أكد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أن يوم التأسيس الذي أعلن عنه اليوم بأمر ملكي كريم يمثل ذكرى اعتزاز وفخر بجذور هذه الدولة المباركة وتاريخها العريق وعمقها السياسي والثقافي والحضاري منذ أكثر من 3 قرون. وقال السديس: هذه البشرى التي زفها إلينا خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- في هذا الأمر التاريخي الاستثنائي بالعناية بيوم التأسيس ذلكم لأن الأمم والحضارات والمجتمعات والأمجاد تعنى بتاريخها وتعنى بتأسيسها وهي مناسبات ينبغي ألا تمر دون أن تكون لها دلالات وأحداث ولهذا كان قراراً موفقاً وأمراً حكيماً له أهدافه العظيمة في ربط هذا الجيل بتأسيس هذه البلاد المباركة وقادتها الميامين وهو يوم من أيام نعمة الله علينا نشكره جلا وعلا على نعمه بأن أنعم علينا بهذا اليوم التاريخي المجيد. وذكر معاليه بأننا بيوم التأسيس كنا، وبدونه لم نكن، ولهذا فنحن في نعمة عظيمة لازلنا نتفيأها ولله الحمد والمنة ، الإمام محمد بن سعود-رحمه الله- مؤسس الدولة السعودية الأولى له إنجازات عظيمة من أهمها وحدة هذه البلاد والسلام ونشر الاستقرار والاهتمام بالأمور الداخلية والحرص على الاستقرار والأمن الإقليمي ودعوة للجميع للانضمام للدولة السعودية وبناء سور الدرعية وبدء حملات التوحيد والاستقلال السياسي وعدم التبعية لأي نفوذ ومناصرة دعوة الإمام الشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله- وحمايتها وتوحيد معظم مناطق نجد والبلاد القريبة منها والتصدي لعدد من الحملات ضد الدولة وأهمها العناية بالحرمين الشريفين وتأمين طرق الحج والحجاج وضيوف الرحمن والمعتمرين رحمه الله رحمةً واسعة . وأكد معاليه على حاجة أبناء المملكة إلى التعرف على ولاتها فقال : ما أحوج هذا الجيل إلى التعرف على ولاة أمر هذه البلاد منذ تأسيسها في يوم التأسيس، هذا البلاد المبارك التاريخي المجيد الذي أسس فيه الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- مؤسس الدولة السعودية الأولى وحرص على رسوخ هذا الوطن العظيم وتاريخه المجيد الممتد منذ أكثر من 300 عام أي ثلاثة قرون كلها ولله الحمد والمنة عريقة ، يوم التأسيس يعد ذكرى تاريخية ووطنية وفخر لأبناء المملكة العربية السعودية بل وللعالم أجمع وللمسلمين أجمعين لأن هذه البلاد قبلتهم وهي متنزل وحي ربهم وهي محل مناسكهم فكل مسلم يدين لهذه البلاد المباركة بهذه النعمة العظيمة ويستحضر من خلالها الأحفاد تضحيات الآباء والأجداد وما كنزوه من تحديات لبناء هذا الوطن الغالي، ولهذا فالدولة السعودية دولة تأسيسية ودولة ممتدة ودولة امتداد ودولة تجديد عبر تاريخها من قيامها من الدولة الأولى والعهد الثاني في عهد الإمام تركي بن عبدالله وهو مايؤكد على امتداد الدولة ووضوح المبادئ الراسخة التي قامت عليها . وبين معاليه بأن دولتنا دولة أصول ومبادئ وعلاقات وأسس وركائز ودستورها الكتاب والسنة والعقيدة والتوحيد تطبيق شرع الله تبارك وتعالى وحماية الحرمين الشريفين ورعاية ضيوف الرحمن ولهذا الدولة السعودية بتاريخها الوطني العظيم ليست دولة مغمورة ولا في ثنايا التاريخ مطمورة وليست دولة طارئة على التاريخ ولا على الجغرافيا هي لها من الأسس التي تشكلت من خلاله وحدة أبناء الجزيرة العربية في تاريخها الحديث بعد أن عانت لعقود من هولات الفرقة والشقاق والنزاعات والصراعات . إن هذا الإعلان وهذا الأمر الملكي الكريم يجسد عناية المملكة العربية السعودية بقيمة رفيعة من الاهتمام بتاريخها الذي يعد امتداداً أصيلاً لحاضرها ومستقبلها فدولةً ليس لها ماضي ولا تاريخ ليس لها حاضر ولا مستقبل وتستلهم من خلال عزيمة أئمتها وملوكها وقادتها الذين سعوا في مراحل بناء هذه الدولة ولهذا فإنه يحق لكل أمة من الأمم أن تفخر بتاريخها ونحن أبناء المملكة العربية السعودية يحق لنا أن نرفع رؤوسنا لتعانق السماء احتفاء بهذا اليوم التاريخي المجيد وتذكير الأجيال به. إعلان المملكة اليوم لا ينفصل عن هذا النهج الذي يسعى إلى تأصيل امتدادات الدولة ورؤيتها التطويرية لأنها ضاربة في جذور التاريخ وفي ذاكرة الوطن ولهذا فإن للإمام محمد بن سعود -رحمه الله- حقاً علينا وللإمام تركي بن عبدالله وللإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن ولأبنائه البرره حتى هذا العهد الزاهر المجيد عهد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين في رحلة بناء دولة عصرية عظيمة شكلك واحدة من أهم المشروعات الحضارية والوحداوية والعالمية التي لم تعرفها الجزيرة العربية منذ قرون طويلة . إن استحضار يوم تأسيس هذه الدولة المباركة هو امتداد أصيل طبيعي لحرص واهتمام خادم الحرمين الشريفين بتاريخ هذه البلاد وسمو ولي عهده الأمين والحفاظ على التاريخ السعودي أولاً وتاريخ الجزيرة العربية ثانياً وما يوليانه بالعناية بالتاريخ من مصادره الحقيقية والموثوقة ولهذا نحن بحاجة اليوم إلى إعادة قراءة تاريخ تأسيس بلادنا والاهتمام به وأرى أن تكون لجان على مستوى عالي ورفيع من وزارة الإعلام ووزارة الثقافة ووزارة التعليم ودارة الملك عبدالعزيز والمؤرخين والمعنيين بهذه البلاد بأن يكون هناك عناية واحتفائية بهذه المناسبة وربط طلابنا وأجيالنا ونشئنا بهذه القيم الوطنية المهمة والسعي نحو ترسيخها بالشكل الذي يليق بمكانتها في نفوس أبناء وبنات المملكة العربية السعودية بل وأبناء العالم الإسلامي والعالم الإنساني بأسره. وفي الختام دعا معاليه بأن يحفظ الله علينا ديننا وعقيدتنا وقيادتنا وأن يديم الأمن والاستقرار ويجزي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين خير الجزاء على العناية بتذكيرنا وربطنا ونحن نرفع التهنئة باسم أبناء المملكة العربية السعودية للقيادة الرشيدة على هذا القرار.