/ مها العواودة – رانيا الوجيه أكد أساتذة التاريخ والباحثون أن «يوم التأسيس» مصدر فخر واعتزاز للشعب السعودي، لما يمثله من ارتباط وثيق بالجذور العريقة لهذا الوطن الغالي والممتدة لأكثر من ثلاثة قرون من الزمن، منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود، وتذكير الأجيال بما بذله أسلافهم من بطولات وتضحيات، لأجل تأسيس الدولة المتكاملة ووحدتها أرضا وإنسانا ، وبناء وطن يفتخرون بالانتماء إليه. وقالوا في أحاديثهم ل «البلاد» إن الأمر الملكي بإعلان يوم 22 فبراير من كل عام إجازة رسمية، يحمل دلالات عظيمة لعمق التاريخ المجيد للمملكة العربية السعودية في إرساء دعائم الوحدة وترسيخ الوطن ، والقيمة العظيمة لنعمة الأمن والاستقرار والتطور الذي اتسمت به، حتى هذا العهد الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين ، حفظهما الله. وما يشهده الوطن من إنجازات نوعية في التقدم ومصاف الريادة بين دول العالم ، وترسيخ لأمجاد الدولة السعودية العريقة. حول دلالة الأمر الملكي بإعلان (يوم التأسيس) ، في ترسيخ العمق التاريخي للدولة السعودية وجذور الهوية الوطنية العريقة. تقول أ.د. مها بنت علي آل خشيل، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن: إن القراءة المتعمقة في أهمية «يوم التأسيس»: لقد حمل الأمر الملكي بتخصيص يوم للاحتفاء بذكرى تأسيس الدولة السعودية في تاريخ 22 فبراير من كل عام باسم: «يوم التأسيس»، العديد من المضامين التي تذكّر بالأسس الأصيلة للدولة السعودية، فهي دولة عريقة، تمتد جذورها لأكثر من ثلاثة قرون، وهي دولة قامت على دستور مستمد من القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، كما أنها جمعت أبناء هذه البلاد تحت راية واحدة، وهوية وطنية مشتركة، صانت الوحدة، وأرست الأمن والاستقرار، وطويت بتأسيسها صفحة التشتت والتمزق الذي استمر قرونًا. وتضيف : لقد تأسست الدولة السعودية الأولى قبل ثلاثة قرون، ورسّخت مقوّمات الدولة، فدخلت المنطقة بأكملها مرحلة متطورة من التنظيم السياسي، فقد تأسست الدولة السعودية الأولى على أسس جامعة، فلم تؤسس على عصبية محلية، إنما على قيم ومبادئ سامية أصيلة، وتوحيد مناطق بلادنا ضمن وحدة سياسية وطنية للدولة الواحدة المستقرة ، لتكون بديلًا عن الانتماءات المناطقية والقبلية الضيقة، فأصبح الانتماء لكيان أوسع، في ظل دولة وطنية، تكفلت بحفظ الأمن، والاستقرار، والنظام، ونشر العلم، والدفاع عن كل شبر في أراضي الدولة، وانضوى الجميع تحت لواء الدولة، والتفوا حولها في اليسر والعسر والمنشط والمكره. وهذه الأسس التي أسسها الإمام محمد بن سعود منذ توليه عام 1139ه/1727م، لقيت صدًى واستجابة وقناعة من الجميع، وهذا هو سرّ بقائها وتجذرها في المجتمع حتى اليوم. لذا فإن استذكار جذورنا التاريخية ودروسها العميقة ، والاحتفاء بها في مناسبة وطنية خاصة، تبرز الجهود الكبيرة التي بذلها الإمام محمد بن سعود منذ توليه الحكم عام 1139ه/1727م تعكس جانبًا مهمًا من قيمنا الوطنية، وإرثنا التاريخي الممتد، وتوثق الصلة بين الماضي والحاضر، لتبقى ماثلة في أذهان الأجيال في المستقبل. فعمقنا التاريخي يعدّ محورًا مهمًا في ركائز قوتنا التي أكدت عليها رؤية المملكة 2030. دلالات عظيمة ويقول أستاذ التاريخ السعودي الحديث والمعاصر وعميد الدراسات العليا بجامعة الملك خالد الدكتور أحمد