما لداعش في إسرائيل". في السنوات الأخيرة، سعت حركة حماس الإسلامية التي تحكم قطاع غزة ألا يكون هناك موطئ قدم للتنظيم المتطرف في القطاع. ورغم ذلك، أشادت الحركة بالهجمات الأخيرة داخل إسرائيل، ويرى مصدر أمني إسرائيل فضل عدم الكشف عن هويته أن "حماس لا تريد حربا الآن، لكنها ترغب بالحفاظ على النزاع مع إسرائيل قائما". واحتلت إسرائيل الضفة الغربية بما فيها القدسالشرقية في العام 1967. والخميس قتل فلسطينيان خلال اشتباكات مع الجيش الاسرائيلي شمالي الضفة الغربيةالمحتلة، بينما قتل فلسطيني آخر بعدما طعن مدنيا إسرائيليا على متن حافلة في حادثة منفصلة جنوب بيت لحم.