إن المعلومات غير العادية التي أعلنها المكتب التمثيلي للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI) في الولاياتالمتحدة، أثبتت مرة أخرى الوجه الحقيقي لهذا النظام ومن أنه يسعى من أجل تعميم ونشر الإرهاب أرضاً وجواً وبحراً. هذا المؤتمر الذي شارك فيه كل من السيدة سونا صمصامي ممثلة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في الولاياتالمتحدةالأمريكية، والسيد علي رضا جعفر زاده نائب رئيس ممثلية المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في الولاياتالمتحدة - والذي أجرت من خلاله جريدة الرياض معهما حواراً مطولاً - جرى خلاله الإعلان عن معلومات في غاية الأهمية، حيث أكدا أن فيلق القدس الارهابي يعمل بصورة مكثفة من أجل تجنيد مرتزقة لوحداته الارهابية التي تم تأسيسها حديثاً من أجل شن هجمات على السفن والأهداف البحرية الاخرى في منطقة الشرق الأوسط. الكشف عن أحدث الخطط الإرهابية لفيلق القدس في المنطقة وتم الكشف لأول مرة عن تفاصيل تشكيل قوات حرس الملالي - فيلق القدس للوحدات البحرية الإرهابية، بما في ذلك دورة التجنيد والتدريب للعمليات الإرهابية من قبل القوات العميلة، فضلاً عن دورة إرسال الأسلحة وغيرها من الدعم اللوجستي لها. إرهاب بالوكالة يطال البحار في السنوات القليلة الماضية، بالتزامن مع توسع الأنشطة الإرهابية لقوات حرس الملالي في الخليج وخليج عمانوالبحر الأحمر، زاد فيلق القدس التابع لقوات حرس الملالي أنشطتها البحرية. ومع ذلك، وبحسب المعلومات الواردة من شبكة داخل إيران للمعارضة الإيرانية الرئيسية، منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، فإن فيلق القدس يقوم بتجنيد مرتزقة للوحدات الإرهابية المنشأة حديثًا والمسلحة والمدربة لمهاجمة السفن والبحرية والأهداف في المنطقة. وبعد أن صار العالم كله يعلم بأن نظام الملالي قد دأب على تشكيل الميليشيات والخلايا الارهابية في بلدان المنطقة والسعي من أجل جعل هذه الميليشيات العميلة بمثابة البديل الذي تم إعداده للسيطرة على بلدان المنطقة وبعد أن قام هدا النظام المصدر للتطرف والارهاب بتزويد هذه الميليشيات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة لكي يوسعوا من المجال الارهابي ليطال أجواء المنطقة والعالم، فقد جاء الدور على البحار لكي يطالها إرهاب نظام الملالي أيضا من خلال وحدات عميلة تقوم بأداء دورها بالوكالة عن هذا النظام الارهابي. وتجري قوات حرس الملالي - فيلق القدس تدريبات في دورات بحرية متخصصة في إيران لمرتزقته اليمنيين والعراقيين والسوريين واللبنانيين والأفارقة ويرسلهم إلى بلدانهم الأصلية لتشكيل وحدات بحرية. وتقوم تلك الوحدات التي أنشأها فيلق القدس في اليمن على وجه الخصوص بتنفيذ عمليات بحرية إرهابية. وتلقى الحوثيون في اليمن زوارق سريعة وصواريخ وألغاماً وأسلحة أخرى من فيلق القدس التابع لقوات الحرس، وبمجرد أن يتم تجهيزهم بمثل هذا المسار، يستخدم الحوثيون تكتيكات تركز على استخدام الزوارق السريعة والحرب غير المتكافئة، تشبه إلى حد بعيد تلك التي يتم نشرها من قبل بحرية قوات الحرس في المنطقة والتي يضايقون من خلالها كل من السفن التجارية وحتى البحرية العسكرية. وتهدف كل هذه الإجراءات إلى توسيع نطاق الصراعات من الشواطئ الجنوبيةلإيران إلى بحر العرب، عبر مضيق باب المندب الاستراتيجي، وإلى البحر الأحمر. وانتشرت هذه الأنشطة عبر هذه المنطقة الجغرافية الشاسعة مما سمح للنظام الإيراني بالتأثير على مجموعة واسعة من الإجراءات والقضايا عبر هذه المنطقة، ثم يتم تحويل هذا إلى نفوذ سياسي مهم للغاية بالنسبة لطهران، لا سيما أن معظم العمليات الإرهابية في هذه المنطقة الحساسة من العالم والتي تستهدف السفن الأجنبية والعربية تم شنها من قبل فيلق القدس من خلال هذه الوحدات البحرية بالوكالة.. وبذلك أصبح النظام الإيراني قادرا على تغطية مساراته ومواصلة اتباع أجندة في ظل الحرب المستمرة في المنطقة التي يغذيها الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن. ومع تكثيف فيلق القدس لتدخله المدمر في جميع أنحاء المنطقة، تقوم طهران بنشر المزيد من الطائرات المسيرة والهجمات الصاروخية، حيث يصعد النظام الإيراني عنفه البحري ليحذو حذوه مع استخدامه المتزايد لهجمات الطائرات بدون طيار التي تستهدف دول المنطقة ، خاصة مع سلسلة الهجمات الأخيرة التي استهدفت مدنا داخل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وهذه الاجراءات