طالب إعلاميون حقوقيون ومختطفون سابقون أمس (الجمعة) المجتمع الدولي بالضغط على الحوثي للإفراج عن الصحفيين المعتقلين وإلغاء أحكام الإعدام الجائرة بحقهم، وتفعيل قانون الصحافة وتجريم ما يتم تناوله في وسائل الإعلام الحوثية من خطابات الكراهية والعنف والإرهاب والتعبئة الفكرية التي ترسخ للطائفية. وطالب الإعلاميون في ندوة أقيمت في النادي الصحفي السويسري بجنيف على هامش الدورة ال47 لحقوق الإنسان بمقاضاة وسائل الإعلام المحلية والإقليمية التي تتبنى سياسة المليشيا العدائية وتروج لها، ومنح الصحفيين المعتقلين كافة الحقوق المدنية المكفولة وتوفير الدعم والحملات الإعلامية الواسعة لضمان حصول المدنيين على المعلومة من دون تشويه أو تضليل في ظل حملات التشويه التي تقوم بها المليشيا، وتنظيم دورات تدريبية للصحفيين والإعلاميين اليمنيين والنشطاء الحقوقيين الذين تم إقصاؤهم وإعادة تأهيلهم وتفعيل دورهم المجتمعي للتصدي لحملات المليشيا الإعلامية المضللة. وقال عضو نقابة الصحفيين اليمنيين نبيل الأسيدي أثناء افتتاح الندوة: «ما يحدث الآن كارثة حقيقية للصحفيين، فقوائم الضحايا تزداد يوما بعد يوم، وقتلة الصحفيين خارج السجون يمارسون هوايتهم الحقيقية في قتل الشهود»، مؤكداً أن العديد من الصحفيين فقدوا وظائفهم والآخرين لم يستلموا رواتبهم منذ 5 سنوات. فيما أوضح الصحفي الناشط الحقوقي بلال الشرعبي أن خطاب الكراهية والتخوين في إعلام المليشيا موحد، وهدفه تمزيق المجتمع ونشر الطائفية، مؤكداً أن المليشيا تتعامل مع الصحفي والكاميرا على أنهما عدو وسلاح فتاك، ولذا تعمل على ترهيب الصحفيين والسطو على وسائل الإعلام المختلفة. وأشار إلى أن المليشيا وظفت إعلاميين غير مؤهلين لتنفيذ سياستها التخريبية المدمرة التي تصل إلى إجبار مختلف شرائح المجتمع على سماع وسائلهم فقط وتحريم الوسائل الأخرى. بدوره، عرض الصحفي المختطف السابق هشام طرموم جملة من الانتهاكات التي تعرض لها في سجون المليشيا طوال سنوات الاختطاف قائلاً: «في غرف التحقيقات يتم التعذيب بشكل جنوني، وضربنا على الرقبة والبطن، ورشنا بالمياه الباردة في أشد البرد»، مضيفاً: «لقد خرجت وأنا أعاني من أمراض ولا تزال آثار السجن مصاحبة لنا حتى اللحظة». وزاد زميله المختطف هشام اليوسفي: «لم تكتف مليشيا الحوثي باختطافنا بل انتقلت إلى جريمة الإخفاء القسري، وحرماننا من مقابلة أسرنا التي كانت تأتي من محافظات بعيدة جداً بهدف اللقاء بنا». في حين قال الصحفي المختطف حسن عناب: «الحوثية باختصار جماعه تعلن للإعلام غير ما تمارس في المجتمع، وهي تحرص كل الحرص على أن لا يعلم العالم بما تقوم به من انتهاكات»، مضيفاً: «كان قطع الماء وضربنا وركلنا أكبر تعذيب. لقد كانوا يأتون إلينا متوحشين. وفي إحدى المرات وجدوا معي قلما فأخذوني إلى التحقيق واستمروا بضربي 7 ساعات في ظهري ثم وضعوني في زنزانة تدعى الضغاطة، ومنعوا عني الأدوية، وكانوا يرمون لي القليل من الطعام». فيما تحدث الصحفي عصاب بالغيث عن شهاداته في السجن قائلاً: «كان أكثر سؤال يوجه إلينا: ما هي مصادر معلوماتكم؟ وتم وضعنا في مخازن للسلاح وإرهابنا نفسيا من أجل أن يحصلوا على مصادر المعلومات والدعم كما يدعون أننا نتلقاها»، مضيفاً: «وجدنا الكثير من السجناء تم تعذيبهم لدرجة بتر القدم، والكثير منهم حاولوا الانتحار تعبيرا عن الحالة النفسية السيئة التي كانوا يمرون بها»، كاشفاً عن وجود حالات جنون كثيرة في السجن بسبب الحالة النفسية التي يمر بها المساجين. وتحدث الصحفي والمعتقل السابق في سجون الحوثي هيثم ثابت عن طبيعة المحاكمات قائلاً: «القاضي محمد مفلح كان يقول لنا أنتم أعداء الله، اذهبوا إلى القتال وكفروا عن ذنبكم»، مضيفاً: «القضاء الحوثي بعيد كل البعد عن القوانين والأحكام الدستورية، حيث كان يوجه لنا تهم نقل الأخبار». وأشار إلى أن زملاءه المحكومين بالإعدام أخفوا عن ذويهم ويعيشون في زنزانة يتواجد فيها 120 شخصا. وهناك كاميرات وأجهزة تنصت تسمع ما يقولون، وسماعات تزعجهم بالمحاضرات الطائفية الحوثية. وفي ختام الندوة قالت بشرى الجبيحي (الناشطة شقيقة المعتقل حمزة الجبيحي): «لا يزال العديد من الصحفيين بينهم أخي رهن الاعتقال في سجون الحوثي حتى اللحظة»، مضيفة: «لقد أصدر الحوثي حكماً بالإعدام على والدي الصحفي والسياسي يحيى الجُبيحي و4 صحفيين في عملية ممنهجة لإرهابنا وإلزامنا الصمت وعدم إثارة قضاياهم دولياً وإعلامياً، ووصل الأمر إلى تهديد العديد ممن هاجروا إلى خارج اليمن». وأشارت إلى أن شقيقها تجاوز السنوات الخمس في السجن رغم الحكم ببراءته، وأصبح يواجه أزمة نفسية جراء ما يتعرض له من ضغوطات، مطالبة بضرورة التعامل مع ملف الأسرى بصورة إنسانية بعيداً عن الجوانب السياسية.