كشف نائب رئيس ممثلية المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في الولاياتالمتحدة علي رضا جعفر زاده، بأن فيلق القدس الإرهابي التابع للنظام الإيراني يعمل على تجنيد مرتزقة بتسليح وتدريب كامل لوحداته الإرهابية المنشأة حديثًا بهدف شن هجمات على السفن والأهداف البحرية الأخرى في الشرق الأوسط. ووفقًا للمعلومات التي تم نشرها خلال مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي، تراجعت قدرة قوات الحرس على مواصلة حملات التدخل في العراق ولبنان وسوريا بعد القضاء على الإرهابي قاسم سليماني في يناير 2020، المعروف بالعقل المدبر لإرهاب النظام الإيراني. وأدت هذه الضربة الاستراتيجية إلى إضعاف قوات الحرس الإيرانية وتراجع قدراتها على التعدي المباشر على الدول، ولتعويض هذه النكسة الاستراتيجية كثفت قوات الحرس تدخلاتها في اليمن، لا سيما من خلال تعزيز الأنشطة الإرهابية البحرية والذهاب إلى أبعد من استخدام الشواطئ فقط. وأنشأ فيلق القدس التابع لقوات الحرس مقرًا للقيادة في اليمن بهدف تجنيد مرتزقة لميليشيات الحوثي الذين يتم إرسالهم إلى إيران لتلقي التدريب، ويوفر فيلق القدس التدريب في دورات بحرية متخصصة لقائمة طويلة من القوات العميلة له التي لا تأتي من اليمن فحسب، بل من العراق وسورية ولبنان ودول أفريقية أيضاً، ثم يتم إرسال هؤلاء المرتزقة إلى بلدانهم الأصلية لتشكيل خلايا إرهابية بحرية وتنفيذ هجمات بناءً على أوامر من فيلق القدس، وتتلقى هذه الوحدات البحرية بالوكالة تدريبات كوماندوز بحرية في موقع يسمى أكاديمية خامنئي للعلوم والتكنولوجيا البحرية. يقع هذا الموقع الرئيسي في مدينة زيبا كنار على ساحل بحر قزوين في محافظة جيلان، شمال إيران، وأضاف زاده بأنه تم تخصيص فرع معين من جامعة زيبا كنار التابعة لقوات الحرس فقط للدورة التدريبية لمدة ستة أشهر المخصصة للمرتزقة، وتم إطلاق إحدى هذه الدورات التدريبية في العلوم والتكنولوجيا البحرية لنحو 200 مرتزق من اليمن في يناير من عام 2020. وتستخدم قوات الحرس الجزر في التدريب البحري، وأنشأت البحرية التابعة لقوات الحرس العديد من المراكز في مناطق مختلفة من جزيرة قشم، والتي تعتبر نفسها مجمعات التدريب الرئيسية تحت تصرف فيلق القدس. كما تستخدم قوات الحرس المنشآت الموجودة تحت الأرض في الجزيرة لتخزين أسلحتها المختلفة، والأهم من ذلك، مخبأ للصواريخ. ويأتي ذلك بالتوازي مع تلقي القوات البحرية لقوات الحرس ومرتزقته تدريبات في هذه المنطقة. وأضاف رضا زاده: يمتلك فيلق القدس أيضًا شبكة تهريب واسعة لتوفير الأسلحة والمعدات لمرتزقته. وإحدى طرق إيصال الأسلحة إلى اليمن هي من خلال دول ثالثة، مثل الصومال، وهناك طريقة أخرى مستخدمة على نطاق واسع تتضمن نشر قوارب صغيرة، تُعرف باسم المراكب الشراعية، تجوب سواحل خليج عمان. ويعتبر ميناء جاسك أحد أهم موانئ إيران المستخدمة لنقل الشحنات المحددة على المراكب الشراعية وإرسالها إلى وجهاتها، وشدد على أن كل هذه الإجراءات تهدف إلى توسيع نطاق الصراعات من الشواطئ الجنوبية لإيران إلى بحر العرب عبر مضيق باب المندب الاستراتيجي وإلى البحر الأحمر. ومعظم العمليات الإرهابية في هذه المنطقة الحساسة من العالم والتي تستهدف السفن الأجنبية والعربية تم شنها من قبل فيلق القدس من خلال مرتزقته، ومنذ أوائل عام 2021، وبشكل أكثر تحديدًا بعد أغسطس 2021 حتى يومنا هذا، أي بعد أن تولى إبراهيم رئيسي منص بالرئيس الجديد للنظام الإيراني، قامت طهران بتوسيع وتصعيد عملياتها الإرهابية البحرية باستخدام مرتزقتها، وهذا يشمل بشكل خاص الحوثيين في اليمن. وتقوم طهران بنشر المزيد من الطائرات المسيرة والهجمات الصاروخية ويصعد النظام الإيراني عنفه البحري ليحذو حذوه مع استخدامه المتزايد لهجمات الطائرات بدون طيار التي تستهدف دول المنطقة، خاصة مع سلسلة الهجمات الأخيرة التي استهدفت مدنًا داخل الإمارات العربية المتحدة، مما أدى إلى نشر القوات الإماراتية والأمريكية المتمركزة في أبو ظبي صواريخ باتريوت للدفاع الجوي، وهذه الإجراءات القتالية. وأكد زاده أن إصرار الغرب على الاستمرار في سياسة الاسترضاء تجاه النظام الإيراني ورفضه محاسبة الملالي على إرهابه، ناهيك عن انتهاكاتهم لحقوق الإنسان في الداخل، يشجع طهران بشكل متزايد على سلوكها الإرهابي، وخلق المزيد من الفوضى في جميع أنحاء المنطقة، وبغض النظر عن كيفية مواصلة طهران لبرنامج أسلحتها النووية ومفاوضات فيينا مع القوى العالمية، فإن نظام الملالي يحتاج إلى أن تتم محاسبته على عملياته الإرهابية في المنطقة، والانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان والقمع مع خروج المزيد من الإيرانيين إلى الشوارع هذه الأيام للتعبير عن امتعاضهم من القمع الذي يتعرضون له، ولا يمكن للمجتمع الدولي متابعة أي من هذه الملفات بشكل مستقل دون الرد على عدوانية النظام برمتها. وذكر رضا زاده بأنه منذ ديسمبر 2017، شهدت إيران ثماني انتفاضات كبرى، أدى بعضها إلى تحركات وطنية، بالإضافة الاحتجاجات مستمرة من قبل الناس من جميع مناحي الحياة والمجتمع الإيراني الذي وصفه الخبراء والأكاديميون بأنه برميل بارود، يعبر عن رغبته في تغيير جذري للنظام في إيران من قبل الشعب الإيراني. ويعزز الملالي دعمه للإرهاب في محاولة يائسة للحصول على نفوذ إضافي على الصعيدين المحلي والدولي، وهذا يفسر سبب قيام طهران بزيادة الميزانية والموارد اللازمة لتدريب وتمويل وتسليح الجماعات الإرهابية التابعة لها، في حين أن "70 %" على الأقل من السكان الإيرانيين بالكاد يكسبون قوت يومهم ويعيشون في فقر مدقع، ومع تولي رئيسي رئاسة النظام فإن أي نهج تصالحي وأو استرضاء يتبناه الغرب لن يؤدي إلا إلى تشجيع طهران على زيادة عدائها. .