بن يحيى آل فايع: دلالات الأمر الملكي بإعلان يوم التأسيس عميقة ، ومنها عمق تاريخ الدولة السعودية المجيد ، وإحياء ذكرى تأسيس الدولة العظيمة التي وحدت معظم أجزاء واسعة من الجزيرة العربية في القرن الثاني عشر ومطلع القرن الثالث عشر الهجري ، وهي الوحدة التي لم تشهدها شبه الجزيرة العربية منذ العصور الإسلامية الأولى، حيث تستحق من أبناء هذا الوطن إحياء تلك الذكرى المهمة. ومن الدلالات الاعتزاز بتاريخ تأسيس تلك الدولة ، وهي من الأمور المهمة التي يجب أن نكرسها في مناهجنا وفي أذهان النشء والأجيال القادمة لترسيخ العمق التاريخي لهذه الدولة المباركة التي تجاوزت أكثر من 300 سنة، يضاف إلى ذلك الوفاء لمن أسهم في هذا التأسيس. وخبرة وحكمة الإمام محمد بن سعود اكتسبها قبل أن يؤسس ويقود الدولة الناشئة، حيث كان مساعدًا لوالده، وحاضرًا على المشهد السياسي والعسكري في بلدة الدرعية قبل سنة 1139هجري/ 1727م – أي عام تأسيس الدولة- فتميز بنظرة ثاقبة ، وكان له دور مؤثر في سير أحداث الدرعية قبل أن يصبح حاكما ، كما كان مشاركا في الدفاع عنها. وفي يوم التأسيس إبراز للهوية الوطنية للمملكة العربية السعودية وأهلها، واستذكارًا للتاريخ العريق، كما أن في الاحتفاء بتاريخ التأسيس استشراف للمستقبل ، والعمل على كل مايقوي من شأنها في كل المجالات. وها هي المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان- حفظهما الله-، تقدم نموذجًا متميزًا وفريدًا في إقرار الأمن والاستقرار ، بل تجاوز للأمن العربي والإقليمي والدولي ،كما أن المملكة تُسهم في عملية استقرار السلام، إضافة للجهود الإغاثية الكبيرة ، كما أن المملكة تدعم كل ما من شأنه توطيد العلاقات العربية العربية والعلاقات العربية الدولية ، وها هي رؤية المملكة 2030 تحقق الاقتصاد المتنوع المستدام خلال السنوات القادمة ،وخلق وظائف لأبناء هذا الوطن". وفي الختام أسأل الله العظيم أن يديم على بلادنا نعمة الأمن والأمان والاستقرار في ظل قيادتنا الرشيدة. دولة موحدة لادويلات في السياق يؤكد د. علي البسام ، أستاذ التاريخ الحديث المشارك ، أن الامر الملكي الكريم الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله بإعلان يوم التأسيس بتاريخ 22 فبراير 1727 له مدلولاته العظيمة والمؤثرة في المستقبل على دراسة تاريخنا الوطني من خلال رؤية جديدة تسبر الى اقوال تاريخنا وتبرز الدور الكبير الذي اضطلع به الإمام محمد بن سعود رحمه الله في تأسيس الدولة السعودية وتسهم في ترسيخ جذور هويتنا الوطنية السعودية فالمملكة العربية السعوديه عمقها التاريخي بعيد جدا لارتباطه بأرض الجزيرة العربية مهد البشرية ومهبط الوحي وختام الرسالات السماوية فمملكتنا العربية مرتبطه ارتباطا قويا بالجغرافيا والمكان والإرث الحضاري العريق ويأتي الامر الكريم لإبراز تاريخنا في شتى المجالات المختلفة. ويضيف: عندما نرصد الابعاد الاصيلة لقيام الدولة السعودية الأولى في تشكيل الهوية الوطنية ومبدأ المواطنة ، نجدها نابعة في الأساس من تكوين شخصية الإمام محمد بن سعود ، رحمه الله ، الذي اتصف بقوة الشخصية والتدين والحزم في الإدارة ونزعته نحو توحيد المجتمع في الدرعية ، وهو مؤشر على تقدم فكره وجهاده في بناء وتأسيس الدولة الواسعة الموحدة والمجتمع الواحد ، وليس «دولة المدينة» التي كانت سائدة في الجزيرة العربية وتقوم على تعدد