كنوز اليمامة سلسلة تصدر عن مؤسسة اليمامة الصحفية، وقد صدر كنزها الثامن تحت وسم مأثورات شعبية وتتضمن ما نشر في الرياض الأسبوعي قبل ما يقرب من حوالي 40 سنة في صفحة مأثورات شعبية ومن ضمن ما نشر فيها وتحديداً بتاريخ 12/5/1403ه 25 فبراير 1983م موضع تحت عنوان دغيم الظلماوي كتبه: الدكتور سعد الصويان حيث قال: دغيم الظلماوي من الشلقان من الزميل من سنجاره من شعر عاش في فترة حكم المرحوم محمد العبدالله الرشيد ومن أشهر قصائده قصيدته التي مطلعها: يا كليب شب النار يا كليب شبه عليك شنبه والحطب لك يجابي وقد نشرت هذه القصيدة في 96 من الأزهار النادية من أشعار البادية الذي جمعه محمد سعيد كمال ونشرته مكتبة المعارف بالطائف، كما نشر القصيدة مطلق محمد البادي البراق العتيبي في ديوانه الأنوار الهادية من أشعار البادية. الطبعة الرابعة من 98، ونشر القصيدة مصحوبة بشرح وترجمة إنجليزية السواس موزيل Alois Musl( ص 167 - من كتابه عن الرولة وعنوانه Manners and customs of the Rwala Betouris ونشرت ترجمة إنجليزية للقصيدة في ص 30 من كتاب، حرب الصحراء، War in the Desert الذي ألفه جلوب باشا Sir John Bagot Glubb ونشرت ترجمة إنجليزية أخرى للقصيدة نشرها كلنتون بني في مقالة له بعنوان Narrative context of the Bedouin Qasidah Per التي ظهرت في ص 70 من المجلد الثالث من مجلة دراسات مركز البحوث الفلكلورية في إسرائيل. وهذا يعكس مدى رواج القصيدة وانتشارها الواسع والقصيدة جزلة وجيدة السمك يفتخر فيها دغيم أنه شخص يكرم الضيوف ويرحب بهم، وكان عنده خادم اسمه كليب مهمته الوحيدة هي إعداد القهوة وتقديمها للضيوف، ونحن لن ننشر القصيدة هنا لأنها منشورة في المصادر التي أشرنا إليها سلفاً، ولكن نحب أن نشير إلى أن هذه القصيدة أثارت حفيظة محمد العبدالله الرشيد، فأوحى إلى بعض شعرائه أن يردوا عليه، فرد عليه علي القباني بقصيدته التي مطلعها: يا على شعب الناريا على شبه ليامال في مشعرفات الهضاب وهذه القصيدة نشرت في ص 99 من ديوان ابن بادي وفي ص 97 من الجزء الثالث من الأزهار النادية بل يقال إن ابن رشيد بعث منادياً إلى الظلماوي وطلب منهم أن ينزلوا به في منتصف الليل ليختبر مدى كرمه فإن كان كرمه على ما ذكر في قصيدته فلابد أن تكون ناره مشتعلة في ذلك الوقت ودلال القهوة في قصيدته والقهوة جاهزة، وفعلا وجد المناديب أن كليباً خادم الظلماوي كان على أهبة الاستعداد حينما حلوا ضيوفاً عليه بعد منتصف الليل وحينما علم دغيم الظلماوي أن ابن رشيد كان مستاء من قصيدته في كليب ذهب للسلام عليه في حايل وألّف هذه القصيدة يعتذر منه فيها عن القصيدة السابقة: مد رهن لولاك ما قلت باكليب ولا قلت شب النار صر موقد له (1) بالسك بالناريز يا عنصر الطيب ياعنبر من داومه ما يمله يابو اليتامي والعرج والمحاديب وأبو لمن صار العصا ثالث له ليلجا يتعكز فوق عدل المذاريب من صكته دنياه صرت والد له تكفي محاليب وتملى محاليب وكبد تيبسها وكبد تبله من كل صوب يتحرونك مراكيب ماهو غلا يا بالضيغمي معه المرجله بير طويل المجاذيب تسعين بوع طولها كان قله (2) حزته ونشته يا نحاز الاجانب حشت المراجل كل دقه وجله برق بنفسك يا قيل العذاريب لو تستحي ما تجمع الطب كله وأثناء إلقاء القصيدة دخل إلى المجلس عبدالعزيز المتعب الرشيد فلحق دغيم هذين البيتين بالقصيدة: وعبدالعزيز ان راس حصن الأطليب إن تلت المسمار بلقفزتله ما كنه الا من زمول المزيريب ان جانها رغش الزمل عله وفي إحدى المرات وفد دغيم الظلماوي على محمد العبدالله الرشيد في أيام العيد فوزع خدم الأمير كسوة العيد على الوفود عدا دغيم فإنه لم يحصل على كسوة، وكان من الشيمة وعزة الناس، بحيث لم يطلب كسوة، ولما ذهب للسلام على ابن رشيد في يوم العيد لاحظ ابن رشيد أن جميع من حضر السلام كان مكتسياً بكساء جديد عدا دغيم الظلماوي فسأله عن السبب فأجاب دغيم بهذه القصيدة: الله من الماهود قِسّم ضحى العيد كَمْخات شامٍ تقل نوّار وادي من كيس معطي ليّنات المِقاويد أدنى عطايا طير شلوى جواد قِسّم وانا عنهم تِقِل من ورا الحيد تِقَنْطَرَتْ بي يوم نادى المنادي ياطير شلوى مِقْتِفِينا حواصيد لا خير في عمرٍ وراه الحصادي ان عاش راسك كل يومٍ لنا عيد الله خلق كَفِّك لمالك نِفادي يامْعَزّل الصابور ياعين عِرْبيد ياكوكبٍ وان كَبِّه الوِرْد زاد ما لك حَلِيٍّ كود عنتر وابا زيد وابن الوليد وحاتمٍ والمهادي الهوامش (1) أي مد يدك لأراهنك وأقسم لك أنه لولا ما عمني من كرمه وعليه لما كانت لي القدرة على إكرام الضيوف فأنت منحتني من الهبات ما أغناني ووفر في إمكانات الكرم (2) كان لله كان قلت، والتاء الأخيرة في لغة شمر عادة تقلب باء أو هاء. نشر بتاريخ 12/5/1403ه 25 فبراير1983م الصويان