العدائية، بالطبع، تتوازى مع العداء النووي للنظام. وإن إصرار الغرب على الاستمرار في سياسة الاسترضاء تجاه النظام الإيراني ورفضه محاسبة الملالي على إرهابهم، ناهيك عن انتهاكاتهم لحقوق الإنسان في الداخل، يشجع طهران بشكل متزايد على توسيع سلوكها المارق في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وخلق المزيد من الفوضى في جميع أنحاء المنطقة، إضافة إلى تعزيز الملالي دعمهم للإرهاب في محاولة يائسة للحصول على نفوذ إضافي على الصعيدين المحلي والدولي، وهذا يفسر سبب قيام طهران بزيادة الميزانية والموارد اللازمة لتدريب وتمويل وتسليح الجماعات التي تعمل بالوكالة عنها. ونتيجة لذلك، يجب ألا يكون هناك أي نقاش حول تخفيف العقوبات عن النظام حتى يوقف كل سلوكه المارق داخل البلاد وخارجها تماما. وفي الواقع، يجب على المجتمع الدولي أن يفرض عقوبات إضافية ردا على إجراءات النظام الإيراني الأخيرة لزيادة العنف في جميع أنحاء المنطقة بالتوازي مع تصعيد القمع داخل البلاد. وتمنح هذه الاستراتيجية النظام الإيراني الضعيف والضعيف سياسياً درجة واهية من الإنكار المعقول لحربه بالوكالة في المنطقة، حيث يسعى إلى زيادة تصدير الإرهاب الذي يعتمد عليه. الإرهاب البحري في عهد رئيسي منذ أوائل عام 2021م فصاعداً، وبشكل أكثر تحديداً بعد 04 أغسطس 2021م حتى يومنا هذا، أي بعد أن تولى إبراهيم رئيسي منصب الرئيس الجديد للنظام الإيراني، قامت طهران بتوسيع وتصعيد عملياتها الإرهابية البحرية باستخدام وكلائها الأجانب، وهذا يشمل بشكل خاص الحوثيين في اليمن. وفيما يلي بعض العمليات الإرهابية البحرية التي نفذتها الميليشيات التابعة لفيلق القدس في البحر الأحمر والساحل اليمني منذ تولي رئيسي الرئاسة في أغسطس 2021م: * هجوم زورقين يحملان قنابل في 20 سبتمبر 2021م على ميناء الصليف بمحافظة الحديدة الساحلية. * أربع هجمات انتحارية بالزوارق في 23 أكتوبر 2021م استهدفت مخيم شاطئ الجبانة في الحديدة. * هجوم زورق انتحاري في 08 نوفمبر 2021م على شاطئ الحديدة. * 14 عملية زرع ألغام بحرية جنوبالبحر الأحمر نفذت في الأسبوع الثاني من شهر نوفمبر 2021م، مما يشكل تهديداً للملاحة الدولية. * في 07 ديسمبر 2021م، أعلنت وزارة العدل عن مصادرة ناجحة لمخبأين كبيرين لأسلحة النظام الإيراني، من بينها 171 صاروخ أرض جو وثمانية صواريخ مضادة للدبابات، كانت موجهة لمقاتلي الحوثي في اليمن، واستولت البحرية الأميركية على أسلحة من سفينتين في بحر العرب. * في 20 ديسمبر 2021م، صادر الأسطول الخامس للبحرية الأميركية ما يزيد على 1400 بندقية هجومية من طراز AK-47 و226600 طلقة ذخيرة من سفينة منشؤها إيران، وكانت هذه السفينة على طريق تُستخدم تاريخياً لتهريب الأسلحة بشكل غير قانوني إلى الحوثيين في اليمن. * في 03 يناير 2022م، خطف الحوثيون سفينة شحن روابي ترفع علم الإمارات العربية المتحدة، وندد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة باحتجاز الحوثيين للسفينة الإماراتية، وطالب الحوثيون بالإفراج عن السفينة وطاقمها. * ومن المحتمل أن تكون آلاف قاذفات الصواريخ والمدافع الرشاشة وبنادق القنص وغيرها من الأسلحة التي صادرتها البحرية الأميركية في بحر العرب في الأشهر الأخيرة من ميناء واحد في إيران (جاسك)، وفقًا لتقرير سري للأمم المتحدة يقدم بعضاً من أكثر الأدلة تفصيلاً على أن طهران تصدر أسلحة إلى اليمن وأماكن أخرى. * اتهم المتحدث باسم التحالف العربي تركي المالكي الحوثيين باستخدام موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى لأغراض عسكرية - كورشٍ لتجميع الصواريخ البالستية وزوارق الطائرات بدون طيار المحملة بالمتفجرات. تجنيد الإرهابيين تعمل قيادة فيلق القدس قواعد في دول مختلفة من المنطقة، وبالمال والدعاية التطرفية، يقوم فيلق القدس بتجنيد الإرهابيين المحتملين وإرسالهم إلى مراكز فيلق القدس في إيران لدورات تدريبية، ويتم استخدام نفس الطريقة للوحدات البحرية بالوكالة. وفي الماضي، كان لدى مديرية تدريب فيلق القدس مجموعة تدريب بحرية توفر التدريب الأساسي، مثل الغوص والإبحار، للمرتزقة.. ومع ذلك، قامت قوات حرس الملالي مؤخراً بتشكيل الوحدة البحرية لفيلق القدس في سياق توسع أنشطته الإرهابية من قبل القوات التي تعمل بالوكالة في العراق واليمن وسورية وفلسطين ولبنان والعديد من الدول الإفريقية، حيث توفر هذه الوحدة تدريباً متخصصاً (كوماندوز)، وتشكل وحدات عملياتية للقيام بالحرب البحرية. أكاديمية بحرية