الدويلات بتقاسم الأرض والنفوذ وبالتالي الضعف وعدم الاستقرار واندلاع الصراعات والاقتتال. لذا تميز الإمام محمد بن سعود ، بفكره الرشيد وحكمته وإرادته في تأسيس وبناء الدولة السعودية الأولى ، والذي جاء على عدة مراحل خلال عهده ، وقد تبع ذلك بناء الانسان وإعداد الأفراد وتهيئتهم للدفاع عن دولتهم الناشئة وحرصه أيضا على نشر الاستقرار فيها مما انعكس إيجابا على الازدهار في مجالات متنوعه ومن تلك الأبعاد المهمه هو الاستقلال السياسي للإمام محمد بن سعود وعدم ولاءه لأي قوة أخرى محلية أو إقليميا كانت ، وقد أدى ذلك كله إلى إنتقال الشيخ محمد بن عبدالوهاب من العيينه التي ولد بها الى الدرعية ولقى التأييد من قبل الإمام . يؤكد د. حمد بن عبدالله العنقري ماذكره د. البسام، بشأن الأهمية البالغة لقيام الدولة السعودية الأولى بقوله: إن التأسيس الفعلي وتغيُّر شكل الحكم من دويلات المدن على أسس مناطقية غير مستقرة ، إلى الدولة الواسعة الموحدة القادرة على الدفاع وتأمين حاجات مواطنيها ، يعود إلى عهد الإمام محمد بن سعود الذي تولى الإمارة عام 1139ه/ 1727م، فأسَّس دولة وبدأ باتخاذ عدد من المواقف ورسم جُملة من السياسات الدالة على بدء قيام الدولة وتأسيسها ، واستقرارها برباط المواطنة والهوية الوطنية وعمق الانتماء والبناء، ومن ذلك أنه وحَّد شطري الدرعية – عاصمة الدولة آنذاك – وجعلها تحت حكمٍ واحدٍ بعد أن كان متفرّقاً في مركزين وفرعين مختلفين، بل إنه وحَّد معظم منطقة نجد، إضافةً إلى استقلاله السياسي وعدم ولائه لأي قوى إقليمية، كما عمَدَ إلى تقنين عملية الحصول على موارد الدولة وتجنب التعدّي والجور، ونشرَ الاستقرار وبسط الأمن في أرجاء الدولة التي عرفت في زمنه ازدهاراً في مجالات متنوعة، وأمنت طرُق الحجّ والتجارة في زمنه. ويستطرد قائلا: لقد استقر حكم الإمام محمد بن سعود ، وبعد سنوات من قيام الدولة السعودية الأولى ، وفي ظل استقرارها وتنظيمها ، جاء الشيخ محمد بن عبدالوهاب إلى الدرعية ولقائه الإمام محمد بن سعود، لمارآه الشيخ من توافر مقوّمات الدولة القادرة على رعاية شؤون موطنيها وتحمّل أعباء المهاجرين الذين انتقلوا إليها بُعيد استقراره فيها، ويتمكّن هو وتلاميذه من نشر الدعوة في أرجاء الجزيرة العربية دون أن يعترضهم أحد.
أبعاد مظيئة تولى الإمام محمد بن سعود الحكم في الدرعية في منتصف عام 1139ه/ فبراير 1727م، واستمرَّ في القيادة أربعين عاماً حافلة بالإنجازات؛ فقد امتدّت حدود الدولة في زمنه وتهيَّأت لتشمل معظم أرجاء الجزيرة العربية، فيُعدّ الإمام محمد بن سعود المؤسّس الأول للدولة السعودية ورمزاً للوحدة فيها، ولهذا كان تاريخ توليه الحكم ذا رمزية خاصَّة يذكّر بأمجاد الدولة السعودية وعُمقها التاريخي، وهو مناسبة وطنية لاستذكار تاريخ إنشاء الدولة السعودية الذي قارب الخمسة قرون. وفي هذا الجانب يشاركنا د . سعد العريفي ، دكتوراة في تاريخ المملكة العربية السعودية، عضو الجمعية التاريخية السعودية: مؤكدا إن «يوم التأسيس» يعد من الأيام المجيدة ، الذي يحق لكل مواطن أن يفخر بها، ويفخر بالتاريخ العريق للوطن منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى ، وما تحقق على أيدي الأئمة الأسلاف وملوك عظام بنوا المجد والشرف والإباء ، وهذا القرار العظيم يعود بنا الى العمق التاريخي حيث قام المؤسس الإمام محمد بن سعود بتأسيس