هو يوم لكن ليس كمثل الأيام وإن اختصرها، أو قمت بترديده وعبّرت عنه طيلة أيام العام، وفي ذكرى يوم التأسيس تستعيد المملكة ذاكرة حلم الإمام محمد بن سعود بن محمد بن مقرن، وتجعل مسافة حصوله هو المقياس والنبراس، وفي الثاني والعشرين من شهر فبراير من كل عام، على توالي الأيام والأعوام، تبتهج المملكة، قيادة وشعباً، أكثر، لأنها تجد أن منجزها أكبر، وأنها حققت حلم الإمام محمد بن سعود أكثر. هذا هو يوم التأسيس، في مجمل معناه، وبروزه الأقرب والأنأى في الوقت ذاته، أما وقد أشرقت شمس ذكرى يوم التأسيس بالتحديد، بين رغبة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله- بإحياء ذكرى التأسيس الأول لهذا الوطن بعد مرور 304 أعوام من جهة، يضاف إليها أن شمس الثاني والعشرين من فبراير أبت أن تشرق إلا مع احتفاء المملكة بتصنيفها الثانية عالمياً بين دول مجموعة العشرين ضمن تقرير التنافسية الرقمية لعام 2021 الصادر من المركز الأوروبي للتنافسية الرقمية، وارتفاع نسبة تملّك المساكن لتصل إلى 60 %، وتصدر المملكة الإنتاج العالمي لتحلية المياه المالحة بأعلى طاقة إنتاجية للمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، وتضاعف استثمارات صندوق الاستثمارات العامة من 560 ملياراً إلى ما يزيد على 1.3 تريليون ريال، واحتفاء المملكة بذكرى التأسيس من جهة ثانية، فالمعنى أنه يحقق قانونها النهضوي، حيث الانتقال من حال إلى حال أكثر تقدماً وبشكل متواصل، وحيث وعي العقل الجمعي الذي يتحرّك وفق وعي علمي أسلوباً إلى المجد والأمن والازدهار والعدل والتنمية وجودة الحياة، وحيث تقدير فكرة الوفاء في أفق الولاء والانتماء، وحيث مشاعر الحب والارتباط بالوطن تتجاوز النظر إلى عمل مطوق بالجد والمثابرة، والإتقان الذي يكتنفه الإخلاص من كل صوب، فيما يضمن مسار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الحازم المتماسك بالثقة المطلقة في تحقيق الأهداف الكبرى، التي تشتغل عليها جميع قطاعات الدولة بإشراف ومتابعة، وبالتالي محاسبة ومساءلة من سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، في ظل الرؤية السعودية 2030. ذكرى يوم التأسيس في المملكة، هو يوم لرصد المنجزات، وهو يوم لاستشراف المستقبل والعزيمة والإصرار عليه، وما بين هذا وذاك، هو يوم التشبث باللحظة المضيئة، والافتخار أبعد وأعمق، بالقيم والطريق اللذين سلكهما المؤسس الإمام محمد بن سعود بن مقرن وبالتأسيس، الفكرة والمعركة والمصير، نحو تأسيسه تأسيساً متواصلاً عبر الزمن، ونحو تثبيت أركانه وتوطيد دعائمه وتعزيز مكتسباته، وهو ما أفرز هذه الحياة الكريمة العزيزة التي يتعايش بها الشعب السعودي الكريم العزيز. ذلك هو يوم التأسيس في المجمل، وهذه هي ذكرى يوم التأسيس الأولى في المحدد الذي ينزع نحو المجمل نزوعاً، فالتهنئة أخلصها إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وإلى سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وأصحاب السمو الملكي الأمراء، وإلى شعب المملكة، داعين الله أن يمد في عمر هذه الدولة السعودية، أزمنة مديدة، وهي على ما هي عليه رافلة في ثياب المجد والسؤدد، وأن يديم عليها نعمة الأمن والاستقرار والرفاهية.