للإرهاب إن الموقع الأساسي لتدريب الكوماندوز البحري في أكاديمية بحرية تسمى أكاديمية خامنئي للعلوم والتكنولوجيا البحرية في زيبا كنار على ساحل بحر قزوين في محافظة جيلان. تأسست هذه الأكاديمية في أغسطس 2013م، وفي غضون أربع سنوات، تم توسيع الجامعة ونقل جميع التدريبات البحرية لقوات حرس الملالي، بما في ذلك تدريب وكلاء قوات حرس الملالي إلى هذا المركز، ويُعاد المرتزقة الذين تم إحضارهم إلى إيران للتدريب البحري إلى بلدانهم بعد تلقيهم دورة مدتها ستة أشهر. وكان أول قائد للوحدة البحرية لفيلق القدس في زيبا كنار هو العميد الحرسي حسن علي زماني، الذي كان أيضاً رئيساً للجامعة البحرية لقوات حرس الملالي المشار إليها باسم أكاديمية خامنئي البحرية، بينما كان يشغل في الوقت نفسه منصبه في فيلق القدس، حتى أغسطس 2019م، عندما تم تعيين العميد عبد الرضا دبستاني كرئيس. ويتولى زماني باجوه مسؤولية التدريب البحري للمرتزقة الأجانب في فيلق القدس، وهو حالياً قائد ثكنة لفيلق القدس تسمى ثكنة بازوكي، وهي ساحة تدريب للمرتزقة الإقليميين، والتي تقع في جليل آباد جنوبطهران وشرق مدينة بيشوا، ويستخدم مكتبه في حامية بازوكي للتنسيق وحل القضايا والتحديات التي يواجهها المرتزقة الأجانب المجندين لأكاديمية خامنئي البحرية. ويوجد قسم في أكاديمية زيبا كنار التابعة لقوات حرس الملالي مخصصاً للدورة التدريبية لمدة ستة أشهر للمرتزقة الأجانب المنتسبين إلى فيلق القدس، حيث يتم فصل سكن هؤلاء المجندين الإرهابيين عن سكن الطلاب الآخرين ولا يُسمح لأحد بالاتصال بهم لمنع تسرب المعلومات. وفي يناير 2020م على سبيل المثال، انطلقت دورة تدريبية لمدة ستة أشهر لحوالي 200 مرتزق يمني تم تدريبهم في العلوم والتكنولوجيا البحرية، وتألفت المجموعة التالية من مرتزقة عراقيين بدأ تدريبهم في يوليو 2020م، وبعد انتهاء تدريبهم الإرهابي أُرسل العراقيون إلى شبه جزيرة الفاو والبصرة لتشكيل «وحدة بحرية» بقيادة فيلق القدس. ويرأس قسم التدريب في أكاديمية خامنئي موظف في قوات حرس الملالي يدعى خادم زاده، أما مدرب المرتزقة الأجانب فهو النقيب سيد مهدي حسيني من قوات حرس الملالي من أهالي محافظة مازندران. تدريب بحري عام تعدّ مديرية تدريب فيلق القدس (المجموعة) من أهم أقسام فيلق القدس، ويقع المقر الرئيس لهذه المديرية في حامية الإمام علي، التي تقع على بعد 20 كيلومتراً من طريق طهران - كرج السريع، شارع أردستاني، باتجاه نهاية شارع سروان، وتقدم هذه المديرية تدريبات عسكرية - إرهابية متنوعة للمرتزقة، كما تقدم دورات بحرية عامة مثل الغوص والتدريب البحري. قاعدة فارور الإرهابية جزيرة فارور، وهي جزيرة صغيرة غير مأهولة في وسط الخليج، تخضع لسيطرة البحرية التابعة لقوات حرس الملالي وهي إحدى قنواتها الرئيسة لتهريب الأسلحة إلى الدول العربية. ويتمركز لواء الكوماندوز البحري التابع لقوات حرس الملالي، المسمى أبا عبد الله، في هذه الجزيرة، ونفذ هذا اللواء عملية 23 مارس 2017م ضد ناقلة نفط بريطانية، حيث يوفر تدريب كوماندوز بحرياً لمرتزقة إرهابيين تابعين لقوات حرس الملالي من اليمن والبحرين. وكان القائد الأول لهذا اللواء إرهابياً في قوات حرس الملالي يُدعى العميد محمد ناصري، قُتل في الخليج العربي عام 2017م، والقائد الحالي هو العميد الركن صادق عموئي. مراكز إرهابية بقشم تمتلك القوات البحرية لقوات حرس الملالي عدة مراكز في أجزاء مختلفة من جزيرة قشم، وتُعد أحد مجمعات تدريب فيلق القدس، وبالإضافة إلى تدريب القوات البحرية لقوات حرس الملالي، تُستخدم هذه المراكز أيضاً لتدريب القوات الإرهابية الأجنبية، وتهريب الأسلحة إلى دول المنطقة، وتهريب البضائع والمنتجات بشكل غير قانوني. وبحسب المعلومات التي تم الحصول عليها، فقد قامت قوات حرس الملالي بتخزين أسلحة وصواريخ في منشآت تحت الأرض بالجزيرة، حيث يقع مقر قيادة اللواء 112 ذو الفقار البحري التابع لقوات حرس الملالي بالقرب من قرية ميسن بالجزيرة. دورات للمرتزقة الحوثيين شنّ الحوثيون اليمنيون (أنصار الله) تحت إشراف فيلق القدس التابع لقوات حرس الملالي حرباً كاملة بالوكالة بدعم لوجستي وتدريبي وأسلحة قدمها فيلق القدس. وترسل قيادة فيلق القدس في اليمن مرتزقتها الحوثيين إلى إيران لتدريبهم على القيام بعمليات إرهابية بحرية وإخضاعهم لتدريب كوماندوز، وذلك لتحقيق الأهداف الإرهابية لفيلق القدس. ويتم تنظيم القوات المدربة في كتائب كوماندوز بحرية، منتشرة على وجه التحديد في بحر العرب وباب