الدولة السعودية الأولى على ركائز أساسية القصد منها نشر الامن والسلام في ارجاء الجزيرة العربية. من جانبه قال د. نايف الشراري ، أستاذ مشارك في تاريخ المملكة العربية السعودية بجامعة الجوف: عند رصد الاحداث التاريخية وإعادة قراءتها، هي ظاهرة معرفية تتم في كل انحاء العالم وهذا ماحدث لدينا بإعادة قراءة الأحداث التاريخية من قبل المدرسة التاريخية السعودية الحديثة ولدينا الان مدرسة تاريخية سعودية حديثة تتبناها دارة الملك عبدالعزيز وتحتضنها وهذه المدرسة هي محلية بحته وانطلقت بفكره جديدة وانطلقت لتعيد أحداث التاريخ الوطني والتاريخ المحلي على مختلف العصور بمعنى تاريخ الجزيرة العربية عبر العصور وان كان سابقا لأصل الدولة السعوديه القديمه أو الأولى أو الدولة السعودية الثانية ، وإعادة القراءة وإعادة النظر في احداث التاريخ السعودي الموجوده في بطون المصادر المعاصره وليس الكتب والمؤلفات الحديثة ونتج عن هذه القراءة ان المملكة العربية السعودية مرتبطة بتأسيس الدولة السعودية الأولى سنة 1139 ه مايوافق 1727 ميلادي، وتحديدا 22 فبراير 1727 م ، اذن الابعاد التاريخية للقرار عظيمة ، بأن المملكة أسسها الملك عبدالعزيز ولكن جذور التأسيس الحقيقي للدولة السعودية تعود الى ما قام به الإمام محمد بن سعود سنة 1139 ه ، وحتى نهاية عهده سنة 1179 ه ، خلال الأربعين عاما هذه هي أحداث الجذور العريقة للمملكة العربية السعودية وتأسيس الدولة الحقيقية من حيث الابعاد التاريخية، وانعكاس الاحتفاء بيوم التأسيس على المجتمع وعلى المواطنين والاجيال القادمة اعتزازا برسوخ العمق التاريخي الممتد للمملكة العربية السعودية على مدى 300 عام.
ركائز الاستقرار يسجل تاريخ المملكة العربية السعودية ، إرثها العريق وقوة ركائزها القائمة على وحدتها أرضا وإنسانا ، ويسجل لقادتها العظام الحرص التام على استقلالها وتقدمها الكبير ، وعزز ذلك تلاحم نسيجها الوطني القوي وطموحها التنموي ، وقدراتها في مواجهة التحديات والمخاطر الإقليمية والصراعات والتجاذبات العالمية. وفي حاضرنا الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ، حفظهما الله ، تقدم أنموذجا ناصعا للاستقرار والإنجاز والتقدم ، برؤيتها 2030 الطموحة .. وهنا تكمن القيمة العظيمة لتواصل فصول مسيرة الدولة من أهدافها الأولى إلى الريادة والتأثير العالمي .. فما هي أبرز ركائز استقرار وتقدم المملكة رغم التحديات الإقليمية والمحيط المضطرب. هنا يتناول د. الشراري ، هذا الجانب بقوله: نحن الان نعيش المئوية الثالثة وبدأنا بالمئوية الرابعة في تاريخ المملكة العريق والإرث الحضاري العميق والحقيقه يعود الفضل ، بعد الله ، الى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بصدور الأمر الملكي بإعلان (يوم التأسيس) ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله الذي اصدر في وثيقة (رؤية المملكة 2030 ) ان المملكة العربيه السعوديه ذات عمق تاريخي عظيم بجذوره وعمق عربي كونها قامت جميع مراحل المملكة في الجزيرة العربية فكل تلك التنبيهات كانت هي الدافع للبحث وراء المقياس الحقيقي لعمق تاريخ المملكة والبحث عن الإرث الحضاري للمملكة السعودية وموقع المملكة في البقعه الجغرافية هي في ذات الجزيرة العربية ومنطلق الحضارة العربية ومهبط الرساله الإسلامية وهذه العمق العربي والإسلامي ينعكس على الدولة ان تمارس