المواطن أولاً الرهان على المورد البشري الوطني خيار أكدته القيادة السياسية في المملكة العربية السعودية منذ زمن بعيد، حيث تكرس الحكومة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين كل جهدها من أجل المواطن باعتباره رأس المال الحقيقي وحجر الزاوية في عملية التنمية والبناء ورسم ملامح المستقبل وفق قدراتنا المحلية وكفاءاتنا الوطنية والخبرات المتمكنة. ومن هذا المنطلق جاء الاهتمام بالمورد البشري تدريباً وتأهيلاً وإعداداً، فضلاً عن التركيز على التعليم النوعي والمتخصص وكذلك التدريب التقني والمهني، وتعدد وتنوع فرص ومجالات التعليم لكل أبناء وبنات الوطن سواء في المعاهد أو الكليات أو الجامعات السعودية أو الخارجية وذلك من أجل اللحاق بركب التنمية والمشاركة في بناء الوطن والاستفادة من كافة السواعد للنهوض بالمملكة وتحقيق تطلعها لتحتل موقعها ضمن مصاف الدول المتقدمة، من خلال تأهيل الشباب والشابات وتزويدهم بالمعارف والتقنية الحديثة وتسليحهم بالعلم العصري لمواكبة خطوات التطور والنماء التي تشهدها بلادنا وكذلك مسايرة عجلة التقدم العالمية التي لا تنتظر متقاعساً أو كسولاً. وتوالت خطوات حكومتنا الرشيدة – أيدها الله – في هذا المضمار، وقدمت البرامج والمبادرات والخطط التي تسهم في تطوير القدرات الوطنية، وتأهيل الكوادر وتدريبها وإعداد الكفاءات المتميزة، واستكمالاً لجهود الدولة في تنمية الموارد البشرية أطلق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس لجنة برنامج تنمية القدرات البشرية يوم الاثنين 4 شعبان 1443ه استراتيجية برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، وهي تمثل ومضة علمية ساطعة على طريق المجتمع المعلوماتي واقتصاد المعرفة، ولا شك أن هذه الاستراتيجية ستسهم في تعزيز تنافسية المواطنين من خلال رفع كفاءة المورد البشري في القطاعات الحديثة والواعدة، كما أنها تعمل على إعداد الشباب والشابات للتحديات المستقبلية في إطار تحقيق مستهدفات رؤية 2030. وتكمن عبقرية هذه الاستراتيجية في حرصها وتركيزها على توعية وإعداد المبتعثين وفق خطط مدروسة وهادفة، وكذلك تطوير مسارات وبرامج الابتعاث من أجل تعزيز التنافسية محلياً ودولياً، بالإضافة إلى المتابعة والرعاية اللاحقة للمبتعثين بالتوجيه والإرشاد وتطوير الخدمات المقدمة إليهم. كما تتضمن استراتيجية برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث أربعة مسارات يتم العمل على تحقيقها لضمان الوصول إلى المستوى المأمول لهذه الاستراتيجية ومنها مسار (الرواد) ومسار (البحث والتطوير) ومسار (إمداد) ومسار( واعد) وكل منها يستهدف شريحة وفئة ومستوى محدداً ويهدف إلى ابتعاث الطلاب والطالبات حسب التصنيفات والمؤسسات التعليمية العالمية المرموقة المبتعثين إليها، وكذلك وفق المخرجات المطلوبة في سوق العمل المحلي والكفاءات المأمول تدفقها في الداخل، وكل ذلك يصب في مصلحة إعداد كوادرنا الوطنية وكفاءاتنا المحلية التي على أيديها تتحقق مستهدفات الرؤية 2030 ويتم رسم مستقبل المملكة بما يناسب مكانتها الاقتصادية والمالية والسياسية وتأثيرها العالمي. كما تجسد هذه الاستراتيجية حرص القيادة الدائم على مصلحة المواطن والوطن، والعناية بالإنسان وجعله على رأس الأولويات، تعليماً وتأهيلاً وتوظيفاً، وتوفر له كافة الخدمات ليعيش معززاً مكرماً في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين - حفظهما الله -.