روى ناجون من سجون الحوثي حجم التعذيب الذي تعرضوا له داخل زنزانات الجحيم، جاء ذلك خلال ندوة أدارها الباحث في مجال الإرهاب والمؤرخ في الشرق الأوسط أدريان كالاميل، ونظمها الائتلاف اليمني للنساء المستقلات بالشراكة مع المنظمات الأوروبية المتحالفة من أجل السلام في اليمن في العاصمة السويسرية جنيف. وكشف الناشط الإعلامي الناجي من سجون ميليشيا الحوثي الإرهابية حمزة الجبيحي عن حجم التعذيب الذي تعرض له طوال الخمس السنوات التي قضاها متنقلا بين أكثر من سجن. وأضاف بأن ميليشيات الحوثي مارست في حقه كافة أنواع التعذيب الجسدي والنفسي من خلال التعليق في الهواء لمدة طويلة والضرب بالأسلاك الكهربائية، وأكد الجبيحي في شهادته على جرائم التعذيب التي تعرض لها بقوله عانيت مرارة خمس سنوات وشهر وأنا مثال واحد فقط لغيري من المئات بل الآلاف الذين ذاقوا ويلات التعذيب وبالذات نشطاء الرأي. وقال الجبيحي إن كل من ينتقد جرائم الحوثيين ضد الشعب اليمني فهو عدو لهم، ومشيراً لما يتعرض له معتقلو سجون الحوثي من انزلاق في العمود الفقري وشلل نصفي بسبب التعليق في الهواء والصعق الكهربائي والضرب بالآلات الحادة كالسكاكين والخناجر واللكم واللطم، وممارسة التعذيب النفسي للاعتراف بأشياء لم ترتكب. وعن حجم التعذيب النفسي الذي مارسته ميليشيات الحوثي معه قال الجبيحي: جاء لي أحد السجانين ذات مره وأخبرني أن زوجتي وأولادي والدي ووالدتي أصيبوا في حادث مروري، وأوضح حمزة الجبيحي أن رئيس لجنة الأسرى الحوثية عبدالقادر المرتضي ونائبة مراد قاسم يشرفون على التعذيب المباشر للأسرى، متسائلا؛ كيف يكون مسؤول ملف الأسرى ويتفاوض في قضية إنسانية وهو من يقوم بالتعذيب. وكشف الجبيحي عن حدوث حالات وفاة للمعتقلين في سجون الحوثي بسبب التعذيب والإهمال الطبي، واستنكر حمزة الجبيحي الصمت الدولي عن جرائم جماعة الحوثي التي ترتكبها داخل السجون، مشدداً على ضرورة إدراجها في قوائم الإرهاب العالمي، وذكر الجبيحي في حديثه عن التعذيب النفسي كانوا يأتوا لنا بكتب الحوثي ويطلبوا منا أن نقرأها، ويطلبون منا في نهاية الأسبوع أن نقول لهم ملخصا عما قرأناه. وأشار الجبيحي أيضاً إلى استيلاء الحوثيين على أموال الأسرى، حيث يتم خصم 10 % لجميع الحوالات الواردة للمساجين، كما أنه يتم الاحتفاظ بكامل الأموال ولا يتم إخبار السجناء بها إلا بعد 12 يوما وذلك لاستخدامها في غسيل الأموال واستخدامها في عملياتهم الإرهابية، وأضاف الجبيحي أن الحوثي عدو المجتمع فقد اعتقلوا الطبيب والمحامي والممرض والأكاديمي والأُمي وجميع شرائح المجتمع، ولفت الجبيحي إلى أن الحوثي لا يؤمن بالإنسانية والتعايش والسلم والشراكة لأنهم يعتقدون أن لديهم الحق الإلهي بالعيش، وأنهم هم السادة وغيرهم العبيد. بدوره أكد رئيس الرابطة الإنسانية للحقوق فيصل القيفي بأن المدافعين عن حقوق الإنسان يتعرضون للقمع في اليمن من ميليشيا الحوثي، وأنها تمثل خطرا جسيما عليهم. وأرجع القيفي قمع الحوثي لأصوات المدافعين عن حقوق الإنسان إلى خوف الميليشيا من الصوت الحر المعبر عن الحقيقة والمطالب للحقوق والرافض لممارسات الإرهابية، كما كشف القيفي عن دعم الميليشيا لمنظمات تعمل على تضليل الرأي العام وتغطية الانتهاكات التي تقوم بها. ونقل القيفي عن تقارير حقوقية قيام ميليشيات الحوثي بارتكاب أكثر من مئه ألف انتهاك في حق الإعلاميين والحقوقيين والأكاديميين وقادة الرأي، حيث تنوعت الانتهاكات ما بين القتل والتصفية الجسدية والتعذيب حتى الموت، والاعتقال التعسفي والاخفاء القسري، وأكد بأن الميليشيا الإرهابية أصدرت أحكاماً جائرة من ضمنها حكم بالإعدام على 4 صحفيين، وأغلقت العديد من الوكالات الإعلامية والمنظمات الحقوقية، واعتبر فيصل القيفي ممارسات ميليشيات الحوثي متنافية مع كل القيم الإنسانية والمبادئ العامة لحقوق الإنسان التي تم التوقيع عليها من الجمهورية اليمنية ومخالفا لاتفاقية مناهضة التعذيب. وطالب بوقف جميع حملات الاعتقال والاختطاف والاخفاء القسري والتضييق على المدافعين عن حقوق الإنسان بشكل فوري وعاجل والكشف عن كل السجون والمعتقلات السرية لدى ميليشيا الحوثي الإرهابية، وشدد على ضرورة الالتزام بمبادئ القانون الدولي والإنساني وبالاتفاقيات الموقعة والمصادقة عليها اليمن، ودعا إلى فتح أماكن الاعتقال والسجون أمام منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان للتمكن من الاطلاع على أوضاع المحتجزين والمعتقلين والاطمئنان على عدم تعرضهم للتعذيب والمعاملة القاسية واللاإنسانية. من جانبه اعتبر أمين عام التكتل الدولي للدفاع عن الحقوق والحريات اليمني مجدي الأكوع التعذيب والإخفاء القسري أبرز أداوت ميليشيات الحوثي لإخضاع المجتمع وترهيبه، وأكد الأكوع أن ميليشيات الحوثي تنشر الرعب كسياسة لنشر أيديولوجيتهم بالقوة والإكراه وإسكات أي صوت آخر مناهض أو مختلف معها في الرأي. وعبر أمين عام التكتل الدولي للدفاع عن الحقوق والحريات عن أسفه نتيجة الصمت الدولي على ممارسات هذه الميليشيا التي قال إنها تمادت في إرهابها للمواطنين والإعلاميين والأكاديميين ورجال الدين. وأضاف الأكوع: أن المتضرر الأكبر من المختطفين هم النساء، حيث أجبرن على الاعتراف بأنهن من ضمن شبكات دعارة لصالح خصومهم، وهذه تهمة تدمر حياة ومستقبل المرأة في اليمن وتنعكس على أقربائها بشكل عام، وشدد على أنه هذه الجماعة إرهابية، وعلى المجتمع الدولي التحرك ضد هذه الميليشيا الإجرامية الإرهابية.