دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم السبت إلى إجراء محادثات سلام شاملة مع موسكو لوقف غزوها لبلاده، وحث سويسرا على اتخاذ إجراءات صارمة ضد أصحاب المليارات المقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذين قال إنهم يساعدون بأموالهم في الحرب على أوكرانيا. في غضون ذلك، حذرت المخابرات البريطانية من أن روسيا، المحبطة من عدم تحقيق أهدافها منذ شنها الغزو في 24 فبراير شباط، تتبع الآن استراتيجية استنزاف ربما تؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية. ومنذ الهجوم الذي شنته موسكو بقرار من بوتين، منيت القوات الروسية بخسائر فادحة وتوقف تقدمها إلى حد بعيد كما توقفت طوابير طويلة من القوات عند ضواحي العاصمة كييف بعد أن هاجمت المدينة. ومع ذلك فرضت القوات الروسية حصارا على عدة مدن، وأحالت مناطق حضرية إلى أنقاض، وكثفت في الأيام القليلة الماضية هجماتها الصاروخية على أهداف متفرقة في غرب أوكرانيا بعيدا عن ساحات القتال الرئيسية. وقال زيلينسكي، الذي يواصل توجيه نداءات حماسية متكررة إلى الجماهير الأجنبية لمساعدة بلاده، في احتجاج مناهض للحرب في برن إن البنوك السويسرية "هي المكان الذي يضم أموال الأشخاص الذين أطلقوا العنان لهذه الحرب... (ويجب) تجميد حساباتهم". وأضاف في رسالة صوتية إن المدن الأوكرانية يتم تدميرها "بأمر من الناس الذين يعيشون في أوروبا في البلدات السويسرية الجميلة... الذين يستمتعون بالممتلكات في مدنكم. سيكون من الجيد حقا تجريدهم من هذا الامتياز". وفي وقت سابق اليوم، قال زيلينسكي "أريد أن يسمعني الجميع الآن وخاصة في موسكو. حان وقت الاجتماع وحان وقت الحديث... لقد حان الوقت لاستعادة وحدة أراضي أوكرانيا واسترجاع العدالة. وإلا، فإن خسائر روسيا ستكون من الشدة بدرجة ستجعل التعافي منها يستغرق أجيالا". وقال ميك سميث الملحق الدفاعي البريطاني لدى الولاياتالمتحدة إن المخابرات البريطانية تعتقد أن روسيا فوجئت بالمقاومة الأوكرانية لهجومها، ولم تحقق حتى الآن أهدافها الأصلية. وأضاف في بيان "أُجبرت روسيا على تغيير نهج عملياتها وتتبع الآن استراتيجية استنزاف" من المحتمل أن تتضمن "الاستخدام العشوائي لقوة إطلاق النار مما سيؤدي إلى زيادة الخسائر في صفوف المدنيين". وقال بوتين، الذي يسمى الغزو "عملية خاصة" لنزع سلاح أوكرانيا وتطهيرها من "النازيين"، أمام حشد في موسكو أمس الجمعة إن جميع أهداف الكرملين سيتم تحقيقها. وقالت وزارة الدفاع الروسية اليوم السبت إنها دمرت مستودعا كبيرا تحت الأرض للصواريخ وذخائر الطائرات في منطقة إيفانو فرانكيفسك في غرب البلاد باستخدام صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت، والتي يمكنها أن تتجه إلى الأهداف المحددة لها بخمسة أمثال سرعة الصوت أو أكثر. وذكرت وكالة إنترفاكس للأنباء أن هذه هي المرة الأولى التي تستخدم فها روسيا هذه الصواريخ في أوكرانيا. وأكد متحدث باسم قيادة القوات الجوية الأوكرانية الهجوم لكنه قال إن الجانب الأوكراني ليس لديه معلومات عن نوع الصواريخ المستخدمة. غير أن وزارة الدفاع الأوكرانية قالت، في منشور على فيسبوك تضمن أحدث التطورات "وضع العمليات لم يشهد تغييرات كبيرة". وأضافت أن القوات تركز جهودها حول المدن ذات الأهمية الاستراتيجية مثل كييف وتشرنيهيف وخاركيف وماريوبول