المندب والبحر الأحمر لتعطيل الملاحة البحرية للسفن التجارية، ومهاجمة الموانئ، والقيام بعمليات خطف السفن، وزراعة الألغام، وغيرها من الأمور الأخرى. شبكة تهريب السلاح أقام فيلق القدس شبكة تهريب لتزويد وكلائه بالأسلحة والمعدات لشن هجمات بحرية، ومن طرق نقل الأسلحة إلى اليمن استخدام دول أخرى مثل الصومال، حيث يتم تحميل الأسلحة أولاً في قوارب تنتقل إلى سواحل الصومال لتفرغ في قوارب أصغر وإرسالها إلى اليمن. وهناك طريقة أخرى يستخدمها أيضاً تجار المخدرات، هي إخفاء الأسلحة في شحنات أخرى أو على ظهر السفينة نفسها: وفي 13 أغسطس 2019م تم ربط بعض المصدات بسفينة في ميناء بوشهر قبل يومين من مغادرة السفينة، وكان طول بعض هذه المصدات يصل إلى ستة أمتار، وكان فيلق القدس قد أخفى بداخلها أسلحة ومعدات عسكرية أخرى، في البداية، غادرت السفينة بوشهر للتحميل في جزيرة لاوان، ولكن في النهاية لم يتم الحصول على معلومات دقيقة حول وجهتها النهائية. كما يستخدم النظام المصدات بطرق أخرى أيضًا، في أحد الأمثلة، يتم تثبيت المَصَد وإطلاقه بحبل طويل في الماء لتجنب اكتشافه، حيث تم تجهيز المصدات بإشارات جي.بي.إس GPS وحاملات الستايروفوم على سطح الماء، ثم تحمل السفينة ذات المسار المحدد المصدات وتتركها في مكان محدد مسبقاً، بحيث يمكن للسفينة الثانية العثور عليها باستخدام نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، والتقاط البضائع ونقلها إلى الوجهة النهائية. وأيضاً إحدى الوسائل التي تستخدمها قوات حرس الملالي لتهريب الأسلحة إلى اليمن هي القوارب الصغيرة على طول سواحل خليج عمان، ومن أهم الموانئ المستخدمة لهذا الغرض بندر جاسك في خليج عمان، وعلى سبيل المثال، وفقاً لتقارير تم الحصول عليها من الشبكة داخل إيران، في 27 مايو 2020م، توقف لانش بحري مليء بالأسلحة الخفيفة على بعد ميلين من رصيف جاسك، وطاقمه التشغيلي يمني، وكان ضابط في قوات حرس الملالي يسلم الطعام إلى هذا الزورق من الرصيف، وظل القارب في الانتظار لعدة أيام قبل تأمين طريق آمن إلى إحدى الدول. ووفقًا لعدة تقارير وردت في خريف 2021م من مصادر مختلفة في المحافظاتالجنوبيةلإيران، جند قوات حرس الملالي عددًا من الملاك المحليين لسفن الشحن لتسليم الأسلحة إلى الحوثيين في خليج عدن. ووفقًا لأحد التقارير، كان على أحد البحارة المحليين القيام برحلة ذهاباً وإياباً لمدة 12 يوماً لتسليم الأسلحة من شواطئ مكران إلى خليج عدن، حيث تم تحميل الأسلحة من قبل الحوثيين على قواربهم الخاصة على بعد حوالي 10 أميال من سواحل اليمن. وقدمت قوات حرس الملالي إحداثيات جي بي اس GPS الخاصة بعملية الإطلاق المحملة للحوثيين باستخدام الهواتف المحمولة. ومن الوسائل الأخرى التي يستخدمها قوات حرس الملالي لإيصال الأسلحة إلى الحوثيين مصادرة قوارب الصيد الخاصة بالسكان المحليين في محافظات هرمزجان وسيستان وبلوشستان الفقيرة بذرائع مختلفة. يقع مقر القيادة المستقل لقوات البحرية في قوات حرس الملالي، المسمى ثكنة أمامت، بالإضافة إلى مقر القيادة للمنطقة البحرية الثانية في ميناء جاسك، حيث تبعد حامية امامت كيلومترين إلى الشرق من مدينة جاسك الساحلية ومجاورة لقرية بهل، وسيطرت قوات حرس الملالي على المنطقة المحيطة على مسافة تصل إلى 3 كلم، وأعلنت المنطقة محظورة على المواطنين العاديين. وكذلك الهجمات على ناقلتين نفطيتين في 13 يونيو 2019م قرب جاسك نفذتها القيادة البحرية لقوات حرس الملالي، وتحديداً وحدات العمليات الخاصة التابعة للبحرية الإيرانية بالتعاون مع ثكنة أمامت، وبالإضافة إلى ذلك، نفذت الوحدة المضادة للطائرات في بندر جاسك الهجوم على طائرة مسيرة أميركية في 20 يونيو 2019 وأسقطت الطائرة المسيرة. وأعطى النظام الإيراني الضوء الأخضر لبناء الأرصفة السرية، وتم وضع خطط لعدد من الأرصفة والموانئ التي سيتم بناؤها لقوات الحرس، لتمكينه من إرسال الأسلحة وغيرها، وتأمين احتياجاته اللوجستية أو الفنية دون أن يتم الكشف عنها إقليمياً أو حتى من قبل الناس والصحافة داخل إيران، بما في ذلك الالتفاف والتحايل على العقوبات، بالإضافة إلى تهريب النفط والمنتجات البتروكيميائية.. وراهناً، يستخدم فيلق القدس التابع لقوات حرس الملالي هذه الأرصفة لإرسال الأسلحة والمعدات العسكرية، بما في ذلك الصواريخ والطائرات بدون طيار، إلى القوات التي تعمل بالوكالة في المنطقة، بما في ذلك الحوثيون في اليمن. سونا صمصامي: دورات تدريبية للمرتزقة للقيام بأنشطة إرهابية في