نفذت الميليشيا الانقلابية في اليمن حملة واسعة من الاعتقالات التعسفية والإخفاء القسري الذي طال المئات من المدنيين في عموم المناطق والمدن اليمنية التي تسيطر عليها في انتهاك جسيم لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي. وتتواصل حملة الاعتقالات الواسعة التى تنفذها الميليشيا الانقلابية في الوقت الذي يعاني فيه العشرات من المعتقلين لدى هذه الميليشيا للتعذيب والتنكيل ولأسوأ الممارسات القمعية في المعتقل وبما يتنافى مع القانون الإنساني الدولي وحقوق المواطنين. منظمات حقوقية طالبت في بيانات وتقارير اطلقتها مؤخراً الميليشيا الانقلابية الكف عن انتهاك القانون الدولي الإنساني وسرعة إطلاق سراح جميع المعتقلين تعسفياً والكشف عن مصير المختفين قسرياً لديها دون أي تأخير قد يضاعف المخاطر التي تهدد حياتهم أو إطالة تقييد حرياتهم وحرمانهم من حقوقهم وكرامتهم الإنسانية. منظمة مواطنة لحقوق الانسان في اليمن اطلقت قبل أيام تقرير يوثق عشرات من وقائع الاعتقال التعسفي والاختفاء القسري التي نفذتها سلطات الحوثي ضد مدنيين في سبع محافظات يمنية (صنعاء، تعز، الحديدة، حجة، إب، ذمار، عمران)، وطالت عمليات الاعتقال والاختفاء القسري معارضين سياسيين وصحفيين وناشطين حقوقيين وأطباء وأكاديميين ورجال دين، كما تعرضت نساء للاعتقال والحجز المؤقت، وكذلك بعض أبناء الأقلية اليهودية في اليمن. وتناول تقرير مواطنة الذي حمل عنوان « ليسوا هُنا» نحو 53 حالة اعتقال تعسفي، و27 حالة اختفاء قسري قامت بها جماعة الحوثي وتحققت منها المنظمة من خلال الاستقصاء الميداني وتنفيذ نحو 200 مقابلة مع عائلات الضحايا وشهود عيان وضحايا تم الإفراج عنهم. وتضمن التقرير تفاصيل لعشرة من الصحفيين الذين تم اعتقالهم وظلوا مختفين قسرياً لعدة أشهر قبل الكشف عن أماكن احتجازهم، تعرض بعضهم للتعذيب والحجز في زنازين انفرادية بحسب شهادات أهاليهم وثقتها مواطنة. وتزامن إطلاق هذا التقرير مع بدء الصحفيين المعتقلين الإضراب عن الطعام نتيجة المعاملة السيئة التي يتعرضون لها في المعتقل بحسب بيان لذوي الصحفيين المعتقلين تلقت مواطنة نسخة منه. رضية المتوكل، رئيسة منظمة مواطنة لحقوق الإنسان قالت « تنتهج جماعة الحوثي سلوكاً قمعياً خطيراً حين تعمد إلى تغييب المدنيين في ظلام معتقلاتها تاركة بذلك مئات العائلات أيضاً في الظلام ومتاهة المأساة». منظمة مواطنة جددت في بيان لها مطالبتها بإنشاء آلية دولية للتحقيق في الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان من قبل جميع أطراف النزاع في اليمن بما في فيها قضايا الاعتقالات التعسفية والاختفاءات القسرية. وشددت المتوكل على أن هذه الخروقات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني وعمليات الاعتقال التعسفي والاختفاء القسري وما يرتبط بها من ممارسات حاطة بالكرامة الإنسانية فإضافة إلى كونها وصمة في سجل الجماعة ستحملها معها إلى المستقبل فهي كذلك جرائم لا تسقط بالتقادم وعلى جماعة الحوثي أن تدرك ذلك. ودعت المتوكل جماعة الحوثي إلى احترام القانون الدولي الإنساني كما طالبت المجتمع الدولي لا سيما الأممالمتحدة ومبعوثها الخاص إلى إليمن إسماعيل ولد الشيخ ان يكون ضمن أولويات مفاوضات الكويت معالجة ملف المعتقلين دون ربطه بأي ملفات أو قضايا أخرى. نقابة الصحفيين حملت في بيان لها جماعة الحوثي مسئولية التنكيل بحق الصحفيين المعتقلين ، وجددت دعواتها المتكررة بسرعة إطلاق سراحهم. مصدر مقرب من الصحفيين المختطفين في سجون مليشيا الحوثي قال إن الصحفيين أعلنوا اضراباً مفتوحاً عن الطعام داخل سجونهم بعد انقضاء اكثر من احد عشر شهرا وهم يقبعون في سجون الميليشيا. العشرات من نزلاء سجن عمران المركزي ممن أختطفتهم المليشيا من القرى والطرقات والأسواق وأودعتهم سجن عمران المركزي دون أي مبرر اعلنوا أيضا إضرابهم عن الطعام بسبب ما يتعرضون له من لمعاملة قاسية. أسر وأهالي المختطففين يناشدون المنظمة الدولية لحقوق الإنسان بسرعة التدخل للإفراج عن أقارب من سجون المليشيا الإنقلابية وتحمل المليشيا مسئولية ما يعترض أبناءهم.