وميكولايف، مشيرة إلى أن "القوات الروسية لا تزال تُمنى بخسائر فادحة". وذكرت القيادة العسكرية الأوكرانية المسؤولة عن القوات في منطقتين انفصاليتين بشرق أوكرانيا إنها صدت عشر هجمات اليوم ودمرت 28 دبابة وناقلة جنود مدرعة وغيرها من المركبات، وقتلت ما يزيد على 100 جندي. ولم يتسن لرويترز التأكد من ذلك بشكل مستقل. وقال مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة اليوم السبت إن 847 مدنيا على الأقل قتلوا وأصيب 1399 في أوكرانيا حتى يوم أمس الجمعة. وقال مكتب المدعي العام الأوكراني اليوم إن 112 طفلا قتلوا منذ بدء الغزو. وتنفي روسيا استهداف المدنيين. وقالت سلطات كييف اليوم السبت إن 228 شخصا قُتلوا في العاصمة منذ بدء الغزو الروسي بينهم أربعة أطفال. وقالت إدارة مدينة كييف في بيان إن 912 شخصا آخرين أصيبوا. ولم يتسن لرويترز التأكد من عدد الضحايا من مصدر مستقل. * 'يجب أن يعرف الكل كيف يقاتل' انضم عامة الأوكرانيين إلى الجهود المبذولة للدفاع عن بلدهم. وفي مركز تدريب بمدينة أوديسا الجنوبية، راح شباب من أصحاب التخصصات المهنية المختلفة يتعلمون كيفية استخدام الأسلحة والإسعافات الأولية لعلاج المصابين في ساحات القتال. وقالت مصممة الجرافيك أولجا موروز البالغة من العمر 26 عاما "يجب أن يعرف الكل كيف يقاتل وكيف يعالج ويساعد الأقارب والآخرين". وفر عبر حدود أوكرانيا الغربية أكثر من 3.3 مليون لاجئ في حين نزح مليونان آخران في داخل البلاد. وقالت إيرينا فيريشتشوك نائبة رئيس وزراء أوكرانيا اليوم السبت إن بلادها أجلت 190 ألفا من المدنيين من مناطق خطوط المواجهة عبر ممرات إنسانية منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا. وقالت أولجا بافلوفسكا، وهي لاجئة تبلغ من العمر 28 عاما في بلدة بشامشله البولندية، "سأذهب (إلى ألمانيا) لثلاثة أسابيع، لكنني آمل في أن أتمكن من العودة إلى أرض الوطن بعد ذلك". وعبرت عن أملها أيضا في أن تُفضي دعوات زيلينسكي لإجراء محادثات سلام شاملة إلى إنهاء الغزو. ويخضع مئات الآلاف للحصار في مدينة ماريوبول الساحلية منذ أكثر من أسبوعين محرومين من إمدادات الكهرباء والمياه والتدفئة. وصارت الجثث المغطاة التي لم يرفعها أحد من بين الأنقاض مشهدا معتادا. وقال المسؤولون المحليون إن القتال وصل إلى وسط المدينة وإن القصف العنيف يمنع دخول المساعدات الإنسانية. وقال حاكم منطقة خاركيف أوليه سينيهوبوف إن حوالي 600 مبنى سكني في مدينة خاركيف بشرق أوكرانيا تعرضت للتدمير منذ بداية الغزو الروسي ولم تعد صالحة للسكن. ولا يزال عمال الإنقاذ يبحثون عن ناجين تحت أنقاض مسرح تقول السلطات المحلية إن الضربات الجوية الروسية دمرته تماما يوم الأربعاء. وتنفي روسيا قصف المسرح. ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قوله إن موسكو تتوقع أن تنتهي عمليتها في أوكرانيا بتوقيع اتفاق شامل بشأن القضايا الأمنية بما يشمل الوضع المحايد لأوكرانيا. وأشارت روسياوأوكرانيا إلى حدوث قدر من التقدم الأسبوع الماضي في المحادثات الرامية لإيجاد صيغة سياسية تضمن لأوكرانيا حماية أمنية خارج حلف شمال الأطلسي. ويتهم كل طرف الآخر بالتلكؤ في المحادثات. ولم تندد الصين بالغزو الروسي رغم أنها عبرت عن قلقها من الحرب. وقال نائب وزير الخارجية لي يو تشينغ إن عقوبات الغرب لروسيا صارت "شائنة" بشكل متزايد.