المياه الإقليمية وفي تصريح لجريدة «الرياض» قالت ممثلة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في الولاياتالمتحدة، السيدة سونا صمصامي: إنه بخصوص كشف النقاب عن الجوانب التفصيلية للإرهاب البحري وعمليات بالوكالة التي يديرها فيلق القدس الارهابي، نجد أنه بعد الإطاحة بقاسم سليماني في ديسمبر 2020م، والتي أضعفت فيلق القدس وقدرته على شن الحروب في المنطقة، تضاءلت قدرة قوات حرس الملالي على التدخل في العراق ولبنان وسورية وشن الحروب في تلك البلدان، ولتعويض هزائمه المتتالية في اليمن، كثف النظام تصعيده للأعمال العدائية، لا سيما من خلال القيام بأعمال إرهابية بحرية وتهديد الأنشطة البحرية، وفي الواقع، الملاحة الدولية. وتقوم قيادة فيلق القدس في اليمن بالفعل بتجنيد قوات حوثية لإرسالها إلى إيران، حيث يقوم فيلق القدس وقوات الحرس بتدريبهم في دورات بحرية خاصة، بما في ذلك مرتزقة يمنيين وعراقيين وسوريين ولبنانيين وأفارقة، يتم إرسالهم إلى بلدانهم بعد انتهاء الدورات التدريبية، ليكونوا قادرين على تشكيل وحدات بحرية عميلة بالوكالة. وعرضنا لأول مرة تفاصيل تشكيل الوحدات البحرية التابعة لفيلق القدس التابع لحرس الملالي، وكشفنا، على سبيل المثال، عن دورات للمرتزقة، وتدريب القوات العميلة على الأنشطة الإرهابية، وكذلك إرسال الأسلحة والدعم اللوجستي لها، حيث لا تطلق صواريخ ولا هجمات على السفن ولا زوارق انتحارية سريعة تستهدف الشواطئ ما لم يصدر الأمر من طهران، لا سيما أن مستوى التدريب والقدرات العملياتية المتطورة في العمليات الإرهابية البحرية الأخيرة في البحر كلها علامات تجارية للنظام الإيراني، وكل ذلك بهدف الحصول على تنازلات من الغرب واندفاع طهران نحو القنبلة النووية. وخلال العام الماضي، استخدم النظام الإيراني المحادثات النووية كدرع لتعزيز برنامج أسلحته النووية والاقتراب من هدفه، وبغض النظر عما قد يفعله المرشد الأعلى خامنئي بمفاوضاته مع مجموعة 5 + 1، يجب تحميل طهران المسؤولية عن حربها بالوكالة في المنطقة، وإرهابها، وتطويرها للصواريخ الباليستية، وانتهاكاتها الصارخة لحقوق الإنسان. ويأمل النظام الإيراني أن يؤدي استخدام وكلائه الإقليميين في العمليات الإرهابية البحرية إلى توفير نفوذ إضافي دولياً، مما يبرر استثماره السخي للأموال والموارد لتدريب وكلائه وتمويلهم وتسليحهم، بينما تعيش الغالبية العظمى من الشعب الإيراني تحت خط الفقر. والخطة الأخيرة لنظام الملالي هي دفع خططه الإرهابية من خلال إعطاء الأولوية لمرتزقته وزيادة الفوضى في المنطقة للتغطية على ضعفه الأساسي داخل البلاد. لذلك، إن التنازلات وتقديم الامتيازات التي قدمتها الدول الغربية وعدم محاسبة نظام الملالي على أنشطته الإرهابية، وعمليات القمع والقتل التي يرتكبها النظام داخل البلاد، جعلت النظام أكثر جرأة على زيادة سلوكه الخبيث وإحداث الفوضى في البلاد والمنطقة. فإن أي نهج تصالحي أو استرضائي مع النظام، خصوصاً بعد تولي المجرم رئيسي منصبه، لن يؤدي إلا إلى جعل النظام الإيراني أكثر جرأة ووقاحة، وهذه المعلومات الجديدة التي قدمناها في هذا المؤتمر تظهر أنه لا ينبغي رفع أي من العقوبات المفروضة على النظام حتى يوقف النظام كل سلوكه الخبيث في الخارج ويوقف قمع الشعب الإيراني في الداخل. التداعيات: أ- أطلق فيلق القدس، باعتباره الذراع الخارجية لقوات حرس الملالي للإرهاب، خططاً لتشكيل وحدات بحرية بالوكالة، لا سيما في اليمن، ويقوم بتجنيد الحوثيين لهذا الغرض وإرسالهم إلى إيران للتدريب، ثم يتم إعادة هؤلاء الحوثيين المدربين إلى اليمن وتنظيمهم في وحدات بحرية. ب- قام فيلق القدس بتجهيز الحوثيين بالزوارق السريعة والصواريخ والألغام وغيرها من الأسلحة، لتوسيع الصراعات إلى بحر العرب وباب المندب والبحر الأحمر، وقد نفذت في هذه المنطقة العديد من العمليات الإرهابية التي استهدفت السفن الأجنبية والعربية من قبل هذه الوحدات البحرية التابعة لفيلق القدس. ج- بهذه الطريقة يتتبع النظام الإيراني مساراته، ويسير على أجندته في ظل حرب الحوثيين في المنطقة. د. منذ أغسطس عام 2021م، عندما تولى إبراهيم رئيسي منصب الرئيس الجديد للنظام الإيراني، صعدت طهران عملياتها الإرهابية البحرية باستخدام مرتزقتها الأجانب، وخصوصاً الحوثيين. وفي الواقع، اشتد التدخل المدمر لفيلق القدس في المنطقة، وكذلك الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار، إضافة إلى أن تصعيد العنف البحري من قبل النظام الإيراني