القيادة العربية والإسلامية وهذا السبب هو الذي يعطي المملكة الصلاحية في أن تتصدر في جميع القضايا العربية والإسلامية وينتظر العالم كله تصريح ورأي وموقف المملكة في تلك القضايا على مستوى الوطن العربي كقائدة وصاحبة القرار في جميع المواقف ، لان هذه المكانه وهذا العمق التاريخي يعطيها الحق والصلاحية في أن تكون المملكة العربية السعودية أن تتبوأ هذه المكانة عربيا واسلاميا. التلاحم الوطني من جهته يؤكد د. البسام على أن من ابرز الركائز هو وجود التلاحم الوطني وعمق العلاقة بين القيادة والشعب ، بحيث امتدت هذه العلاقة لأكثر من ثلاث قرون مضت والتاريخ يشهد أن السعوديين التفوا حول القيادات السعودية في عهد السعودية الثانية وفي عهد المملكة العربية السعودية ولا ننسى عندما التف السعوديون حول الامام تركي بن عبدالله عند محاولة سقوط الدولة السعودية الأولى ، أيضا اثناء التفاف السعوديون حول الملك عبدالعزيز عندما قام بتوحيد المملكة العربية السعودية شاركوا معه الناس في هذه الوحده الوطنية المباركة لإدراكهم وشعورهم بأنهم جزء من هذا الوطن والذي لايصبوا الى حكمه الا هذه الأسرة المباركة ، أيضا من أهم الركائز وجود قيادات سعودية تاريخية استطاعت ان تجند الممكلكه العربيه السعوديه وتدافع عنها بشتى الوسائل وتحافظ على كيانها ومقدراتها سواء السياسية والأقتصادية ، ولا شك بوجود شخصية مثل شخصية خادم الحرمين الشريفين الذي تميز بالحزم والعدل في حكمه وتولي سمو ولي العهد الرؤية ورؤية 2030 التي انطلقت لتنهض بالمملكة وتجعلها في مصاب الدول العظمى.
مكتسبات الوطن وعودة إلى أ.د. مها آل خشيل،التي تؤكد أن مسيرة تاريخنا مضيئة بمراحلها كافّة، تحمّلنا جميعًا مسؤولية الحفاظ على الوطن، ومكتسباته، والاعتزاز بمكامن قوتنا وهويتنا، التي طالما أكّدت عليها كلمات وإنجازات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظهما الله ، فالوعي بالتاريخ، واستحضاره المستمر ، يعد عاملًا من عوامل قوة وحيوية المجتمع، ودافع للتقدم بثقة وثبات نحو المستقبل، هذه المناسبة الوطنية، لا بد أن تستثمرها مؤسسات التعليم والإعلام، لتعمل على تعميق المعرفة، والوعي بالتاريخ، واستذكار الأبطال الذين صنعوا تاريخنا بتضحياتهم وصبرهم وعملهم لصالح المجتمع، وتبصير الشباب والأجيال القادمة بتاريخنا، وأبطالنا، والتحديات التي واجهتنا، وصمدنا أمامها، والقيم التي شكلت تاريخنا، وظلت حاضرة معنا إلى اليوم. وفي السياق يشير د. سعد العريفي ، إلى أن من ابرز الركائز لاستقرار وتقدم المملكة رغم التحديات الإقليمية والمحيط المضطرب حكمة القيادة ، حفظها الله ، وتلاحم شعبها الوفي، وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان ، تسير المملكة العربية السعودية بخطى حثيثة للتقدم والازدهار ، حيث تعد رؤية 2030 نموذجا للرؤية المستنيرة التي تجعل البلاد تسير حثيثا نحو التقدم والإبداع والإبهار العلمي كما ان هذه الرؤية لم تغفل عن الأصول التاريخية والتراثية العريقة ، فجعلتها أساسا للبناء الحضاري القائمة عليه ، فالمشاريع الضخمة التي تعانق المستقبل في العلا والدرعية والرياض وعسير ونيوم والاحساء وغيرها جعلت من التاريخ والتراث والثقافة أصلا لجعل المملكة بوابة للعالم المتقدم. وفي هذا الجانب يقول د. العنقري: لقد شهدت المملكة العربية السعودية نهضة حضارية غير مسبوقة لم تعهدها الجزيرة