ها نحن نقترب من ذكرى تاريخية ننتظرها بفارغ من الصبر والحماسة غير المسبوقة، حين سنتباهى ومعنا الملايين من أبناء هذا الوطن الغالي، ومواطني الدول العربية، وكذلك شعوب العالم جميعاً، ممّن يرون في مملكتنا وطن الأمن والأمان والاستقرار والعيش الرغيد، إنها ذكرى يوم التأسيس التي سنعلّقها على صدورنا، وتحتضن معناها الكبير سويداء قلوبنا وجوانحنا. قبل أقل من شهر صدر أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله- ذكرى يوم التأسيس، يوم 22 فبراير.. الأيام مرَّت، وكانت حافلة وحتى الآن بكل ما يمكن أن يرسّخ هذا الاعتزاز وهذا التألّق وهذا الازدهار والتحول التاريخي المبهر. الإنسان لن يعمّر طويلاً في هذه الحياة، ولكن يمكن أن يبتكر شيئاً يستمرّ مدى الحياة. والابتكار هو أن نزيد شيئاً جديداً لهذه الحياة، لا أن نكون زيادة أخرى لها، وإذا قام المرء بتعويد نفسه على الابتكار في الأشياء الصغيرة، فسيكون الابتكار حليفاً له في الأشياء العظيمة أيضاً. وهذه سعودية الابتكار رسخت ذلك وترسخه كل يوم، فمنذ التأسيس على يد الإمام محمد بن سعود بن مقرن ولا يكاد يأتي يوم إلّا وتزف لنا هذه المملكة العربية السعودية، بإنجاز يبهج الناس، ويدخل السعادة والطمأنينة في نفوسهم. حتى في ظل بعض الظروف الدقيقة والمنغصّات الحرجة، فإن مواجهة التحدّي مؤداها التفوّق والتميّز. في أمس تجاوزت جرعات لقاح كورونا التي أعطيت في مملكتنا 60 مليوناً، وفي الوقت ذاته، تواصلت منحنيات الإصابة بفيروس كورونا هبوطها الذي كان قد بدأ خلال الأيام الماضية، واحتلت السعودية المركز الثاني عالمياً، وفقاً لمؤشر «نيكاي» الياباني للتعافي من فيروس كورونا المستجد، من حيث إدارة العدوى وإطلاق اللقاحات وعودة الأنشطة.. نعم هذه مملكة الابتكار. يترافق هذا كله، مع النجاح المنقطع النظير لرالي داكار 2022 وطواف السعودية 2022 وفورمولا أي الدرعية 2022 وكأس خادم الحرمين الشريفين للقدرة والتحمل 2022، واختيار «الدرعية» عاصمة للثقافة العربية في 2030، وطلب المملكة وتخطيطها لاستضافة معرض «إكسبو 2030» الذي اتجهت أنظار العالم كلّه إلى هذا الطلب، وأيده العدد من المسؤولين الكبار والمنظمات، وأدلوا بتصريحات تثلج الصدر، وتنعش النفس زهواً. هذه المملكة الراقية ستظل دوماً منفتحة على جميع الحضارات والثقافات، وفي الوقت نفسه، متشبثة بإرثها الحضاري والإنساني وممسكة على زمام المبادرة بأداء المشروعات التنموية الفريدة والمميزة، وتحسين بنيتها التحتية المستدامة، لأنها بالتأكيد ركيزة أساسية ومهمة في جلب الشركات العالمية ورجال المال والأعمال وجميع فئات المجتمعات وفاعليتها في العالم أجمع. «نعمل على تعزيز الابتكار والحفاظ على الأرض ورفاه الإنسان «، هذا الكلام قاله قبل سنوات سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -رعاه الله-، وها هو اليوم يتأكّد بالأدلة والبراهين. علينا أن نستنهض طاقات الجميع نحو العمل الخلاق، ونسبر مواطن الإبداع والابتكار لدى الشباب والشابات لتحقيق إنجازات فريدة تعزز مسيرة التطور والارتقاء والازدهار، والتأمل بقيم الماضي ومنجزاته، افتخاراً واعتزازاً بالمؤسسين.