يتماشى مع تصعيد هجمات الطائرات بدون طيار في دول الخليج، فضلا عن تحديها النووي. ه- شجعت عروض التنازلات المستمرة من قبل الدول الغربية وغياب المساءلة عن العمليات الإرهابية للنظام الإيراني وعمليات القتل التي يرتكبها في الداخل الإيراني على تصعيد سلوكه الجريء، مما أدى إلى حدوث فوضى في المنطقة. و- تمت مصادرة مليارات الدولارات المنهوبة من الثروة الوطنية الإيرانية التي حصل عليها النظام من تخفيف العقوبات في سياق الاتفاق النووي لبناء وإنتاج أسلحة وتمويل وتدريب الوكلاء من أجل شن عمليات إرهابية بحرية، وتصدير الإرهاب الإقليمي وإثارة الحروب. هذا بينما تعيش الغالبية العظمى من الشعب الإيراني تحت خط الفقر. ز- بصرف النظر عما قد يفعله النظام الإيراني ببرنامج أسلحته النووية ومفاوضاته مع مجموعة 5 + 1، يجب تحميل طهران المسؤولية عن حروبها بالوكالة في المنطقة، وإرهابها، وتطويرها للصواريخ الباليستية، وانتهاكاتها الفظيعة لحقوق الإنسان وقمع مواطنيها المشاركين في الانتفاضات الجارية. ح- هذه المعلومات الجديدة والمهمة هي دليل إضافي على أنه لا ينبغي رفع أي من العقوبات المفروضة على النظام الإيراني حتى يوقف كل سلوكه المارق في الخارج، وكذلك قمعه للشعب الإيراني في الداخل. جعفر زاده: فيلق القدس يمدّ الحوثيين بالصواريخ والزوارق السريعة لتوسيع الصراعات وصرّح لجريدة «الرياض» نائب رئيس المكتب التمثيلي للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في الولاياتالمتحدة، السيد جعفر زاده، قائلاً: إن خطة اللعبة الأخيرة لطهران تهدف لتعزيز أجندتها الإرهابية بإعطاء الأولوية للمرتزقة والتغطية على ضعفها الأساسي في الداخل. وكشف السيد زاده، أنه وفقاً للمعلومات الواردة من شبكة داخل إيران للمعارضة الإيرانية الرئيسة، منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، أن فيلق القدس، باعتباره الذراع الخارجية لقوات حرس الملالي للإرهاب، يقوم بتجنيد وحدات إرهابية مرتزقة تم إنشاؤها حديثًا وتسليحها وتدريبها بهدف مهاجمة السفن والأهداف البحرية في المنطقة. وأشار السيد جعفر زاده إلى أنه بعد القضاء على قاسم سليماني في يناير 2020م، تم إضعاف قدرة فيلق القدس على التعدي المباشر على دول المنطقة، وكانت قدرة قوات حرس الملالي على التدخل في العراق ولبنان وسورية في تراجع، ولتعويض هذا الفشل، بحسب السيد زاده، لجأت قوات حرس الملالي إلى التدخل في اليمن، خصوصاً تصعيد الأنشطة الإرهابية البحرية وتهديد الملاحة الدولية على شواطئه. وتابع السيد زاده حديثه قائلاً: تعمل قيادة فيلق القدس على إنشاء قواعد في دول مختلفة من المنطقة، وباستخدام المال والدعاية المتطرفة، يقوم بتجنيد المرتزقة وإرسالهم إلى مراكز فيلق القدس في إيران للخضوع لدورات تدريبية، ويتم استخدام نفس الطريقة للوحدات البحرية بالوكالة. وأضاف السيد جعفر زاده: في الماضي، كان لدى مديرية تدريب فيلق القدس مجموعة تدريب بحرية توفر التدريب الأساسي، مثل الغوص والإبحار، للمرتزقة. ومع ذلك، فقد شكلت قوات حرس الملالي مؤخراً الوحدة البحرية لفيلق القدس في سياق توسع أنشطته الإرهابية من قبل القوات التي تعمل بالوكالة في العراق واليمن وسورية وفلسطين ولبنان والعديد من الدول الإفريقية. وبيَّن السيد زاده أن هذه الوحدة توفر تدريباً متخصصاً (كوماندوز) وتشكل وحدات عملياتية للقيام بالحرب البحرية، ثم يتم إرسال المرتزقة إلى بلدانهم الأصلية لتشكيل وحدات بحرية بالوكالة. وفي التفاصيل، يشير السيد جعفر زاده إلى أن الموقع الأساسي لتدريب الكوماندوز البحري لهذه الوحدات البحرية بالوكالة يسمى أكاديمية خامنئي للعلوم والتكنولوجيا البحرية في زيبا كنار على ساحل بحر قزوين في محافظة جيلان. ووفقاً لجعفر زاده، يوجد قسم في جامعة زيبا كنار التابعة لقوات حرس الملالي مخصص للدورة التدريبية لمدة ستة أشهر للمرتزقة الأجانب المنتسبين إلى فيلق القدس. وأضاف: في يناير 2020، على سبيل المثال، تم إطلاق دورة واحدة في العلوم والتكنولوجيا البحرية لنحو 200 مرتزق يمني. وتألفت المجموعة التالية من مرتزقة عراقيين بدأ تدريبهم في يوليو 2020م. وأشار السيد زاده إلى استخدام العديد من جزر الخليج للتدريب البحري لمرتزقة قوات حرس الملالي - فيلق القدس، بما في ذلك جزر فارور وقشم. وتمتلك القوات البحرية لقوات حرس الملالي عدة مراكز في أجزاء مختلفة من جزيرة قشم، والتي تعد واحداً من مجمعات التدريب الرئيسة لفيلق القدس، بالإضافة إلى تدريب القوات البحرية التابعة