على الرغم من انتهاء فترة دونالد ترمب الرئاسية في 2020، ما زال ترمب يهيمن على الحزب الجمهوري حيث يكاد لا أحد يطغى عليه. ورأت أوبري جيويت أستاذة العلوم السياسية في جامعة "سنترال فلوريدا" أن "ترمب يحظى بشعبية كبيرة إلى درجة أن أي موقف يتخذه يقول معظم الجمهوريين أنه يجب عليهم أن يفعلوا الأمر نفسه، أو على الأقل ألا يبالغوا في انتقاده.. بين ماضي الحزب ومستقبله وسيكون على الجمهوريين، التعامل مع ترمب في هذه السنة الحاسمة التي ستشهد انتخابات تشريعية نصفية، على الرغم من المخاطر السياسية التي تنطوي عليها بعض تصريحاته. فقد صرح الشهر الماضي مثلا أنه يمكن أن يصدر عفوا عن المشاركين في هجوم السادس من يناير إذا أعيد انتخابه في 2024، ولم يعارض سوى عدد قليل من الجمهوريين علنا هذا الاحتمال، مثل حاكم نيو همبشير كريس سنونو. كما ما زال الرئيس مصراً على فكرة أن الانتخابات الرئاسية في 2020 سُرقت منه، بينما يريد نصف الناخبين الجمهوريين تجاوز هذه المسألة، حسب استطلاع للرأي أجراه موقع "بوليتيكو". وقالت أوبري جيويت "أعتقد أن الكثير من القادة الجمهوريين يفضلون ترك ذلك وراءهم، إنهم لا يرون في ذلك مستقبل الحزب ويفضلون عدم الحديث عن قضايا قد تكون مصدر خلاف بين الناخبين". من جهتها، رأت سوزان ماكمانوس الأستاذة في جامعة فلوريدا الجنوبية أن دونالد ترمب "يبقى شخصا يُطلب دعمه خصوصا في المناطق الأكثر محافظة"، وأضافت "لكننا نرى بشكل متزايد أن عناصر محددة في الخطب أو اللهجة لا ترضي الناخبات، هن في الغالب ناخبات مترددات". ديسانتيس منافس محتمل وتأثير ترمب كبير إلى درجة أن قلة من الأصوات برزت لمنافسته على قيادة الحزب. ويبدو أن حاكم فلوريدا رون ديسانتيس الوحيد القادر على ذلك، وقد تمكن عند إلقاء خطابه في مؤتمر المحافظين من التأكد من أنه يتمتع بدعم قوي بين المحافظين. وقد قوبلت انتقاداته للرئيس الديموقراطي جو بايدن وقيود الحكومة الفدرالية بالترحيب، مؤكدا أنه مدافع عن الحريات الفردية في مواجهتها، بتصفيق حاد وهتافات تأييد. وجعلته بعض قراراته في فلوريدا مثل رفضه فرض وضع الكمامات ضد كورونا في المدارس، من الشخصيات المفضلة لدى وسائل إعلام مثل "فوكس نيوز". وينفي ديسانتيس طموحه إلى البيت الأبيض لكن شعبيته قد تدفعه إلى تغيير رأيه. وكشف استطلاع للرأي نشرته جامعة فلوريدا الشمالية هذا الأسبوع وأجرى بين الجمهوريين في الولاية، أن الحاكم وترمب متعادلان كالمرشحين الأوفر حظًا للفوز في الانتخابات الرئاسية. وقالت ماكمانوس "بصفته حاكما يملك ديسانتيس فكرة جيدة عن المشكلات الاقتصادية التي تؤثر على السلطات المحلية والشركات المحلية، وهو قادر على التحدث عن الاقتصاد بطريقة يفهمها الناس"، مشيرة إلى أن "الاقتصاد هو المشكلة الكبرى الآن". وفي مؤشر إلى التأثير المتزايد لديسانتيس، تحدثت صحيفة نيويورك تايمز عن توتر بينه وبين ترمب إذ رفض الحاكم أن يكشف ما إذا كان سيترشح للانتخابات الرئاسية في 2024 إذا ترشح الرئيس السابق. ودونالد ترمب الذي ساهم بشكل كبير في صعود ديسانتيس، يطالب أنصاره بولاء مطلق.