التاريخ العميق للدولة السعودية استحق أن يستذكر تفاصيله أبناء المملكة العربية السعودية، إذ يعبر عن تاريخ دولتنا العريق والممتد إلى أكثر من 3 قرون والذي تخللته ملاحم وطنية وإصرار على قيام هذه الدولة المباركة، لنبدأ صفحة جديدة من صفحات التاريخ السعودي ووضع لبنة من لبنات الوحدة والاستقرار والنماء تحت راية (لا إله إلا الله محمد رسول الله). ومن هذا المنطلق وثق صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود أمير منطقة القصيم في كتابه "الشهداء الأبرار من أسرة آل سعود في حروب التأسيس والتوحيد والدفاع "، سجل شهداء أسرة آل سعود منذ بداية الدولة السعودية، والذين سطروا ملحمة من ملاحم البطولة والفداء والإخلاص والتضحية لإعلاء كلمة الله ثم الحفاظ على أمن الدولة السعودية بتصديهم بكل شجاعة ومسؤولية وإخلاص للأعداء، كاتبين بدمائهم الزكية تاريخاً ودرساً في التضحية في حب الوطن. لقد حمل آل سعود على عاتقهم مهمة تأسيس دولة عظيمة مترامية الأطراف هي المملكة العربية السعودية، حيث تحقق من خلالها راية التوحيد، وتوحيد الوطن، فمنذ أن وضعت لبنة بناء التأسيس حتى الوصول إلى ما نراه اليوم من ازدهار وعدل ونماء كانت لأسرة آل سعود تضحيات جمة من أحفادهم حتى استطاعوا أن يجمعوا شمل المناطق المتفرقة تحت راية واحدة. لتكون دليلا على صدق نيتهم فقد ضربوا أروع المثل في التضحية والفداء، ونذروا أرواحهم وأموالهم لحماية البلاد من الأعداء، حيث بلغ عدد شهداء أسرة آل سعود عبر مراحل التأسيس والتوحيد أكثر من خمسين شهيدا، ولقد توزعت أسماء الشهداء على فترات تاريخية مختلفة ومهام وطنية متنوعة، ولا شك أن هذه القوائم لهي دليل واضح على منهج قيادي راسخ لحكام هذه البلاد حتى ظهر جليا في غرس الولاء في الشعب السعودي والتضامن بين الحاكم والمحكوم. والله نسأل أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته، ويرزقنا شكر نعمته ويديم على هذه البلاد نعمة الأمن والأمان، إنه سميع مجيب. هذا هو ديدن صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بإدراكه لأهمية التزامن للأحداث التاريخية وتسجيلها وتوثيقها، وفق الله سمو الأمير الدكتور المتألق في إصدار هذا الكتاب القيم الذي يعتبر مرجعا تاريخيا للباحثين والدارسين.