لقوات حرس الملالي والقوات الأجنبية الإرهابية، قامت قوات حرس الملالي بتخزين أسلحة وصواريخ في منشآت تحت الأرض بالجزيرة. وعن طرق نقل الأسلحة للمرتزقة الإرهابيين، قال السيد زاده: أقام فيلق القدس شبكة تهريب لتزويد وكلائه بالأسلحة والمعدات لشن هجمات بحرية. ومن طرق نقل الأسلحة إلى اليمن استخدام دول أخرى مثل الصومال، ويعتبر استخدام القوارب الصغيرة على طول سواحل خليج عمان وسيلة أخرى، ومن أهم المنافذ المستخدمة لهذا الغرض ميناء جاسك. وأضاف: قام فيلق القدس بتجهيز الحوثيين بالزوارق السريعة والصواريخ والألغام وغيرها من الأسلحة، وهو تستخدم التكتيكات التي تستخدم الزوارق السريعة والحرب غير المتكافئة - على غرار تلك المستخدمة من قبل البحرية التابعة لقوات حرس الملالي في المنطقة - لتوسيع الصراعات إلى بحر العرب وباب المندب والبحر الأحمر. وأكد السيد جعفر زاده على أن هذه الوحدات البحرية العميلة نفذت العديد من العمليات الإرهابية في هذه المنطقة التي استهدفت السفن الأجنبية والعربية. وبهذه الطريقة، بحسب زاده، يتستر النظام الإيراني على مساراته، ويتابع أجندته في ظل حرب الحوثيين في المنطقة. وأشار جعفر زاده إلى أنه منذ أوائل عام 2021، وأكثر من ذلك منذ أغسطس 2021، عندما تولى إبراهيم رئيسي منصب الرئيس الجديد للنظام الإيراني، صعدت طهران عملياتها الإرهابية البحرية باستخدام مرتزقتها الأجانب، وخاصة الحوثيين في اليمن، وأن هذا التصعيد في العنف البحري من قبل النظام الإيراني يتماشى مع تصعيد هجمات الطائرات بدون طيار في دول المنطقة، فضلاً عن تحديها النووي. وشدد السيد جعفر زاده على أن استمرار عروض التنازلات من قبل الدول الغربية وغياب المساءلة عن العمليات الإرهابية للنظام الإيراني، وكذلك عمليات القتل والقمع التي يقوم بها في الداخل، شجعت طهران على تصعيد سلوكها المارق الذي أحدث الفوضى في المنطقة. وأكد السيد جعفر زاده على أنه بغض النظر عما قد يفعله النظام الإيراني ببرنامج أسلحته النووية ومفاوضاته مع مجموعة 5 + 1، يجب محاسبة طهران على حربها بالوكالة في المنطقة، وإرهابها، وتطويرها للصواريخ الباليستية، وانتهاكاتها الفظيعة لحقوق الإنسان وقمع المواطنين الإيرانيين المنخرطين في الاحتجاجات المستمرة. وفي خاتمة حديثه قال السيد علي رضا جعفر زاده، نائب رئيس المكتب التمثيلي للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في الولاياتالمتحدة: أي نهج تصالحي، خاصة منذ تولي رئيسي منصبه، من شأنه أن يؤدي إلى زيادة تحدي طهران. لذلك، بحسب جعفر زاده، لا ينبغي رفع أي من العقوبات المفروضة على النظام حتى يوقف كل سلوكه المارق في الداخل والخارج. بل على العكس من ذلك، هناك ما يبرر فرض عقوبات إضافية نتيجة تصعيد النظام الإيراني للعنف في المنطقة وتصعيد القمع في الداخل. جعفر زاده: فيلق القدس يمدّ الحوثيين بالصواريخ والزوارق السريعة لتوسيع الصراعات وصرّح لجريدة «الرياض» نائب رئيس المكتب التمثيلي للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في الولاياتالمتحدة، السيد جعفر زاده، قائلاً: إن خطة اللعبة الأخيرة لطهران تهدف لتعزيز أجندتها الإرهابية بإعطاء الأولوية للمرتزقة والتغطية على ضعفها الأساسي في الداخل. وكشف السيد زاده، أنه وفقاً للمعلومات الواردة من شبكة داخل إيران للمعارضة الإيرانية الرئيسة، منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، أن فيلق القدس، باعتباره الذراع الخارجية لقوات حرس الملالي للإرهاب، يقوم بتجنيد وحدات إرهابية مرتزقة تم إنشاؤها حديثًا وتسليحها وتدريبها بهدف مهاجمة السفن والأهداف البحرية في المنطقة. وأشار السيد جعفر زاده إلى أنه بعد القضاء على قاسم سليماني في يناير 2020م، تم إضعاف قدرة فيلق القدس على التعدي المباشر على دول المنطقة، وكانت قدرة قوات حرس الملالي على التدخل في العراق ولبنان وسورية في تراجع، ولتعويض هذا الفشل، بحسب السيد زاده، لجأت قوات حرس الملالي إلى التدخل في اليمن، خصوصاً تصعيد الأنشطة الإرهابية البحرية وتهديد الملاحة الدولية على شواطئه. وتابع السيد زاده حديثه قائلاً: تعمل قيادة فيلق القدس على إنشاء قواعد في دول مختلفة من المنطقة، وباستخدام المال والدعاية المتطرفة، يقوم بتجنيد المرتزقة وإرسالهم إلى مراكز فيلق القدس في إيران للخضوع لدورات تدريبية، ويتم استخدام نفس الطريقة للوحدات البحرية بالوكالة. وأضاف السيد جعفر زاده: في الماضي، كان لدى مديرية تدريب فيلق القدس مجموعة تدريب