العربية، وعَرَفت تطوراً كبيراً في جميع المجالات منذ توحيد أرجائها على يد المؤسّس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيَّب الله ثراه -، مروراً بعهود أبنائه الملوك، ووصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – أيده الله -، ومرَّت المملكة بمحطات تاريخية مهمّة وفاصلة قبل وصولها إلى هذه المكانة العالية والمنزلة الرفيعة التي تتبوّأها اليوم بين دول العالم في العصر الحديث، بفضل الله أولاً ثم بجهود قادتها من الأسرة السعودية المالكة الذين تمتدّ سلسلة الحكم فيهم إلى ما يقارب 600 عام حينما أسَّس مانع المريدي مدينة الدرعية، وهو الجدّ الثالث عشر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله.
منارة وصدارة أخيرا وليس آخرا مع محور آخر في القراء المتعمقة لدلالات يوم التأسيس ، حيث نتناول أهميته كمنارة للذاكرة الوطنية للأجيال من أبناء وبنات الوطن ،عن التاريخ العريق لدولتهم الشامخة. يؤكد د. سعد العريفي ، أن الإعلان التاريخي ليوم التأسيس يجعل على المواطنين مسؤولية الحرص على معرفة ابعاد واهمية يوم التأسيس واثرها على الأجيال المتلاحقة منذ زمن المؤسس الامام محمد بن سعود وعلى المؤسسات التعليمية وغيرها واجب تثقيف من هم تحت سلطتهم بضرورة معرفة ما ليوم التأسيس من أثر في خلق جو مطمئن من الأمان والسيادة والكرامة وحفظ النفس، كما أن الأمر الملكي باعتبار يوم التأسيس يوم إجازة 22 فبراير ، هو فرصة عظيمة للقراءة المتعمقة لتاريخنا المجيد ، والوقوف على ابرز الأماكن التي شهدت مسرح احداث تلك الفترة العظيمة. حول ذلك أيضا يؤكد د. علي البسام ، أن الاحتفاء بيوم التأسيس والذي يعد منارة للذاكرة الوطنية للأجيال من أبناء وبنات هذا الوطن عن تاريخ دولتهم الشامخه والعريقة ، لذا فإن الدور المناط بالمؤسسات التعليمية والتربوية والإعلامية وغيرها من أجهزة الدولة دور مهم جدا في ابراز التاريخ العريق لدولتهم حتى يتضح لهم ان المملكة العربية السعودية لها تاريخ وعمق حضاري ضخم وتأتي الدولة السعودية الأولى التي شهدت وحدة سياسية وتكونت من خلال ماقام به الامام محمد بن سعود وأبناء الأئمة من بعده من توحيد شبه الجزيرة العربية بعد ما كانت لقرون تعيش في حالة من التشرذم والفوضى، اذن ستدرك الأجيال في المستقبل أنهم من عمق تاريخي ضارب في القدم، وقيمة التاريخية قد تكون ساكنة، إلى أن تشهر وتبرز وتبين للأجيال حقيقة ماقام به أئمة الدولة السعودية لأجل تأسيسها حتى يدركوا معنى ومفهوم الوطنية والمواطنة والأصالة في مملكتنا الأبية العزيزة. ويتفق د. نايف الشراري مع ماسبق بأن الأجيال الحاضرة والقادمه ستفخر بهذا العمق التاريخي والمكانة القيادية والريادية الحاضرة لدولتهم ومملكتهم، ويكسبهم مزيدا من الاعتزاز بوطنهم لان لديهم ما يتكئوا عليه من مخزون تاريخي حضاري عظيم ، وحاضر زاهر بقيادة حكيمة جعلت الإنسان السعودي العنوان الأهم في نهضة ورقي الوطن ، واستثمار الموقع الجغرافي الاستراتيجي بين قارات العالم القديم، لتكون قلب العالم في طموحات حضارة العصر، وكل هذه المقومات والإنجازات تمنح للأجيال القادمة مزيدا من الاعتزاز بتاريخ ومسيرة وطنهم العريق، وصدارته حاضرا ومستقلا. دولة قوية الأركان ويقول الدكتور خالد بن عبدالله الكريري قسم التاريخ جامعة الملك عبدالعزيز: حرصا من خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، لاستحضار