نقلت وكالة أنباء فارس الإيراني عن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قوله: إن "طهران لن تتراجع عن خطوطها الحمراء في المحادثات النووية مع القوى العالمية". ونسبت الوكالة إلى رئيسي قوله إن "الحكومة تواصل المفاوضات النووية بما يتفق تماما مع المبادئ والإطار الذي حدده خامنئي، وإنها لم ولن تتراجع عن أي من هذه الخطوط الحمراء". ووصلت المفاوضات الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى العالمية إلى ذروتها حيث قال إنريكي مورا مسؤول الاتحاد الأوروبي لتنسيق المحادثات إن الوقت قد حان لاتخاذ قرار سياسي في الأيام القليلة المقبلة. وتسعى إيران إلى رفع جميع العقوبات وتريد ضمانات من الولاياتالمتحدة بأنها لن تتخلى عن الاتفاق مرة أخرى. وعاد كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني إلى طهران الاثنين للتشاور بشأن الاتفاق النووي. من ناحية أخرى، أعلنت إيران الثلاثاء وضع قمر اصطناعي عسكري جديد في المدار، في خطوة ترتبط ببرنامجها الفضائي الذي سبق أن أثار انتقادات غربية، وتأتي في خضم مرحلة دقيقة متعلقة بالمباحثات مع القوى الكبرى لاحياء الاتفاق بشأن برنامجها النووي. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية "إرنا" عن نجاح الحرس الثوري في وضع القمر في المدار. وأوضحت إن "القمر الاصطناعي العسكري الثاني، نور 2، تم إطلاقه الى الفضاء عبر الصاروخ الناقل للأقمار الاصطناعية قاصد من قبل القوة الجوفضائية للحرس الثوري، ووضع بنجاح في المدار على ارتفاع 500 كلم". وأكد الحرس أن القمر الجديد هو "قمر استطلاع"، وذلك وفق بيان نشره موقعه الالكتروني الرسمي "سباه نيوز". ولم يحدد الموقع تاريخ عملية الاطلاق، الا أنه أشار الى أنها تمت من "صحراء شاهرود" في محافظة سمنان الواقعة على نحو 300 كلم الى الشرق من طهران. وهي المرة الثانية التي يعلن فيها الحرس نجاحه في إطلاق قمر اصطناعي عسكري، بعدما أفاد في 22 أبريل 2020 عن وضع "نور 1" في المدار، مؤكدا أنه "أول قمر" إيراني من هذا النوع. وأكد "سباه نيوز" أن القمر الأول لا يزال فاعلا "ويقوم بإرسال المعلومات". وغالبا ما تلقى النشاطات الفضائية الإيرانية، إدانة دول غربية على خلفية المخاوف من لجوء طهران لتعزيز خبرتها في مجال الصواريخ البالستية من خلال إطلاق أقمار اصطناعية الى الفضاء. وهي ليست المرة الأولى يتم فيها الاعلان عن عمليات إطلاق إيرانية، علما بأن نسب نجاحها كانت متفاوتة. فقد كشفت وزارة الدفاع الأميركية في يونيو الماضي، أن إيران فشلت في إطلاق قمر اصطناعي الى الفضاء. كما أعلنت طهران في فبراير 2020، فشل محاولة وضع قمر اصطناعي للمراقبة العلمية في المدار، في ثاني اخفاق من نوعه خلال نحو عام، بعد فشل محاولة في يناير 2019. وأتى الاعلان الجديد بينما تخوض طهران والقوى الكبرى منذ أشهر، في مباحثات في فيينا لإحياء اتفاق عام 2015 بشأن البرنامج النووي. وتجرى المباحثات بين إيران والقوى التي لا تزال منضوية في الاتفاق، أي فرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا، وتشارك فيها بشكل غير مباشر الولاياتالمتحدة التي انسحبت من الاتفاق بشكل أحادي في 2018. وبعد تأكيد المعنيين أن انجاز التفاهم بات قريبا ويحتاج لقرارات "سياسية"، برز تعقيد إضافي في الأيام الماضية يرتبط بتبعات الأزمة الجيوسياسية بين روسيا والغرب، والعقوبات التي فرضت على موسكو بسبب غزو قواتها لأراضي أوكرانيا. وشدد دبلوماسي الاتحاد الأوروبي انريكي مورا الذي يتولى تنسيق المباحثات، على ضرورة اتخاذ قرارات خلال "أيام". وكتب مورا عبر تويتر "لم تعد ثمة اجتماعات على مستوى الخبراء ولا اجتماعات رسمية. حان الوقت، خلال الأيام القليلة المقبلة، لاتخاذ قرارات سياسية لانهاء مباحثات فيينا". وشددت روسيا على تمسّكها ب"الحقوق المتساوية" لكل أطراف الاتفاق. وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف كشف السبت أن بلاده طلبت ضمانات مكتوبة من الولاياتالمتحدة، لحماية تعاونها مع طهران من العقوبات الغربية الواسعة النطاق التي بدأ فرضها عليها في الآونة الأخيرة، على خلفية قيامها بغزو أراضي أوكرانيا. لكن نظيره الأميركي أنتوني بلينكن اعتبر أن هذه المطالب "خارج السياق"، نافيا وجود "رابط" بين العقوبات ودور لروسيا في إطار احياء الاتفاق النووي. وأدت روسيا دورا أساسيا في التفاوض بشأن الاتفاق وخطواته التطبيقية، مثل نقل يورانيوم مخصّب من إيران إلى أراضيها، ودعم برنامج طهران المدني. وأثار الموقف الروسي مخاوف من تعقّد انجاز التفاهم سريعا في فيينا، وهو ما كانت تنادي به أطراف غربية، خصوصا في ظل تسارع الأنشطة النووية لإيران. وأتاح الاتفاق النووي رفع عقوبات عن طهران، مقابل تقييد أنشطتها النووية. الا ان واشنطن أعادت بعد انسحابها، فرض عقوبات على طهران، ما دفع الأخيرة للتراجع عن تنفيذ غالبية التزاماتها.