بحرية توفر التدريب الأساسي، مثل الغوص والإبحار، للمرتزقة. ومع ذلك، فقد شكلت قوات حرس الملالي مؤخراً الوحدة البحرية لفيلق القدس في سياق توسع أنشطته الإرهابية من قبل القوات التي تعمل بالوكالة في العراق واليمن وسورية وفلسطين ولبنان والعديد من الدول الإفريقية. وبيَّن السيد زاده أن هذه الوحدة توفر تدريباً متخصصاً (كوماندوز) وتشكل وحدات عملياتية للقيام بالحرب البحرية، ثم يتم إرسال المرتزقة إلى بلدانهم الأصلية لتشكيل وحدات بحرية بالوكالة. وفي التفاصيل، يشير السيد جعفر زاده إلى أن الموقع الأساسي لتدريب الكوماندوز البحري لهذه الوحدات البحرية بالوكالة يسمى أكاديمية خامنئي للعلوم والتكنولوجيا البحرية في زيبا كنار على ساحل بحر قزوين في محافظة جيلان. ووفقاً لجعفر زاده، يوجد قسم في جامعة زيبا كنار التابعة لقوات حرس الملالي مخصص للدورة التدريبية لمدة ستة أشهر للمرتزقة الأجانب المنتسبين إلى فيلق القدس. وأضاف: في يناير 2020، على سبيل المثال، تم إطلاق دورة واحدة في العلوم والتكنولوجيا البحرية لنحو 200 مرتزق يمني. وتألفت المجموعة التالية من مرتزقة عراقيين بدأ تدريبهم في يوليو 2020م. وأشار السيد زاده إلى استخدام العديد من جزر الخليج للتدريب البحري لمرتزقة قوات حرس الملالي - فيلق القدس، بما في ذلك جزر فارور وقشم. وتمتلك القوات البحرية لقوات حرس الملالي عدة مراكز في أجزاء مختلفة من جزيرة قشم، والتي تعد واحداً من مجمعات التدريب الرئيسة لفيلق القدس، بالإضافة إلى تدريب القوات البحرية التابعة لقوات حرس الملالي والقوات الأجنبية الإرهابية، قامت قوات حرس الملالي بتخزين أسلحة وصواريخ في منشآت تحت الأرض بالجزيرة. وعن طرق نقل الأسلحة للمرتزقة الإرهابيين، قال السيد زاده: أقام فيلق القدس شبكة تهريب لتزويد وكلائه بالأسلحة والمعدات لشن هجمات بحرية. ومن طرق نقل الأسلحة إلى اليمن استخدام دول أخرى مثل الصومال، ويعتبر استخدام القوارب الصغيرة على طول سواحل خليج عمان وسيلة أخرى، ومن أهم المنافذ المستخدمة لهذا الغرض ميناء جاسك. وأضاف: قام فيلق القدس بتجهيز الحوثيين بالزوارق السريعة والصواريخ والألغام وغيرها من الأسلحة، وهو تستخدم التكتيكات التي تستخدم الزوارق السريعة والحرب غير المتكافئة - على غرار تلك المستخدمة من قبل البحرية التابعة لقوات حرس الملالي في المنطقة - لتوسيع الصراعات إلى بحر العرب وباب المندب والبحر الأحمر. وأكد السيد جعفر زاده على أن هذه الوحدات البحرية العميلة نفذت العديد من العمليات الإرهابية في هذه المنطقة التي استهدفت السفن الأجنبية والعربية. وبهذه الطريقة، بحسب زاده، يتستر النظام الإيراني على مساراته، ويتابع أجندته في ظل حرب الحوثيين في المنطقة. وأشار جعفر زاده إلى أنه منذ أوائل عام 2021، وأكثر من ذلك منذ أغسطس 2021، عندما تولى إبراهيم رئيسي منصب الرئيس الجديد للنظام الإيراني، صعدت طهران عملياتها الإرهابية البحرية باستخدام مرتزقتها الأجانب، وخاصة الحوثيين في اليمن، وأن هذا التصعيد في العنف البحري من قبل النظام الإيراني يتماشى مع تصعيد هجمات الطائرات بدون طيار في دول المنطقة، فضلاً عن تحديها النووي. وشدد السيد جعفر زاده على أن استمرار عروض التنازلات من قبل الدول الغربية وغياب المساءلة عن العمليات الإرهابية للنظام الإيراني، وكذلك عمليات القتل والقمع التي يقوم بها في الداخل، شجعت طهران على تصعيد سلوكها المارق الذي أحدث الفوضى في المنطقة. وأكد السيد جعفر زاده على أنه بغض النظر عما قد يفعله النظام الإيراني ببرنامج أسلحته النووية ومفاوضاته مع مجموعة 5 + 1، يجب محاسبة طهران على حربها بالوكالة في المنطقة، وإرهابها، وتطويرها للصواريخ الباليستية، وانتهاكاتها الفظيعة لحقوق الإنسان وقمع المواطنين الإيرانيين المنخرطين في الاحتجاجات المستمرة. وفي خاتمة حديثه قال السيد علي رضا جعفر زاده، نائب رئيس المكتب التمثيلي للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في الولاياتالمتحدة: أي نهج تصالحي، خاصة منذ تولي رئيسي منصبه، من شأنه أن يؤدي إلى زيادة تحدي طهران. لذلك، بحسب جعفر زاده، لا ينبغي رفع أي من العقوبات المفروضة على النظام حتى يوقف كل سلوكه المارق في الداخل والخارج. بل على العكس من ذلك، هناك ما يبرر فرض عقوبات إضافية نتيجة تصعيد النظام الإيراني للعنف في المنطقة وتصعيد القمع في الداخل. المنطقة العامة لأكاديمية خامنئي البحرية سونا صمصامي قاعدة تدريب إرهابية في جزيرة فارور جعفر زاده