العمق التاريخي لبلادنا والتذكير بتاريخنا المجيد والاحتفاء به، فقد أعلن حفظه الله ورعاه عن يوم التأسيس في 30 رجب 1139ه ( 22 فبراير 1727م)، وهو اليوم الذي أسس فيه الإمام محمد بن سعود الدولة السعودية، معلنًا عن بزوغ فجرِ دولةٍ، قويةِ الأركانِ، ثابتةِ البنيان، دستورها القرآن الكريم، عمادها الأمن والاستقرار والعدل والنماء والازدهار، وذلك عبر ملحمة بطولية ورحلة كفاح، وُصِفت كواحدةٍ من أهم المشاريع الوحدوية عبر تاريخ الجزيرة العربية الحديث. إن يوم التأسيس، مناسبة وطنية واعتزاز وطني بأن للمملكة العربية السعودية تاريخا عريقا ضاربا بجذوره في أعماق التاريخ ويعود لأكثر من ثلاثة قرون مضت، وفيه استدعاء الذاكرة الوطنية لتلك الوحدة السياسية التي أقامها الإمام محمد بن سعود، وحققت الأمن والاستقرار والنماء والرخاء الاقتصادي، كما أنه يُمثل الوفاء والعرفان لأولئك الذين أسهموا في بناء الوطن ابتداء من الأئمة والملوك والمواطنين. إضافة إلى أن من دلالاته تعزيز الهوية الوطنية والوقوف على القيم والمعاني السامية المرتبطة به، كالاعتزاز بالإرث الثقافي والاجتماعي والحضاري للتاريخ السعودي العريق. التي ابتدأت مع عهد الامام محمد بن سعود واستمرت إلى عهد أبنائه وأحفاده وإلى الوقت الحاضر. نقطة تحول كبرى كان الإمام محمد قارئًا للتاريخ، ملمًا بحوادثه، سابرًا لأغواره، خاصة تاريخ أجداده، وأدرك أن مقومات تأسيس الدولة قد تجذرت أركانها حين عاد جده الأمير مانع بن ربيعة المريدي من شرق الجزيرة العربية إلى وسطها، حيث ثَمّ موطن أجدداه في وادي حنيفة منذ قرون مضت، وعقد العزم على تأسيس عاصمته الدرعية عام 850ه( 1446م). وقد كان انتقاله وتأسيسه لمركز إمارته نقطة تحول كبرى، ولبنة أولى نحو تأسيس أعظم دولة قامت في الجزيرة العربية، وكانت عاصمتها الدرعية، مركز حُكم لقلب جزيرة العرب، حيث يلحظ القارئ من خلال سيرة الأمير مانع، تلك الشخصية المستقلة والراغبة في تأسيس دولة واسعة، تُحقق من خلالها الوحدة والأمن والاستقرار، وهو ما أورثه ذريته من بعده، وظهر قطاف ثمار تلك الجهود حين أسس الإمام محمد بن سعود دولة عربية عام 1139ه/1727م، ونشر التعليم والثقافة، وأقام العدل بين أفراد المجتمع، وفرض الأمن والاستقرار ، عبر وحدة كان نورها قد انكفئ في فضاءات الجزيرة العربية، وأضحى في غياهب النسيان وأتون الضياع، وذلك منذ انتقال عاصمة النبوة والخلافة الراشدة خارج نطاقها الجغرافي خلال القرن الأول الهجري. إن اهتمام خادم الحرمين الشريفين لذكرى يوم التأسيس لم يكن أمرًا مستغربًا، فهو القارئ الحصيف لتاريخ بلاده، والمتعمق في تفاصيل نهضتها الحضارية والثقافية، والمدرك للثوابت والوحدة التي أسسها أجداده ووالده جلالة الملك عبدالعزيز ، طيب ثراه ، ومضى على نهجهم في تعزيز الوحدة، وتوفير سبل العيش الكريم لأبناء وبنات شعبه. كما أن رؤية المملكة 2030 والتي يتابعها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد،ارتكزت على أصول ومبادئ راسخة بتاريخ الدولة السعودية، وتقديمها بأسلوب حديث للأجيال الجديدة، وبما يحقق معها الشمولية والجودة والمرونة لخدمة كافة شرائح المجتمع، وبهدف تخريج نخب وطنية واعدة وذا كفاءة وريادة تستطيع المساهمة في عملية البناء والابتكار في خدمة الوطن وهو الأمر الذي يعزز ويرسخ ريادة المملكة على النطاق الإقليمي والدولي.