تعيش بلادنا الحبيبة هذه الأيَّام لحظات تاريخية متميزة ومناسبات سعيدة ومباركة، منذ أيَّام قليلة احتفلنا جميعًا بذكرى البيعة الثامنة لتولي خادم الحرمَيْن الشريفَيْن الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود مقاليد الحكم بالمملكة. هذه الذكرى تمثِّل فخرًا لِكُلِّ المواطنين في مملكتنا الحبيبة، فالجميع يعلم أنّه ومن ذلك اليوم الذي تولى فيه خادم الحرمَيْن الشريفَيْن الحكم لا يألو جهدًا لرفعة الوطن، وها هو يسعدنا بفتح المشروع تلو الآخر لخدمة أبناء وطنه ويتفقدهم ويتلمس احتياجاتهم ويسعى جاهدًا لتلبية طلباتهم وليس هذا بمستغرب على مقامه الكريم. واكب هذا التوقيت سلسلة جولات وزيارات صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز نائب أمير منطقة الرياض لمحافظات منطقة الرياض بهدف الوقوف على أحوال المواطنين، ومتابعة سير العمل بالمشروعات التنموية والخدميَّة ومعرفة احتياجات النَّاس ومتطلباتهم على أرض الواقع. فقد عاشت محافظة رماح فرحة غامرة عمّت أهالي المحافظة والمراكز التابعة بمناسبة الزيارة الكريمة من الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض وسمو نائبه الأمير تركي بن عبد الله بن عبدالعزيز، هذه الزيارة المباركة جاءت تلبية لتوجيهات قيادتنا الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمَيْن الشريفَيْن الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز -حفظهم الله - وهو نهج اعتاد عليه ولاة الأمر -يحفظهم الله- منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيَّب الله ثراه- وحتى الآن. إننا كأبناء لهذه الدَّوْلة المباركة علينا أن نشعر بالفخر والوفاء والعرفان لبطل ملحمة توحيد المملكة، ومؤسس الدَّوْلة السعوديَّة الحديثة، الملك عبد العزيز آل سعود ورجاله الأبطال، الذين سطَّروا بأحرف من نور صفحة مشرقة لتاريخ الجزيرة العربيَّة ووضعوا الركيزة الصُّلْبة التي ارتفعت عليها صروح البناء والنهضة والتنمية عبر فصول ملحمة لم تحقَّق وحدة الأرض فقط، بل وجمعت أبناء الشعب السعودي تحت راية التوحيد، وعمقت قيم الولاء والانتماء لوطن شامخ بهويته الإسلاميَّة. وها نحن اليوم نجني ثمار هذه الوحدة أمنًا واستقرارًا ورخاءً، ونموذجًا فريدًا من التلاحم بين الشعب وقيادته الرشيدة. لقد قال الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض أثناء زيارته لمحافظة رماح: «يقطن هذه المحافظة الغالية رجال مواقف وإقدام ومنعة ووفاء، لكم مواقف في مساندة الحق ومؤازرة الملك المؤسس -تغمَّده الله بواسع رحمته- في تأسيس ووحدة البلاد، كما سطّر التاريخ أسماء معروفة لأبناء هذه المحافظة، كان لهم المشاركة الفاعلة في تلك الأحداث». حقًّا لقد كان لأسرة طلال بن عجرش أبو اثنين مواقف وطنيَّة مشهودة حيث شاركت وكان لها دورٌ إيجابيٌّ مثلها مثل كثير من القبائل السعوديَّة الوطنيَّة في ملاحم التوحيد تحت قيادة الملك الموحد عبد العزيز بن عبدالرحمن -طيَّب الله ثراه-، بل كان لها المزيد من التضحيات والشهداء إبان ملاحم التوحيد الخالدة، وكان لجدنا طلال بن عجرش ابواثنين شرف أول من دخلوا مدينة الرياض مع المؤسس الملك عبد العزيز وكان أحد الأبطال والرُّواد تحملوا مسئوليتهم الوطنيَّة ولم يساوم على قيادة الوطن ووحدة أراضيه. لذا كان له شرف الحصول على وسام الرُّواد من الملك فهد بن عبد العزيز -رحمه الله-. لقد جسَّدت زيارة سمو أمير منطقة الرياض وسمو نائبه لمحافظة رماح أروع صور التلاحم بين القيادة والشعب، وهذا ليس بغريب على سموكما، كيف لا وهذه الدَّوْلة العزيزة منذ تأسيسها تنتهج سياسة الباب المفتوح، وها أنتم سموكما تطرَّقان الباب على أهلها لتتلمسا احتياجاتها. لذا فإنَّ ترحيبنا بهذه الزيارة للأميرين الكريمين لمحافظة رماح لم تأت من فراغ، ليس بغريب على أحفاد طلال بن عجرش أن تجدد ولاءها للقيادة الحكيمة وولاة الأمر في هذه البلاد المباركة. ونعاهدكم أننا على العهد باقون وعلى خطى آباؤنا وأجدادنا سائرون. إننا فخورون حقًا بهذه القيادة الرشيدة التي تشكِّل امتدادًا طبيعيًا لأخلاقيات الأسرة السعوديَّة الحاكمة التي تجلَّت في عطاءاتها الخيِّرة طوال تاريخها الضارب في عمق التاريخ، سائلاً الله أن يديم علينا نعمة الخير والأمن والأمان في مملكتنا الحبيبة.